بعد انسحاب بايدن من الانتخابات الرئاسية، سيبحث الحزب الديموقراطي عن مرشح جديد يمثلهم في منافسة المرشح الجمهوري دونالد ترامب، في السباق إلى البيت الأبيض.
في النصف الأول من هذا العام، شارك الناخبون في العديد من الولايات في الانتخابات التمهيدية. وهي العملية التي يحدد من خلالها الحزبان الديمقراطي والجمهوري الشخص الذي سيمثلهما في الانتخابات الرئاسية. والشخص الذي يحصل على أكبر عدد من الأصوات في ولاية ما يفوز بأصوات مندوبي الولاية. ويعتمد عدد المندوبين الذين يمثلون كل ولاية على عدد سكانها. فالفوز في كاليفورنيا، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 40 مليون نسمة يمنح مرشح الديمقراطيين 424 صوتاً من أصوات المندوبين، حسب متتبع المندوبين في وكالة أسوشيتد برس، ولولاية فيرمونت، التي عدد سكانها أقل من 700 ألف نسمة، 16 مندوباً فقط.
وفي مؤتمر الحزب الديمقراطي الذي سيعقد في شهر آب/ أغسطس المقبل، يجتمع مندوبو المؤتمر للتصويت على المرشح الرئاسي. في الانتخابات التمهيدية، فاز بايدن بالغالبية العظمى من المندوبين: حوالي 3900 مندوب. ووفقا لقواعد الحزب، فإن هؤلاء المندوبين ملزمين بالتصويت لبايدن. لكن بعد انسحاب بايدن، تحرروا من هذا الالتزام، اي أنهم أحرار في التصويت في ما يسمى بـ “المؤتمر المفتوح”.
وقبل انعقاد مؤتمر الحزب في شيكاغو في الفترة ما بين 19 و 22 آب/ أغسطس، ستحاول قيادة الحزب الديمقراطي إيجاد مرشح بديل لبايدن، تعتقد أنه قادر على توحيد الحزب. و”هذا الشخص يجب أن يكون قادراً على جذب الناخبين من الطيف الأيديولوجي الواسع للحزب الديمقراطي وإقناعهم بالذهاب إلى صناديق الاقتراع. وإذا تمكن المرشح من تحفيز عدد كاف من الناخبين على القيام بذلك، سيكون لدى الديمقراطيين فرصة لهزيمة دونالد ترامب”.
وسيتنافس الشخص الذي تختاره قيادة الحزب والمرشح لمنصب نائب الرئيس على أصوات المندوبين في مؤتمر شيكاغو، وكذلك يمكن لأي شخص آخر أن يعلن ترشحه، وهذا ما يعنيه “المؤتمر المفتوح”: إذا كان هناك شخص ما يعتقد أنه أنسب للرئاسة من مرشحي قيادة الحزب، فيمكنه محاولة الفوز بأصوات أكبر عدد ممكن من المندوبين، لكن بشرط أن يجمع توقيعات 600 مندوب على الأقل.
ونائبة الرئيس جو بايدن كامالا هاريس هي أحد الخيارات المحتملة جداً ليتم اختيارها مرشحة للديمقراطيين، لكن لن يتم اختيارها تلقائياً لمجرد أنها نائبة الرئيس. فإذا كان الرئيس عاجزاً أثناء توليه منصبه عن أداء مهامه، يتولى نائبه منصبه، حسب الدستور. لكن هذه القاعدة لا تطبق عندما يتعلق الأمر بالترشح لتمثيل الحزب إذا قرر الرئيس عدم الترشح لإعادة انتخابه أو سحب ترشحه كما فعل بايدن الآن.
وبالعودة إلى المؤتمر: وفقًا لوكالة أسوشييتد برس، هناك 3939 مندوبا تم اختيارهم في الانتخابات التمهيدية. يصوت جميع المندوبين في الجولة الأولى، فإذا حصل أحد المرشحين على أكثر من 50 بالمئة من الأصوات، سيتقرر من سيمثل الحزب الديمقراطي ويخوض الانتخابات ضد المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني.
وتزايدت المؤشرات البعد ساعات من إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن، انسحابه من المنافسة على جولة ثانية للرئاسة، على أن الحزب “الدمقراطي” الذي يتزعمه، سيكون موحدا خلف المرشحة الجديدة، التي أعلن بايدن دعمه لها، نائبته الحالية، كاملا هاريس، إذ أعن عشرات نواب الحزب في مجلسي الشيوخ والكونغرس عن دعمهم لها.
وهاريس التي كانت سيناتورا عن ولاية كاليفورنيا في مجلس الشيوخ رشّحها بايدن للحلول محلّه بعد قراره التاريخي مساء أمس الأحد سحب ترشحه لخوض الانتخابات المقررة في مطلع تشرين الثاني المقبل، لتولي الرئاسة لولاية ثانية.
ولعل المؤشر الأكبر لدعم هاريس، هو دعم حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم ترشيح هاريس، بعد أن تردد اسمه بصفته الأقوى لمنافسة دونالد ترامب. إذ كتب نيوسوم على شبكة “إكس” إنه “في الوقت الذي تتعرّض فيه ديمقراطيتنا للخطر ومستقبلنا موجود فيه على المحكّ، لا أحد أفضل من نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس للترافع عن القضية ضدّ رؤية دونالد ترامب الظلامية، ولقيادة بلادنا في اتجاه أكثر صحة”.