نداء من المرجع الروحي للموحدين الدروز في جبل العرب: تجنبوا إقحامكم في لعبة الأمم

أيُّها الأخوةُ الموحدون في الجبلِ الأشمِّ

توجّه المرجع الروحي الأول لطائفة الموحدين الدروز الشيخ أبي يوسف أمين الصايغ بنداء إلى طائفة الموحدين الدروز في جبل العرب جاء فيه:

على أثرِ الصّرخةِ التي يشهدُها جبلُ العربِ، لا بدَّ منْ وقفةٍ نسألُ فيها: إلى أينَ تسيرُ بنا الأحداثُ، وإلى أينَ تسيرُ بها أفعالُنا، وإلى أينَ تسيرُ بنا وبها التطوراتِ المتسارعةِ في الإقليمِ.

وهنا أناشدُكُم حكماءَ الجبلِ وعقلائَهُ،

أولًا، أنْ تكونوا، كما كنْتُم على مرِ التاريخِ، حرَّاسَ وحدةِ الوطنِ والقوامين مع الوطنيين على بنائِهِ على أسسِ العدالةِ. وعليه تجنُّب إقحامِ جبلَ العربِ في لعبةِ الأممِ وموازينِ قِواها المتصارعةِ، لأنَّ ذلكَ لنْ يعودَ على دينِكُم بفائدةٍ ولا على وطنِكُم ودنياكُم بخيرٍ.

ثانيًا، الحفاظُ على وحدةِ أبناءِ جبلِ العربِ مهما كانتِ التضحياتُ، وهذا دورُ النفوسِ الأبيةِ المترفّعةِ عن الأنانيّاتِ.

ثالثًا، إنَّ العمامةَ رمزٌ للدّينِ والتّقوى والألفةِ والرّحمةِ والنّبلِ والوفاءِ وعبرَ التاريخِ لعبَتْ دورًا مهمًا في تحريمِ التّعدي منّا أولًا ثمَّ تحريمِ الاعتداءَ علينا. حذاري أنْ تلعبَ دورًا لا يليقُ ومقاصدِها ومواطنِ جوهرِها الرّوحيّ والأخلاقيّ السّليم وأنْ لا ندنسَ هيبةَ التّاريخِ والدّينِ بالسّلوكِ الدّنيويِّ المتعثِّرِ، المشبَعِ بنهجِ النّفوسِ الأمّارةِ بما تشتهي. أناشدُكُم إعادةَ النّظرِ بدورِ العمامة وقيمِها ومراميها.

رابعًا، التّفكُّر في عواقبِ الأمورِ والتّبصّر بما حصلَ في الدّولِ التي عَبَثَتْ فيها الفوضى بغيابِ الدّولةِ.

خامسًا، ناشدتُكُم العامَ الماضي وأكرِّرُها اليومَ:

ليتقدَّمِ انتسابُكُمُ الوطنيُّ بحقٍّ على الانتسابِ إلى ما يتجاوزُ الأوطانَ، ويكونُ مَدعاةً للتقسيمِ والانفصالِ. ولا يخالَنَّ خائلٌ، إذا سقطَتْ مؤسسات الدولةِ، أنَّ يدًا عُليا تحمي الجبلَ أو سياجًا من الغيبِ يقيه العصف. كما لابدَّ من قيام مؤسساتِ الدولةِ بواجباتِها تِجاهِ أبناءِ الجبل. فالدولةُ السوريَّةُ أمينةٌ والموحِّدونَ الدُّروزُ أمانةٌ، يَجدُرُ بالكبارِ الحفاظُ عليها. والأملُ أن تضعَ الدولةُ يدَها بيدِ أبناءِ جبلِ الكرامةِ… فالأزماتُ والمحنُ والمؤامراتُ تَعبُرُ مهما تعاظَمَت، ووحدَهُ الوطنُ يبقى حاضنًا للجميعِ عاجلًا كان أم آجلًا.

إخواني أبناءَ جبلِ العربِ

راجيًا أن تتقبلوا من العبدِ الفقيرِ مناشدَتي هذه بقلوبٍ مفتوحةٍ وعقولٍ مستنيرةٍ، كما عَهَدناكم.. أستودعُكم الله على أملِ لُقياكم قريبًا وأنتم وجبل الريان في تمام الخير والعافية..

الجمعة 23 صَفَر 1444 هـ

الموافق في 08 أيلول 2023

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .