“كرس نفسه لحريم من 600 امرأة ورجل”.. الإمبراطور الأكثر فجورا في تاريخ روما

الشائع أن الإمبراطور الروماني “كاليغولا” الذي حكم بين عامي 37 إلى 41 ميلادية، يعد الأسوأ بين أباطرة الرومان في قسوته وفجوره، إلا أن إمبراطورا آخر ذهب أبعد منه بكثير.

في الغالب يذكر كاليغولا وأيضا نيرون باعتبارهما رمزين للانحلال والفجور اللذين تجاوزا كل الحدود، لكن إمبراطورا غير معروف على نطاق واسع، تجاوز الاثنين في الانحطاط بأشواط.

هذا الإمبراطور هو لوسيوس إليوس أوريليوس كومودوس الذي جلس على عرش روما بين عامي 161 إلى 192 ميلادية.

من المفارقات أن كومودوس الذي اشتهر بمستوى من الانحلال لم يصل إليه أحد، هو ابن ماركوس أوريليوس، الذي كان إمبراطورا جيدا وفيلسوفا كبيرا في المذهب الرواقي.

اتصف لوسيوس كومودوس منذ صغره بالقسوة والوضاعة، حتى أنه حين كان فتى، طلب من والده أن يشوي عامل حمام في الفرن، لأنه قدم إليه ماءً شديد السخونة. والده كبح جماحه وحين توفى وتولى العرش بعده وهو في سن 18 عاما، أطلق كومودوس العنان لنزواته، دون حسيب أو رقيب.

والده الفيلسوف الكبير لم ير علاته ولم يدرك سوء طباعه حين عينه حاكما مشاركا ووليا للعرش وهو في سن 15 عاما.

المؤرخ الروماني إليوس لامبريديوس كتب عنه يقول: “منذ سنواته الأولى، كان وضيعا وغير أمين، وقاسيا وشهوانيا”، فيما وصفه مايكل كريغان، مؤلف كتاب “التاريخ المظلم: الأباطرة الرومان من يوليوس قيصر إلى سقوط روما”، بأنه “أغرب الأباطرة وأكثرهم جنونا”.

ما أن جلس على عرش روما حتى أهمل واجباته الرسمية وكرس نفسه لحريم يتكون من 600 شخص بين امرأة ورجل، وكان جل همه المشاركة شخصا في مباريات المصارعة بالمدرج الرماني العملاق “الكولوسيوم”.

بلغ هذا الإمبراطور من درجات العنف أنه أمر بإعدام عددا لا يحصى من الخصوم والحلفاء وحتى من أفراد عائلته.

حين تعرضت روما لحريق دمرها في عهده عام 191 ميلادية، لم يفعل الكثير لإنقاذها، بل أصر بعد إعادة بنائها على تغيير اسمها إلى “كومودينا” تكريما لشخصه. القرار وافق عليه جميع أعضاء مجلس الشيوخ على الفور ومن دون أدنى تردد.

من بين أغرب ما نُسب إليه، أنه تفاخر بأنه لا توجد عاهرة لديها عشاق أكثر منه، وأنه كان مهوسا بالركوب عاريا تماما في عربة تجرها نساء عاريات، يقوم بضربهن بانتظام بالسوط.

من أغرب ما شاع عنه أيضا، أن خزانة الإمبراطورية حين فرغت لإسرافه على شهواته ومجونه، لجأ إلى الدعارة لملئها، وفتح بيوتا لها حتى في القصر الإمبراطوري.

كومودوس الماجن والعنيف حد التوحش، تعرض لعدة محاولات اغتيال، إحداها كانت من تدبير أخته. فشلت المحاولة وكان مصير شقيقته الموت.  في مرة أخرى حاولت عشيقة له قتله بالسم، لكنه نجا. في نهاية المطاف قتله خنقا أحد عبيده. كان الإمبراطور يفضل خوض مباريات المصارعة بشكل خاص مع هذا العبد.

المؤرخ باري شتراوس يقول عن الإمبراطور كومودوس، إنه على عكس نظيريه كاليغولا ونيرون، ظل سيئا طوال فترة حكمه، وتصرفاته الغريبة على الملأ كانت وصمة عار.

شترواس يصل إلى نتيجة تقول إن كومودوس “إذا لم يكن أسوأ إمبراطور في تاريخ روما، فهو من المؤكد الأقل جدارة بينهم”.

المصدر: RT

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .