الصورة من: وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”
وجّه البطريرك الفلسطيني، ميشيل صبّاح، رئيس أساقفة اللاتين في القدس سابقًا، رسالةً إلى الرأي العام العالمي من مهد السيد المسيح في بيت لحم، عبر منصة “مبادرة فلسطين 100″، بمناسبة عيد الميلاد لهذا العام، وخصصها إلى قطاع غزة الجريح الذي يعاني عدوان الدموي والوحشي المستمر منذ 77 يومًا.
وقال البطريرك صبّاح في الرسالة: “إنّ عيد الميلاد هذا العام، في بيت لحم وفي كل مكان هو صلاة، ودعاء مُلِح إلى الله العلي القدير، ليلهم زعماء الحرب أن يوقفوا الحرب في غزة وفي كل فلسطين”.
وأضاف: “في هذه الأيام، تتجه عيون وقلوب الكثيرين إلى بيت لحم، فيرون الحرب على غزة، التي تبعد ساعة عن بيت لحم، هناك الإنسان وبيوت الإنسان صارت أنقاضًا، والأطفال تحت الأنقاض، والإنسانية تحت الأنقاض”.
وقال البطريرك صبّاح إنّ “هذه الحرب هي إبادة جماعية، والمسيحي الفلسطيني خصوصًا عندما يرى الحرب على غزة، يعرف أنّ عيد الميلاد، هذا العام، لا يقتصر على بيت لحم، ويجب أن يصل إلى حيث يوجد كل إنسان معذَّب، ولا سيما في أرض الميلاد، وهو في هذه السنة يذهب إلى غزة، وإلى كل أنحاء فلسطين حيث الموت هو السيِّد”.
كما دعا البطريرك إلى إيقاف الإبادة الجماعية التي تجري ضد القطاع، مناشدًا في رسالته مسيحيي العالم لنيل تأييدهم في دعم قضية فلسطين وقطاع غزة والعمل على إيقاف الحرب.
وأكّد البطريرك أنّ “الشعب الفلسطيني يستحق التحرر والاستقلال والسلام”، داعيًا إلى النظر في الأسباب الجذرية لهذا الصراع. مشيراً إلى أنّ غزة شهدت حروبًا كثيرة عليها، وكذلك جميع المدن والقرى الفلسطينية.
كما رأى أنّ الحرب في غزة “تهددنا جميعًا، وتعرِّضنا لانعدام الأمن نفسه، والدمار والموت الدائم”، رافضًا “الاحتلال والفصل العنصري والتهجير القسري والإبادة الجماعية” الذي تمارسها قوات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.
وانتقد البطريرك في الرسالة دعم الولايات المتحدة المطلق للحرب وإرسالها الأسلحة إلى إسرائيل، قائلًا: “لقد حان الوقت لكي تحلّ الحياة محل الموت، ووقف إرسال الولايات المتحدة الأسلحة إلى إسرائيل”، وأن يشمل الحل “حلًا عادلًا ونهائياً لكل الفلسطينيين ولملايين اللاجئين الفلسطينيين المنتشرين في جميع أنحاء العالم، وفي مخيمات اللاجئين، بما في ذلك في قطاع غزة”.
وختم البطريرك صبّاح كلمته متمنيًا للجميع عيد ميلاد، فيه قداسة وإنسانية وطمأنينة في غزة وفي جميع الأراضي المقدسة.