حيفا-نظّمت جمعيّة الثقافة العربيّة ومنحة روضة بشارة عطا – الله أيام تدريبيّة مُكثّفة امتدت على مدار ثلاثة أيام متواصلة في مكاتب الجمعيّة لموجّهي وموجهات مشروع تشكيل.
مُؤخرًا أطلق برنامج المنحة مشروعه الجديد تحت عنوان تشكيل – قيادة شبابيّة فاعلة ومؤثّرة، والّذي يهدف إلى تأسيس مجموعات مكوّنة من طلبة مدارس في المرحلة ثانويّة عربيّة عديدة في بلداتٍ عدّة في الدّاخل، وطامحة إلى تعزيز وتقديم مضامين اجتماعيّة وإنتاج مبادرات مجتمعيّة من أجل البلد والمجتمع من قبل الطلبة أنفسهم/نّ.
ولدت الحاجة إلى تأسيس وإطلاق مشروع “تشكيل” بعد تقييم عامّ للمنحة والرغبة في تطوير أثرها على محيطها الاجتماعيّ، ولذلك عمدت أيام التدريب الثلاث إلى إعداد الطلبة وتأهيلهم للإرشاد وتوجيه المجموعات في مجالات القيادة والمبادرة. تُمكّن الأدوات والآليات المُقدّمة في تدريبات مشروع تشكيل – منحة روضة بشارة عطا – الله إلى تذويت قيم وأهمية القيادة التشاركيّة الفعّالة والمبادِرة المُستندة على الهوية الوطنيّة والإيمان بقيم العدالة وحقوق الانسان من أجل تحقيق تغيير إيجابي في المجتمع ورفع الانتماء لدى الجيل الشاب، تحديدًا في ظل أزمة العنف والجريمة التي تعصف بالفلسطينيّين في الدّاخل.
بدأ المشروع خطواته الفعليّة بعد أشهر من التخطيط والتحضير، صابًا موارده على تدريب وتجهيز 15 طالبًا وطالبةً في برنامج منحة روضة بشارة عطا-لله، وتأهيلهم لبناء وتوجيه المجموعات وما يتضمنه ذلك من تحديّات تنظيميّة مُختلفة. تخلّل التدريب محاضرات وندوات ونقاشات تنظيميّة وفكريّة، وجولة في مدينة حيفا للتعرف على واقع أهلها وحاراتها ومؤسّساتها الّتي تعاني من سياسات التشويه والتدجين والإفقار كتجسيد لما تمر به معظم بلدات الدّاخل.
كما وتضمنت الورشات نقاشات حول آليات مناهضة العنف مجتمعيًّا، الاتصال الناجع مقابل العنف، سبل الحد من العنف والجريمة في مجتمعاتنا ودور القادة في خلق بيئةً وحيزًا أكثر أمانًا. الهوية ومكّونتها ودورها في تثبيت صمود الفلسطينيّين، وأثرها على الرؤية في القيادة الهادفة لخلق مستقبل أفضل. علاوة على ذلك، استعراض لأهمية العمل المجتمعيّ وأهمية القادة في بلورة محفزات العمل وتحقيق الأهداف عند الشعوب.
وفي دوره علق الطالب نور محنيها، أحد المشاركين في المشروع: “لقد حظيت مؤخرًا بفرصة المشاركة في مشروع القيادة الذي استمر لمدة ثلاثة أيام في جمعيّة الثقافة العربيّة، كانت تجربة غنية ومثمرة تناولت مواضيعًا عدّة حيوية تمس مجتمعاتنا وحياتنا اليوميّة، نوقشت وحُلّلت من قبلنا، كما وتدربنا على كيفيّة ايصالها للطلبة المدرسيّين وشحذ هممهم في العطاء المجتمعي، وركّزنا على القضية الأكبر، ألا وهي مسألة العنف والجريمة في المجتمع العربيّ.
كانت هذه الأيام الثلاثة مليئة بالتعلم والتفاعل المثمر مع قادة ومختصين من مجالات مختلفة. إنّي لممتن لكل من ساهم في هذه التجربة القيمة وأتطلع لتطبيق ما تعلمته في مجتمعي وعملي.”
جدير بالذكر، أن مشروع “تشكيل” هو واحد من المشاريع المركزيّة الجديدة لبرنامج المنحة الدراسيّة، على اسم الراحلة روضة بشارة عطا – الله والّذي ترعاه مؤسّسة الجليل – لندن. يهدف المشروع لبناء مجموعات عمل وتعلّم في مدارسنا العربيّة، يقوم على فكرة العمل الجماعي والتنظيم الّذي يستند على القيم الأهليّة المُساندة والمتكافلة، وتعزيز روابط الانتماء المجتمعيّ والمجموعاتيّ، خدمةً لهدف صد السياسات الراميّة لشل قدرتنا الجماعيّة على مواجهة التحدّيات الأساسيّة الداخليّة والخارجيّة.