ادراج اسم إسرائيل على اللائحة السوداء للأمم المتحدة

أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الليلة الماضية (الخميس)، إدراج إسرائيل على “القائمة السوداء” للدول التي “تقتل الأطفال”. هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إدراج جيش دولة ديمقراطية إلى هذه القائمة. وفي اورشليم القدس يخشون من عواقب فورية على الامدادات العسكرية لإسرائيل من دول العالم.

ويشير التقرير إلى إسرائيل والفلسطينيين فيما يتعلق بالفترة ما بين يناير/كانون الثاني وديسمبر/كانون الأول 2023، ويتضمن فصولاً عن مناطق صراع أخرى في العالم، حيث تعمل الجيوش والتنظيمات المسلحة وليس الدول. وعلى سبيل المثال، تم إدراج الجيش الروسي العام الماضي إلى القائمة كطرف في الحرب في أوكرانيا.

وفي تقريرها الذي اختتم عام 2022، أشارت الأمم المتحدة ونسبت إلى إسرائيل انتهاكات خطيرة ضد الأطفال الفلسطينيين، ومن بين أمور أخرى، تحدثت عن حالات حاولت فيها القوات الإسرائيلية تجنيد الأطفال كعملاء مخبرين. وعلى حد زعم الأمم المتحدة في التقرير تمت اعتقالات للأطفال الفلسطينيين، كما أشار إلى قتلى وجرحى في الهجمات على المدارس والمستشفيات. بالإضافة إلى ذلك، زعمت الأمم المتحدة في التقرير أن هناك حالات منع المساعدات الإنسانية عن غزة.

وعلى المدى القريب، ستؤدي إضافة إسرائيل إلى القائمة السوداء للأمم المتحدة في الواقع إلى إنشاء آلية مخصصة للرقابة والإبلاغ وبدء نشاط مجموعة العمل التابعة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فيما يتعلق بإسرائيل.

ولن يذكر التقرير نفسه إسرائيل أو جيش الدفاع، لكنه يستخدم المصطلح العام “قوات الأمن الإسرائيلية”. وتتراوح عواقبه بين الإضرار بصورة الدولة واسمها، إلى جانب كون ذلك مأخذا يستخدمه لأولئك الذين يتربصون بإسرائيل لدمغها بأبشع الاوصاف. الى ذلك، ومما يشهد لإسرائيل باستقامة تعاملها، هو تعاونها مع الأمم المتحدة، مما يدل على أنه ليس لديها ما تخفيه.

ومن حيث الإضرار بصورة إسرائيل، فهذه وصمة تفضل إسرائيل الابتعاد عنها كأول ديمقراطية توضع على القائمة السوداء إلى جانب روسيا وأفغانستان واليمن وسوريا والكونغو والمنظمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة والشباب المجاهد وبوكو حرام.

ويعتبر التقرير بالنسبة للدول الأعضاء في الأمم المتحدة مهما، والخوف هو أن الدول التي تنتقد إسرائيل، خاصة منذ اندلاع الحرب مع حماس، ستسعد بالاقتباس منه واستخدامه باعتباره ذخيرة لنزع الشرعية عن إسرائيل.

ويشهد لصالح إسرائيل تعاونها الكامل مع مبعوثة الأمم المتحدة لرعاية الأطفال في مناطق النزاع، فرجينيا غامبا. ولم ترفض إسرائيل تزويدها بكل المعلومات، وهذا قد يساهم على ما يبدو في كونها تنقل رسالة واضحة مفادها أن إسرائيل ليس لديها ما تخفيه.

وزارت غامبا إسرائيل في ديسمبر/كانون الأول 2022، والتقت أيضاً برئيس الأركان آنذاك أفيف كوخافي، وفي إسرائيل حظيت الزيارة بأهمية كبيرة، مما يدل على أهمية التقرير في نظر وزارة الخارجية أيضاً. وطبيعة العلاقة بين إسرائيل والأمم المتحدة، كانت في عام 2022 أفضل بما لا يقاس مما هي عليه اليوم.

وأما على المستوى العملي، فبعد إدراج بلد ما في القائمة السوداء، يتم إنشاء آلية MRM – آلية تقرير المراقبة – والغرض منها هو الإشراف والرصد، وفي إطارها سيتم نشر تقارير مخصصة إلى مجموعات العمل التابعة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وستجري هذه المجموعة مناقشات مخصصة حول إسرائيل ولا سيما موضوع قتل الأطفال – ويمكنها تقديم توصيات إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لاتخاذ قرارات ضد إسرائيل.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .