صادف اليوم الجمعة 25 آب موعد الزّيارة السّنويّة الرّسميّة لمقام سيّدنا اليعفوريّ عليه السّلام في هضبة الجولان، وذلك وسط مشاركة جماهيريّة كبيرة شملت مئات المشايخ من الجليلين والكرمل والجولان، الّذين قدموا لأداء مراسم الزّيارة.
مع افتتاح الزّيارة والتي عقدت مراسمها في قاعة الخلوة الجديدة في المقام هنّأ سماحة الشّيخ موفق طريف الرّئيس الرّوحيّ للطّائفة الدّرزيّة جمعَ الزّائرين وأهالي الجولان، معبّرًا عن سروره بهذه اللّقاءات الّتي شهدت إقبالًا روحيًّا كبيرًا، فاتحةً أبواب الأخوّة والمشاورات بين أطياف أبناء الطّائفة وشيوخها.
في مستهلّ حديثه، تطرّق سماحتهُ إلى الوضع الآخذ بالتّفاقم في السّويداء – جبل الدّروز، مؤكّدًا على سلميّة احتجاجات أبناء الطّائفة هناك والّتي تأتي نتيجةَ الأوضاع الاقتصاديّة الصّعبة، وعلى أحقيّة حق المواطنين الدّروز في الاحتجاج تعبيرًا عن آرائهم ووطنيّتهم الّتي لا يستطيع أحدٌ من النّاس أن يزاود عليها، إذ كان دروز سوريا ركنًا أساسًا في استقلال سوريا وحُماةً للجبل وأهله أمام جميع التّعدّيات والتّنظيمات الإرهابيّة الظّلاميّة. عليه، أكّد سماحته مجدّدًا وقفة أبناء الطّائفة في البلاد إلى جانب إخوتهم الدّروز في سوريا وناشد قيادات الجبل شيوخًا وزمنيّين الحفاظ على وحدة الموقف والصّفّ خلال هذه الفترة الحرجة.
هذا وتطرّق سماحته أيضًا إلى الأنباء الواردة خلال الأيّام الأخيرة حول النية بتجديد الأعمال في مشروع المراوح في قرى الجولان، محذّرًا من مغبّة أيّ قرار فرديّ يلغي مساعي الأطراف والمفاوضات السارية على أمل التّوصّل لاتّفاقات، ومطالبًا بالاستمرار في قرار تجميد الأعمال علمًا بأنّ المفاوضات مع اللّجنة الحكوميّة المعيّنة لم تنتهِ بعد؛ خلافًا لما ذُكر ونُقل خلال الأيّام الأخيرة عبر الصحافة.
في شأن آخر، أسهب سماحته في الحديث عن آفة العنف المستشري داخل صفوف المجتمع، متطرّقًا إلى المجزرة الرّباعيّة الّتي وقعت قبل أيّام وخلّفت أربع جنازات هزّت أبو سنان ويركا وجميع القرى المعروفيّة، مناشدًا عموم رجال الدّين والمجتمع بضمّ صوتهم إلى الصّوت الطّائفيّ المندّد بالعنف على شتّى أشكاله والدّاعي إلى استنكاره ومقاطعة فاعليه ومروّجيه، مطالبًا الشّرطة والحكومة العمل المكثّف والجدّي لفكّ رموز الجريمة النكراء في أسرع وقت، منعًا لتفاقم ما تشهده وسائل الاتّصال الاجتماعيّ من كتابات وصور مغرضة.
في هذا السّياق توجّه سماحته للأهالي مطالبًا إيّاهم بمتابعة أبنائهم وبناتهم خلال استعمالهم لوسائل الاتّصال محذّرًا إيّاهم من سلبيّاتها وعواقب استعمالاتها الوخيمة.
وكان الشّيوخ قد توافدوا لحضور الزّيارة من ساعات الصباح الباكرة من كافة القرى الدّرزيّة، يرافقهم سيّاس الخلوات والأئمة مع سماحة الشّيخ موفق طريف وفضيلة الشيخ أبو صالح يوسف القضماني حيث استُقبلوا بتكريمٍ من كافة شيوخ وأهالي قرى الجولان ومنهم الشّيخ أبو أحمد طاهر أبو صالح والشّيخ أبو سليمان فارس شمس والشّيخ أبو حسين هايل الحلبي والشّيخ أبو صخر عاطف شعلان.