تقرير: نادرة شحادة
تصوير: سلام ذياب
افتتحت جمعية ابداع يوم السبت 9 /3/2024 معرضًا مميزًا بعنوان ” تأنيث الشكل “للفنانين المنتسبين الجدد لجمعية ابداع برعاية رئيس المجلس المحلي المحامي شادي شويري ومن تنظيم الفنان زهدي قادري. وسط حضور ملفت من جميع شرائح المجتمع ومن جميع القرى والمدن المجاورة فنانون، أصدقاء، معارف، أهالي وكل الذين يحبون التمتع برؤية اللوحات والتحف الفنية الرائعة المعروضة في جاليري ابداع / كفرياسيف.
شمل هذا المعرض لوحات وتحف فنية عدة، كل لوحة تتحدث عن موضوع معين لها خلفيات وتداعيات خاصة بها تلامس مشاعر وأحاسيس المتلقي.
افتتح المعرض عريف الافتتاح عضو الهيئة الإدارية الأستاذ عبد الخالق أسدي مرحبًا بالحضور مباركًا لجميع الفنانين المشاركين بالمعرض قائلًا:
الحضور الكريم مع حفظ الألقاب والمناصب رئيس الجمعية الأخ أبو نايف جورج توما، أعضاء الإدارة الأخ أبو الراغب شوقي خوري، الأخ أبو جهاد أحمد متاني، أمينة سر الجمعية الأخت نادرة شحادة، المركّز الفني لإبداع الأخ إيليا بعيني، رئيس اللجنة الفنية الأخ سلام ذياب، الفنانون والفنانات العرسان والعرائس الجدد أصحاب هذا المعرض الضخم. أهلًا وسهلًا بكم جميعًا وأسعد الله أوقاتكم بكل الخير والمحبة.
هذه المرة سأتحدث بأمر هام وليعلم القاصي والداني وبفخر واعتزاز أن جمعيتنا جمعية ابداع من الجمعيات الرائدة في البلاد إن لم تكن أفضلها، واسمحوا لي أن أقول أن إدارة ابداع من أفضل إدارات جمعيات في البلاد ن لم تكن أفضلها إدارة سليمة وحكيمة صادقة وأمينة.
وللمعلومية أن اختيار هذه اللجنة الإدارية الموجودين هنا تمّ عن طريق مدير قسم الثقافة العربية المرحوم موفق خوري الذي أحسن الاختيار.
قمنا بإقامة معارض فردية وجماعية واليوم نملك رصيدًا محترمًا في البنك نستغله في تعزيز مكانة الجمعية ورفع شأنها بإقامة معارض جماعية وفردية داخل الخط الأخضر وخارجه في مصر، الأردن وخارج البلاد في فرنسا وألمانيا. وقمنا بعمل ندوات أدبية وشعرية وتكريم شخصيات اعتبارية. ودأبت إدارة الجمعية على احترام الفنانين بإقامة احتفالات سنوية بعيد الميلاد ورأس السنة الميلادية وإفطار جماعي في شهر رمضان الفضيل. نقيم دورات في الرسم للصغار والكبار ومحاضرات في جاليري ابداع لتوسيع آفاق الفنانين، واقمنا جولات في الطبيعة ورحلات في البلاد من أجل راحة ونقاهة الفنانين ما لم تقم به أي جمعية في البلاد.
وأريد أن أنوه هنا أننا كإدارة نملك من الحكمة والخبرة والإدارة والمعرفة في التعامل مع الآخرين لأننا أتينا من خلفية غنية بتجارب الحياة، نحن أناس محترمون ونعرف كيف نحترم الآخر ونتعامل مع إخوتنا الفنانين باحترام وذوق وأدب دون تمييز بين فنان وآخر ونحاول جادين إضفاء روح الأخوة والتعاون بين جميع الفنانين.
والأهم من ذلك أننا نخدم هذه الجمعية مجانًا لوجه الله تعالى ومن خلالها نخدم مجتمعنا العربي لتنمية المواهب الفنية عند الشباب والشابات وتطوير وانعاش المواهب الفنية الموجودة عند فنانينا القديرين كل ذلك دون مقابل وعلى حساب وقتنا وجيوبنا وعائلاتنا وأولادنا وأحفادنا. لا أقول ذلك من باب التمنين بل لأننا نخدم برغبة وصدق وإخلاص ووفاء من أجل أن نؤدي الأمانة التي أوكلت لنا وحملناها وأديناها ونعم الأداء. نحن مع حرية الكلمة والتعبير السليم والنقد القويم البناّء بشكل حضاري وما يليق بمكانة ومهنية الفنان، معًا نحافظ على هذه العائلة التي اسمها إبداع.
كما كانت مداخلة ايضًا لرئيس جمعية ابداع الأستاذ جورج توما قائلًا:
حضرات الحضور الكرام مع حفظ الألقاب
بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن أعضاء الهيئة الإدارية والفنية لجمعية ابداع أرحب بكم أجمل ترحيب لحضوركم ومشاركتكم معنا في افتتاح هذا المعرض الجماعي لفناني ابداع الجدد الذين نأمل فيهم الخير والنجاح في العمل الفني، ونحن سعداء لانضمامهم الى جمعية ابداع التي هي البيت الدافئ لكل الفنانين والمثقفين العرب في هذه البلاد.
ويسرنا مشاهدة إبداعاتهم ونأمل لهم مزيدًا من النجاح والتقدم في أعمالهم الفنية.
إن ابداع سعيدة بانضمامهم ونحن نعمل على تطوير الفن في الوسط العربي ونعمل جاهدين على رفع المستوى الفني لنثبت للعالم أننا شعب حضاري وراقٍ ولسنا حطابين وسقاة ماء كما كانوا ينظرون الينا. إننا شعب متطور ومتحضر ونسعد بانتشار الفن من رسم ونحت ونقش في كل مدننا وقرانا، ونشجع كل فناني هذه البلاد ونؤيد افتتاح المعارض والمتاحف ونشجع على لإقامتها وتطورها ونعمل جاهدين على تشجيعها، ونقدم كل مساعدة لكل مؤسسة أو جمعية تتعامل بالفن ونقدم المنح الدراسية للاستكمال الفني. وقد رصدنا منحًا دراسية لهذا الغرض ونقوم بزيارة المعارض لتشجيعها وتقدمها لأننا نؤمن أن إقامتها وانتشارها يحقق أهداف ابداع في تطور الفن في البلاد.
إن حضوركم إخواني وأخواتي لهذه المعارض يعطي الدفع والدعم للفنانين، ويقوي من معنوياتهم ويشجعهم على الاستمرار في الابداع. نأمل أن نراكم دائمًا بيننا.
وأخيرًا لا يسعني إلّا أن اشكر الفنانين على ابداعاتهم وانتمائهم لجمعية ابداع والى منظم المعرض الفنان زهدي قادري أقدم كل شكري وامتناني على جهده في تنظيم هذا المعرض، والى الفنان المصور سلام ذياب على توثيق هذا المعرض.
وفقكم الله وأعطاكم الصحة والعافية والعمر المديد وشكرًا لإصغائكم.
وقد تحدث الدكتور منير توما محللًا محتويات ومضامين اللوحات في هذا المعرض حيث حاز إعجابه خصوصًا برمزية الألوان والنكهة الموحية لما ورد فيه من بشر ٍ وحجر. وركّز كثيرًا على لوحات ٍ ثلاث التي تظهر فيها امرأة أُم وهي تضم ابنتها الطفلة رمزًا للحنان والحماية مما يؤطر للأمومة والإنسانية المعهودة، حيث أيضًا يظهر من جانبيْ اللوحة الورود التي ترمز الى نقاء وصفاء الحياة بربيعها الدائم مبعث الأمل والتفاؤل.
كذلك أبرز الدكتور توما اهتمامه بلوحةٍ أخرى هي لوحة المرأة العجوز التي تبدو فيها بتجاعيد وجهها ويديها وهي تضع كفّها على خدّها مستعرضةً نفسيًا هموم الحياة في السابق واللاحق، ولكن يعتري ذلك مشهدًا آخر في خلفية اللوحة حيث تظهر الحجارة القديمة للبناء بعراقتها مما يشهد على تكامل بين الإنسان والطبيعة في عراقة الوجود. ولقد لفت المحلّل د. توما الانتباه الى لوحة ينبثق فيها الفجر باللون الصفر وخصوصًا أن اللون الأصفر يوحي بالفرح رمزًا لقدوم عهدٍ جديد يشعر به الانسان بولادة التفاؤل. فهنا الأنثى في هذا المعرض هي رمز الولادة لكل حيٍ يبدع ما في الحياة من جماليات بادية للعيان وكامنة في النفوس.
وبالتالي فإن تسمية المعرض بعنوان ” تأنيث الشكل ” إنما هو رمزٌ لما توحيه اللوحات بأشكالها المتنوعة على إطار الحياة الذي يجيئ دائمًا من رحم المرأة. فالمؤنث هنا المبدع شكلًا ومضمونًا في هذه الأشكال. فنكهة اللوحات نكهة أنثوية بامتياز.
وفي الختام تحدث منظم المعرض الفنان زهدي قادري قائلًا:
تأنيث الشكل (كلً مكان لا يؤنث لا يعوّل عليه)ابن عربي. إبداع تعطي المكانة والدعم للفنان العربي للاستمرار، البقاء والصمود… فكرة التأنيث هي الولادة، العدالة، الارتباط بالأرض، المكان وصناعة الحياة البقاء والصّعود (نستذكر هنا المرأة الغزية)… الأعمال هنا حالة من الجودو ترتبط ببعضها البعض وتكوّن حاله من الترابط والابداع …نعم نمر بفتره مأساوية ومركبة للغاية ولكن نريد أن نثبت لأنفسنا أولا أننا شعب يحب الحياة والفن. والذي نعبر عنه بإبداعاتنا … أُبارك للمنتسبين الجُدد الذين شاركوا بالمعرض. جزء منهم ذو تجربة طويلة في مجال الفن والجزء الاخر في بدية تجربتهم الفنية فنرى في أعمالهم الموهبة والإرادة لخوض تجربة الفن بكل مركباتها وتناقضاتها، نتمنى أن يكونوا رسل محبة وإبداع في مجتمعاتهم.
في النهاية أريد أن اشكر أسرة إبداع التي أسندت لي تنظيم المعرض، واشكر كل من ساعد لإنجاح المعرض وأخص بالذكر الفنانين سلام ذياب وعبد السلام سبع والشاعر علي قادري وزوجتي وشريكتي نرمين.
الفنانون المشاركون في المعرض:
أسماء زبيدات – ايمن أبو الهيجا – إيمان حليحل – ثراء أبو ياسين – ربى حمدان – سلوم هلون – سناء بشارة – سيلين عبيد – عبد السلام سبع – عبير زبيدات – كفاح حماد – ليا محمود – مريانة منصور نخلة – نبيل فودي – نهال نعامنة.