برحيل المناضلين الأوائل ، عادة ما تجري عملية مراجعة واستعادة الذكريات والوقوف عند محطات هامة في حياته وحياة محيطه الوطني والإنساني .
وعادة ما تسال الأسئلة اين كنا؟ وأين اصبحنا؟ .والى اين نسير؟
.الرفيق كمال الحاج انتمى لمرحلة نادرا ما تمر على شعوب العالم
.واكاد أقول انها لم تمر ابدا على اي شعب من شعوب الأرض وعندما نقول شعب نقول اهل وناس, جمعتك بهم ارض مشتركة قيم مشتركه
تاريخ مشترك
علاقات عمل مشتركة
وهذا ما ميز شعبنا قبل عام النكبة, نسيجا جميلا من الحياة الحرة الكريمة المكافحة ونظرة متفائلة للمستقبل رغم تكالب وحوش الاستعمار على هذه البقعة الجميلة التي تسمى فلسطين.
وفي ليلة ليلاء اصبح شعبنا مشردا لاجئا
بكل ما تحمله هذا الكلمة من الم ووجع شخصي ووطني .
.وفقدان الوطن بكل معان يه
.ويبقى في الوطن ثلة صغيره من اهله
تلاطمهم أمواج القهر والظلم والاحتلال والقمع
فإما ان تقاوم هذه الأمواج وتتعلم فن السباحة حتى تبلغ قدماك يابسة البقاء والصمود واما ان تغرق .
الرفيق كمال الحاج ” أبو ميشيل ” ، تعلم السباحة وليست اية سباحة
انما تلك التي يقاوم فيها وتلك التي تضمن له شروط البقاء والصمود في الوطن.
فانتمى الى الحزب الشيوعي وتعلم ان للبقاء في الوطن ثمن وعلينا ان ندفعه حبا وطواعية وخضنا هذه المعركة وبقيت البقيعة واخواتها في الجليل والمثلث والنقب , شاهدا على ماهية الوطن . حتى اصبحنا لاعبا مهما واصيلا في صياغة حاضره و مستقبله على أساس من الكفاح والنضال والهامة المرفوعة والكرامة الوطنية والشخصية وان حقوقنا المدنية مستمدة ليس فقط من مواطنتنا وانما من انتمائنا القومي والوطني لهذه الارض والوطن والى الشعب العربي الفلسطيني .
هذا الترابط وهذه الصلة , بين القومي والمدني ,هي ليست صلة مفتعلة بل هي البنية الاساسية الاصيلة المتجذرة والتي لا حياد عنها في صلتنا بالدولة ومؤسساتها .
ومن هنا فان أي حديث عن الوحدة ان لم تكن على أساس من
النضال والكفاح عن الحقوق القومية والمدنية هي وحدة مصطنعة باهتة لا معنى لها .
بل هي تراجع عن عملية الفرز التاريخية التي تمت في مجتمعنا عندما كان هناك طريق الكفاح والنضال الذي مثله كمال الحاج ورفاقه ومعهم الأغلبية الساحقة من أبناء شعبنا وبين قوائم السلطة
التي سبحت في فضاء المباي والمبام والمعراخ وخدمت نهجهم اكثر مما خدمت شعبها.
لحاضرنا الذي شارك في صنعه الرفيق كمال ” ابو ميشيل” تحديات جسام فحالة العنف والجريمة والحريمة المنظمة هي ليست حالة منفصلة عن واقعها وكأنها قدرا بل هي من فعل فاعل وتخطيط دقيق ومحكم .
فالمجتمع الذي لا تستطيع كسره من الخارج اعمل على كسره من الداخل. وهذا ما يجري معنا الكسر من الداخل
هذا الامر يحتم علينا الإسراع في ابتداع وسائل حماية نسيجنا الاجتماعي ومستقبلنا . علينا تعميق انتمائنا لشعبنا ولمجتمعنا رغم موجة الفرداوية التي تجتاحنا وتعزيز وحدتنا الوطنية والمجتمعية.
علينا تعميق ثقافتنا الإنسانية والوطنية مقابل ثقافة التوحش التي يحاولون نشرها بيننا .
ان تعزيز الانتماء لشعبنا ولمجتمعنا لا يمكن ان يكون مفصولا عن غزة ورام الله والخليل ومسافر يطا وجنين وطولكرم.
غزة التي شهدت اليوم مجزرة بشعة في سلسلة مجازر الاحتلال ضد شعبنا
ان ما يجري في غزة لا يدع مجال للشك انها إبادة جماعية لشعبنا الفلسطيني .
ان عدنا قليلا للوراء الى تسعة اشهر خلت عندما بدأت هذه الحرب على شعبنا سعت حكومة إسرائيل الى عملية تهجير واسعه لأهلنا في غزة الى سيناء وعندما فشل هذا المخطط بدأت حرب الإبادة الجسدية وحرب التدمير الكلي بحيث لا يصبح قطاع غزة برمته غير صالح للعيش والحياة .
ستنتهي هذه الحرب
ولن تنتهي الا نهاية واحد وهي انتصار الشعب الفلسطيني من خلال دولته الفلسطينية المستقلة في حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس .
لا حل اخر وكل الحلول العسكرية فشلت وستفشل.
طريق الرفيق كمال الحاج, طريق صعب, شاق وطويل, ولكنه طريق مجدي مفعم بالأمل.
وكلنا في هذا اليوم العصيب على شعبنا, كلنا امل.
المجد لرفيقنا الراحل ولدربه النضالي