نادي حيفا الثّقافيّ يحتفي بالأديبة صباح بشير وإصدارها الجديد “شذرات نقديّة”

في أمسية ثقافيّة بهيجة، احتفى نادي حيفا الثّقافيّ بالأديبة والنّاقدة صباح بشير، وذلك مساء يوم الخميس، الموافق 8 أغسطس 2024.

شهدت الأمسية إشهار كتابها الجديد “شذرات نقديّة”، وسط حضور نخبّة من المثقّفين والأدباء، وقد أدار الحفل ببراعة واقتدار الكاتب والإعلاميّ القدير نايف خوري، مدير جمعيّة نادي حيفا الثّقافيّ، الّذي رحّب بالحضور، وهنّأ النّاقدة بشير على هذا الإنجاز الأدبيّ.

افتتح الأمسية مدير النّادي ومؤسّسه، الأستاذ المحامي فؤاد مفيد نقّارة، بكلمة معبّرة رحّب فيها بالحضور الكريم، وأعرب عن امتنانه للمجلس الملّيّ الأرثوذكسيّ على رعايته لأمسيات النّادي، كما وجّه التّهنئة القلبيّة للأديبة المحتفى بها. وممّا جاء في كلمته: لقد سَعِدنا بالتّعاون مع دار الشّامل للنّشر والتّوزيع؛ لإصدار كتاب الأستاذة صباح بشير “شذرات نقديّة”، وهو كتاب يستحقّ القراءة لما فيه من رؤى نقديّة، وأسلوب أدبيّ راقٍ.

هذا الكتاب هو تجسيد حيّ للنّقد الأدبيّ دون تعقيد، تتميّز لغته بالسّلاسة والوضوح، ما يجعله في متناول القرّاء من مختلف الخلفيّات الثّقافيّة، وهو مرآة تعكس جماليّات النّصوص المتناولة في البحث والتّحليل، وهو بوصلة توجّه القارئ نحو فهمٍ أعمق لتلك الأعمال، وتقدير فنّيّاتها وأسرارها.

تخلّل الحفل كلمات ومداخلات قيمّة، سلّطت الضّوء على أهميّة الكتاب، كما أشادت بمسيرة الأديبّة والنّاقدة بشير، وجهودها المتميّزة في إثراء الحركة الأدبيّة والثّقافيّة.

في مستهلّ المداخلات، افتتح الأستاذ كميل مويس بكلمته قائلا: إنّ كتاب “شذرات نقديّة” للأديبة صباح بشير، هو باكورة الأعمال الّتي تصدر بالتّعاون مع نادي حيفا الثّقافيّ، وهذا دليل ساطع على انخراط الأديبة بشير في الحراك الثّقافيّ النّابض في النّادي. لقد اطّلعتُ على الكتاب، واستمتعتُ أيّما استمتاع بالتّحليلات النّقديّة الثريّة، والأسلوب الأدبيّ الأنيق الّذي اعتمدته بشير في صياغته. ثمّ أردف: لقد استوقفني الإهداء الجميل الّذي صاغته بشير بلغة أدبيّة راقية، حيث أهدت كتابها إلى روح والدها رحمه الله، عرفانا بالجميل وتقديرا لما قدّمه لها من رعاية وتشجيع في حياته، وإلى والدتها حفظها الله، الّتي كانت لها خير سند وداعم في مسيرتها العلميّة والمعرفيّة.

في مداخلة للدّكتور منير توما قال: تتّصف كتابات النّاقدة صباح بشير بالمتانة اللّغويّة والانسيابيّة والأسلوبيّة، الّتي دفعتنا إلى أن نتناول كتابها “شذرات نقديّة” بالدّراسة والتّحليل، من منطلق أنّها أضافت في هذا الكتاب أبوابا متعدّدة ومتنوعة، تمثّلت في فصول تمحورت حول مقالات وحوارات وأعمال روائيّة وقصصيّة، بالإضافة إلى كتب من قراءة مختصرة، وأدب أطفال ونصوص وأشعار، وفي مقالتها “ما بين الكاتب والنّاقد والنّص”، أتّفق مع ما جاء في قولها هناك من أنّه يتعيّن على النّاقد أن يكون منفتحا على آرائه، مستعدّا لتقويمها وتنقيحها من وقت لآخر، وأن لا يطلق أحكاما متسرّعة، دون الأخذ بالموازين الأدبيّة الصحيحة.

في مداخلته، تناول د. أليف فرانش عنوان الكتاب “شذرات نقديّة”، موضّحا أنّ العنوان يجسّد فكرة تقديم الموضوعات النّقديّة بأسلوب مكثّف، حيث تتناول الكاتبة أفكارا متنوّعة، وتحليلات نقديّة حول موضوعات مختلفة بطرق موجزة ومباشرة، ممّا يحفّز المتلقّي على قراءة الكتاب.

كما أضاف د. فرانش أنّ مقالات الكتاب تتضمّن تحليلا واستعراضا لأعمال أدبيّة من منظور النّاقد، حيث تتعمّق الكاتبة في تقييم الأعمال ومناقشة جوانبها المختلفة، سواء كانت إيجابيّة أم سلبيّة.

من جانبه، افتتح د. سمير حاج مداخلته بهذا الاقتباس من الكتاب حول العلاقة بين الكاتب والنّاقد والنّص: “طبيعة النّقد للنّص تعكس ثقافة المجتمع، انطلاقا من أنساقِه الثقافيّة الكامِنة فيه، إنتاجا وتأويلا، فَبَيّن الكاتب والنّاقد والنّصّ، علاقة حميميّة وثيقة، عميقة الغور والقرار، لعلّها ترجع إلى الوقت الّذي نشأ فيه الأدب، ورصد مراحل تطوّره عبر التّاريخ”.

ثمّ اختتم د. حاج مداخلته بالإشارة إلى أنّ النّاقدة بشير تناولت في كتابها مجموعة متنوّعة من الأجناس الأدبيّة، مثل القصّة والرّواية والحوار والشّعر، مع اهتمام واضح بجانب الرّواية، وشبّه عملها بالنّحلة الثّقافيّة الّتي تمتصّ رحيق الأزهار والنّباتات، وتسكبه في قوارير شهد لتكون وجبة شهيّة للقارئ الّذي يقرأ أعمالا متنوّعة من خلال هذا الكتاب.

في الختام، تمّ تقديم درع النّادي التّكريميّ للأديبة صباح بشير، الّتي أعربت عن بالغ شكرها وامتنانها للنّادي وإدارته على هذا التّكريم، كما شكرت الحضور والضّيوف الكرام على منصّة الحفل، على كلماتهم القيّمة، ثمّ تحدّثت بإيجاز عن كتابها مستعرضةً أسلوبها في قراءة النّصوص الأدبيّة وتحليلها.

تطرّقت بشير في كلمتها إلى أهميّة النّقد الأدبيّ ودوره في إثراء المشهد الثّقافيّ، وإلى أهميّة القراءة بشكل عامّ في تنمية الوعيّ والفكر، واختتمت حديثها بالإشارة إلى الكتابة وما تمثّله لها من شغف وحاجة للتّعبير عن الذّات والتّواصل مع الآخرين.

هذا وقد أقيمت هذه الأمسية في قاعة كنيسة يوحنّا المعمدان الأرثوذكسيّة، برعاية المجلس الملّيّ الأرثوذكسيّ.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .