صدرت عام 2023 رواية “تراتيل في سفر روزانا” للكاتبة المقدسيّة نزهة الرّملاوي عن دار ابن رشيق للنّشر والتّوزيع في العاصمة الأردنيّة عمّان، وتقع الرّواية الّتي صمّمت غلافها دعاء العمري وقدّم لها مدير دار النّشر الكاتب أحمد الصمادي في 233 صفحة من الحجم المتوسّط.
من تابع إصدارات الكاتبة نزهة الرّملاوي سيجد أنّ الكاتبة قد استفادت كثيرا من تجربتها في كتابة الرّواية، فمن “كرنفال المدينة” إلى” تراتيل في سفر روزانا” ميدان سباق طويل تربّعت الكاتبة الرّملاوي على عرشه في روايتها الأخيرة هذه، فقد طوّرت أدواتها الكتابيّة بشكل ملحوظ وقدّمت لنا رواية بحبكة متينة وسلسة ومشوّقة.
وإذا كان من المطلوب أن يعرف القارئ شيئا عن حياة الكاتب وعن البيئة التي يعيش فيها وعن الواقع الّذي يحياه؛ كي يستطيع فَهْم المراد في نصوصه، ويجدر التّذكير هنا بأنّ الكاتبة الرّملاوي ولدت ودرست وتعلّمت وتزوّجت وأنجبت وعملت وعاشت ولا تزال في القدس الشّرقيّة المحتلّة، وهذا التّذكير يبعد القارئ عن الكثير من الأسئلة عن مضمون الرّواية، فالرّوائيّة عكست الواقع الّذي تعيشه وعايشته، وبالتّالي فنحن أمام رواية واقعية.
تضمّنت الرّواية عشرات الأحداث والقصص والحكايات عن حياة الفلسطينيّين في الأراضي المحتلة، خصوصا في قطاع غزّة. فهناك العديد من الحكايات عن الحروب المستمرّة والقصف والقتل والدّمار، والجرحى والشّهداء والجوعى والمشرّدين والمعوزين، ومصادرة الأراضي والاستيطان والسّقوط والاسقاط في مستنقع العمالة. وإذا كانت “روزانا” الحفيدة تمثّل الرّاوي العليم فهذا لا ينفي وجود رواة آخرين. الرّواية طرقت أبواب معاناة الشّعب الفلسطينيّ تحت الاحتلال، ولم تتوقّف عند ممارسات الاحتلال فقط، بل تعدّته إلى بعض النّواحي الاجتماعيّة مثل “الخلافات بين الحماة والكنّة” وقذف المحصنات، وما يترتّب عليها من مشاكل قد تهدم الحياة الزّوجيّة وتصل إلى الطّلاق وما يترتّب عليه من أطفال ضحايا.
من الأمور الّلافتة في الرّواية أنّ الفلسطينيّ إنسان عاديّ يخطئ ويصيب، يحبّ ويكره، ويطمح بالحياة الحرّة الكريمة مثل غيره من البشر.