بداية أنوّه أني لست ناقدة ولا باحثة وعليه جاءت قراءتي بناءً على ما استخلصته مما قرأت.
يبدو لنا من هذا عنوان الرواية “العائد إلى سيرته”، أن شخصا ما كان قد أغفل سيرته أو أنه وضعها جانبا مدة ما، ثمّ عاد إليها لاحقا، والسيرة هي الهيئة أو الحالة التي يكون عليها الانسان، سلوكه وتصرفه، وأما السيرة في الأدب فهي تدوين تفاصيل الحياة والأعمال.
على رسمة الغلاف، نرى رسمة أوجه لثلاثة رجال على فروع شجرة ملتصقين ببعضهم البعض غير واضحة معالمهم جيدا، تبدو هذه الأوجه لرجل مسنّ حيث نميّز ذلك من الذقن والأنف وتساقط شعر الرأس الذي جاء على شكل أغصان جافة عارية من الأوراق، الأوسط رجل بالغ ويشبه الشخصية الأولى ووراءه يظهر وجه شاب وعلى رأس الشاب تظهر بعض أوراق الشجر، وكأن ذلك يشير إلى تعاقب أجيال ثلاثة. الشجرة صامدة بجذعها متمسكة بتربتها غير خائفة من جرف البحر لها مع أن بعض أغصانها قد أجتثّ. هناك أمل ما فوجهةُ جميع الرجال صوب البحر والفضاء الأزرق الذي طغى على لون الغلاف واحتل كل مساحته، أضف إلى شجرتين خضراوين صغيرتين في الخلف تؤكدان على الحياة والأمل.
جاء في الصفحة الأولى تحت العنوان “العائد إلى سيرته”، أنها رواية واقعية، ممّا يعني أن علينا الأخذ بعين الاعتبار هذا الأمر، فنسأل ترى هل هي سيرة أحد الشخوص الثلاثة التي جاءت في رسمة الغلاف؟ أم أنها سيرة الكاتب الذاتية بما أن ضمير الأنا هو المتحدث في الرواية؟ هذه التساؤلات لأني عرفت كاتبنا وشاعرنا باسل عبد العال من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وأنه يعيش في مخيم نهر البارد شمال لبنان، وترجع أصوله إلى قرية الغابسيّة المهجرة في قضاء عكا.
تقع هذه الرواية الصادرة عن دار “الأهلية” في 102 صفحة، رواية مكثّفة عميقة بطرحها وموضوعها، مليئة بالرموز والدلالات التي يمكنك فكّ بعضها بسهولة وبعضها يصعب عليك حلّ شيفراتها ومدلولاتها. كتبت بلغة شاعرية وتخلّلها أيضا بعض قصائد للشاعر، واستخدم فيها التناصّ إن كان في إرفاق بيت شعر لأمرئ القيس: على قلقٍ كأنّ الريحَ تحتي // أوجّهها يمينا أو شمالا (ص 27)، أو أمثالا شعبية “سيرة عن سيرة بتفرق مثل خيمة عن خيمة بتفرق” (ص20) الذي يذكرنا بقول الأديب غسان كنفاني، وأيضا “اسأل مجرّب ولا تسأل طبيب” (ص57)، وهو أيضا يورد أسماء الريح حسب قاموس المعاني وشرح كل اسم واسم، ” لبليل، الجنوب، الحاصبة، الحنون والمهداج، الراعفة، رياح الصّبا، اللواقح، العقيم، النسيم” وغيرها كثير (ص21-22)
قسّم الكاتب عمله إلى تسعة فصول سمّى كل فصل بكلمة “النّطق”، فجاء النطق الأول والثاني وأما الأخير فأطلق عليه عنوان “النطق الأخير”، وأتساءل هل لهذا العدد رمز ما أيضا؟ فالرواية مليئة بالأسئلة المطروحة والبحث والدلالات، وعامود الخيمة يتوفى وهو في عمر الثمانين، فهل يجوز أن نعتبر كلّ نطق هو عقد من الحياة التي عاشها، أم أنها تشير إلى كاتم الصوت والذي بدأ نطقه يتحسن في النطق الثالث أي في سنّ الثلاثين؟
الرواية هي رحلة عودة إلى الجذور وغوص في الذاكرة كي لا تضيع وتُنسى، هذه الذاكرة تمحورت حولها الرواية لتكوّن الموضوع الأساس، حيث نرى أن كاتبنا على امتداد الرواية يخشى أن تضيع الذاكرة يوما فينسى أبناء الشعب الفلسطيني وجهة الإياب وينسون الوطن الذي هُجّروا منه، فنراه يصف الذاكرة بالخبز “الذاكرة هي خبز الجميع” (ص60)، أما النسيان “الزهايمر ̓ المُستحدَث من ضربات الريح ̓ تحت مسمَّى ” النسيان الخبيث”، هدفه الوحيد تدمير ذاكرتي الأولى كي أعجز عن التذكر والبحث عن الأثر المذكور، وبناء كياني من جديد بشخص جديد لا يتذكر شيئا”، ويرى أن سلاحه الوحيد هو التذكر وأنه على الجميع أن يكونوا حرّاس التذكر في دورة الزمن الزهايمري” (ص58-59)، وهو هنا يشير بوضوح إلى أن إسرائيل هي من أوجدت مصطلح النسيان الخبيث كي تقضي على الذاكرة لدى الفلسطيني.
يستخدم الراوي الحلم والبحث ومعرفة الحقائق من خلال العودة إلى سير الآباء والأجداد التي رغم التهجير والتشرّد عن الوطن، لكنها ستبقى حيّة في النفوس جيلا بعد جيل. كل هذا يبدو لنا من أقوال جاءت على لسان بطل الرواية، فنراه يقول في مواقع عدة: “كبر المكان معنا.. العثور على التفاصيل يعني أن نخوض معركة الذاكرة والنسيان.. البحث مقاومة.. والبحث هو ذاكرة تقاوم النسيان” (ص42)، وهو يحذّر كثيرا في الرواية من وباء الزهايمر “النسيان الخبيث”، “هذا المرض حليف ضربات الريح والطائر الأسود البرّي” (ص43)، وقوله في موضع آخر “من ترك أثرا لا يمحوه الزمن بالنسيان” (ص53)، وأيضا “لأننا نعيش معركة سير، بل معركة ذاكرة ومعركة بحث، من يتذكر يعني أنه حيّ، ومن ينسى يجرفه طوفان الزهايمر”،(ص 57)، ثمّ أن أبناء “أهل الريح” أي الفلسطينيين اللاجئين لديهم نعمة التذكر بهدف الوصول إلى الطريق المقدس نحو الأثر، ويقصد بها طريق العودة إلى الوطن المهجّر فلسطين والقدس ويافا البرتقال وفي ذلك جاءت قصيدته:
“بعيدا هناك
على قلق من كلام الرعاة
على ثقة من كلام الرسول
ولو اقتربت هذه الأرض منّا قليلا
لسِرنا إليها حفاة حفاة” …. (ص34)
بعيدا إلى ما نحبّ
بلادا وشمسًا على البرتقال (ص35)
يرى الكاتب في الأحلام سبيلا لتحقيق هدفه، “الأحلام جزء من معركة الدفاع عن الغد… فالأحلام ذاكرة من نوع آخر.. وهذا ما نحتاج له كي نصل نقطة الضوء في آخر النفق” (ص 69).
تدور أحداث الرواية في مخيم نهر البارد حيث يسكن الآلاف من الفلسطينيين اللاجئين، والكاتب يشير إلى اسم المكان “الشاطئ الشمالي البارد (ص36)، ونحن نعلم أن مخيم نهر البارد يقع شمال لبنان بالقرب من مدينة طرابلس. ومما يؤكد هذا أيضا قوله: “كم غيمة مرّت تحت سماء هذا المكان؟ ربما أربع وسبعون غيمة” (ص17) وهذا إشارة واضحة إلى سنوات النكبة، وأيضا “بعد أن نموت هنا من سيعرف أننا من هناك؟” (ص 23)، والمقصود بـِ “هناك” فلسطين.
تتحدث الرواية باختصار عن عامود الخيمة ويظهر أنه من الجيل الأول للنكبة، وربما هو الشخص الأول الذي يظهر لنا على رسمة الغلاف، شيخ مسنّ وبوفاته عن عمر الثمانين سنة، تنتقل المسؤولية إلى كاتم الصوت الذي يبحث ويحلم دائما ويدرس لغة أهل الريح ويسأل الطبيب دائما عن كل ما يراه أو يطلّع عليه، وهدفه أن يعود إلى الوطن المهجّر، ابن الكاتم الذي ينام فترة شهر دون أن يستيقظ، وظهور أول إصابة لأحد التلاميذ في المدرسة بعدوى الزهايمر والخوف من انتشار العدوى حيث تبيّن لأستاذ التاريخ والجغرافيا أن الطالب لم يعد يتذكر الخريطة (ص88)، والمقصود هنا خريطة فلسطين، وعليه يتهمون المدرسة بأنها من أهملت سبل الوقاية والتوعية ضد انتشار الزهايمر، يضعون المصاب في حجر صحي، ويوصي الطبيب أن أكل الزعتر البلدي وأوراق الزيتون في الماء المغلي يبعد الزهايمر، ثم إصابة أخرى بعد أيام لشاب في العشرين من عمره “لا يتذكر شيئا عن البرتقال الآتي من الأثر المقدس، يقول له البائع: هذا برتقالنا يا غبي، ينظر الشاب بعينين حمراوين ولا ينطق” (ص92)، يدبّ الخوف في الناس ويسرع أهل الريح إلى مقبرة عامود الخيمة ليروا أن امرأة ركضت باتجاه التلة وليس الشاطئ بهدف قراءة السّير كي لا تصاب بالزهايمر (ص 98)، ومن ثم يتوافد الناس على المستشفى لفحص الزهايمر، ليتضح أن “الزهايمر لا يصيب الذين يبحثون عن الزهرة الحمراء ويقرأون حروف السير المعلقة على مقصلة الخيمة والمحفورة بالأحمر على ألواح السفن المتحجرة على الشاطئ الشمالي البارد” (ص 100). تنتهي الرواية باستيقاظ ابن الكاتم من سباته ليعلن “قد أصبحت باحثا يا أبي بعد أن تخرّجت من جامعة سرير العجوز عامود الخيمة” (ص 100)، وأنه لن يصاب بالزهايمر أبدا لأنه تخرّج ليحمي والده ويحمي الذاكرة من بعده.
هنا كان لا بدّ لي من أن أعرّج بعض الشيء على مدلولات بعض الرموز والأمور التي وردت في الرواية وفق رؤيتي الخاصة:
* “السِّير المعلّقة على مِقصلة الخيمة” والتي وردت عدة مرات في السياق، إشارة إلى سير وذاكرة الآباء والأجداد أبناء الشعب الفلسطيني، “مقصلة الخيمة” المقصلة هي آلة الإعدام وبهذا ربما إشارة إلى المأساة والتهجير والمذابح التي لحقت بأبناء الشعب الفلسطيني، وستبقى معلّقة عاليا كي يتذكرها الجميع.
* “زهرة حمراء مبللة بالدم” قد تكون إشارة لدم الكثيرين ممّن استشهدوا، أو رمزا لزهرة الدحنون التي تشتهر بها فلسطين.
* “الأثر المقدّس” و ” الطريق المقدس”، إشارة إلى فلسطين.
* “السفينة المتحجرة عند الشاطئ”، تشير ربما إلى السفينة التي نقلت المهجرين من الوطن عند النكبة إلى لبنان.
* “سرير عامود الخيمة”، قد يكون بهذا إشارة إلى غسان كنفاتي ومجموعته “موت سرير رقم 12″، وكأن الكاتب يريدنا أن نقرأ أدب الأديب غسان كنفاني في سبيل أن تبقى لنا الذاكرة حيّة.
* الزهايمر ” النسيان الخبيث”، هو ما تزعمه إسرائيل من مرض يصيب أبناء الشعب الفلسطيني عندما يموت كبار السنّ أبناء الجيل الأول وينسى الأبناء والأحفاد قضيتهم.
* “الشاطئ الشمالي البارد”، إشارة إلى مخيم نهر البارد الواقع شمال لبنان وحيث يعيش به الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني.
* ” الزعتر البلدي وأوراق الزيتون” و”البرتقال” كلها نباتات تشتهر بها فلسطين ولا يمكن للاجئ أن ينساها.
* “ضربات الريح والطائر الأسود البرّي”، إشارة إلى إسرائيل، ويذكر عدد ضرباتها للمخيم “تضرب الريح للمرة السادسة” (ص37).
* “الصحراء”، هل المقصود بها الشتات والغربة، نستدلّ هذا من طعم رمل الصحراء والمحشوّ في فم كاتم الصوت الذي بدأ يزول مع كل فجر جديد.
* “قلعة الحروف”، هي المعرفة والبحث والاطلاع على السيرة والذاكرة لأنها كما يقول الكاتب هي الباقية الصامدة وهو في هذا يكتب:
“سنقرأُّ عمّا قليل،
سنقرأُ فوق الجسد،
نداءَ الحروف التي لا تُطيع
غشاء الزبد
سنقرأُ كي نظلَّ
على قيد حلم ٍ طويل” (ص83)
والكاتب بهذا يؤكد أن الكلمة هي السلاح الأقوى “أسلحتنا اليوم أقوى لأنني رأيت حروف السّيَر المعلقة بمنظار عالم الآثار / الطبيب” (ص83).
شخصيات الرواية:
تتمحور الرواية حول ثلاث شخصيات هامة تأتي هي أيضا بأسماء مستعارة؛ عامود الخيمة، كاتم الصوت، ابن الكاتم، إضافة إلى شخصيات أخرى مثل الطبيب/ عالم الآثار، أهل المخيم “أهل الريح” من طلاب ومعلمين ونساء.
“عامود الخيمة” إشارة إلى شيخ أو كبير العائلة من الجيل الأول للنكبة، توفي فجأة عن عمر ثمانين سنة، وبموته تتغيّر أمور كثيرة على “أهل الريح”، هو العالم والحكيم بكثير من الأمور. بموت عامود الخيمة يطرح السؤال “هل مات البرهان في إثبات الحقيقة؟” (ص30).. أي هل بموته يموت الدليل الذي يثبت جذوره وأصله ووطنه، وكاتبنا دون شك يعلم بالمقولة “يموت الكبار وينسى الصغار قضيتهم” وهو يريد إثبات نقيض هذا القول في الرواية.
“كاتم الصوت” وهو بطل الرواية، وهو الذي يحرّك أحداث الرواية ويرويها بضمير الأنا. فمه محشوّ بالرمل ولا يحسن النطق جيدا ومع التقدّم في الرواية وأحداثها، نرى أنه رويدا رويدا يسترجع النطق، قد يكون ضعيف الشخصية ولا يجرؤ على الكلام أو أنه كان جاهلا بالأمور في البداية وبعد كثرة البحث والدراسة والتعمق في السيرة والذكرى تمكن من النطق. ويمكن لنا أن نفسّر سبب حشو فمه بالرمل على النقيض مما ذكرت وربّما هذا تفسير أقوى برأيي، فمه محشو بالرمل لأنه مملوء بالذكريات عن فلسطين وخاصة عن قريته المهجرّة، ففي إحدى القصائد الرائعة التي جاءت في الرواية يذكر كم أحبّ جدّه الرمل الدافئ هناك والأرض التي تشتاق لها المعاول؛
“كانَ المكان وكان دفء الرّمل في
يده يشدّ الرملَ كي يجد اليدا” (ص 59)
وقد عرّف البطل عن نفسه في بداية الرواية، ” لا تعريف يدلّ عليَ سوى الرمل، لا أعرف عني سوى أني من أهل الريح، ولدت بينهم، لكنني لم أمسك بدورة الزمن الذي رماني هنا” (ص 13)، وقد يكون الرمل هو ما دخل فمه أثناء الهجرة والمعاناة التي مرّ بها أثناء الرحلة في البحر إلى أن وصل إلى شواطئ لبنان، وتبقى هذه كلها تفسيرات وجهد ذاتي.
كاتم الصوت يرى ما يصيب أهل المخيم من مصائب وضربات ولا يصيح، وهو أيضا كما يبدو لنا لا يقرّر أي شيء فهو دائم الاستعانة واستشارة الطبيب /عالم الآثار.
يقول عن نفسه “أنا أبحث وأحلم ومنذور للسير.. وأدرس لغة أهل الريح والنطق الثالث وغارق في الحلم (ص30). وعن مهنته يقول “مهنتي أداة لانبعاث الأمل وليس لانبعاث الحزن واليأس” (ص56)، مما يؤكد أن مهنته هي البحث والكتابة ومعرفة الذاكرة جيدا وحفظها. يصف الطبيب له دواءً عبارة عن الزعتر البلدي وأوراق الزيتون(ص32)، أوليست هذه من رموز الوطن التي لا يمكن أن ينساها الفلسطيني وأنه بعثوره عليها ولمسها يُشفى من كل مرض. يقول في النطق الخامس “طعم الرمل يزول في كل فجر يحلّ علينا، وطعم الزيتون والزعتر ينتشر في فمي، هل ثمّة فجر؟” (ص53)، إشارة إلى بادرة أمل في قضية الوطن فلسطين.
يصرّح لنا البطل في بداية النطق الرابع أنه بدأ يتعافى، “الكلام أصبح أقوى قليلا، واشتدت رؤيتي وفكرتي، تغيرت قليلا، التعمق في قضية أهل الريح يحيلني من باحث إلى مؤرخ” (ص41)، وهو في النطق الخامس وأمام قبر عامود الخيمة يشعر أنه فائض بالكلام، فيقول ” أن تنطق يعني أنت حي، ومعك التفاصيل كدواء يساعدك للشفاء من الزهايمر إذا أصابك..” (ص 61)، ويعود نطقه بشكل تام له في النطق الثامن من الرواية “عاد لي نطقي الحر، وكان شيئًا لم يكن، بحّة خفيفة في الحنجرة” (ص87) وهذا النطق جاء أيضا بعد وفاة عامود الخيمة أي أنه وريثه في نقل الذاكرة للأجيال القادمة والحفاظ عليها من الضياع والنسيان.
” ابن الكاتم”، وهو ابن كاتم الصوت، “ولد الصغير باحثا صغيرا، ما علاقته بالسِّير المعلقة في رواية أهل الريح؟” (ص70) وهو “يسأل أسئلة عميقة وبحثية” (ص71)، “لم يكن عنده تأخرا في النطق.. ولد في الصحراء.. وقذفته الريح معي.. لكن الرمل لم يكن محشوا في فمه مثلي، لأنه صغير وفمه لا يحتمل ولا يتسع” (ص73). ينصح الطبيب كاتم الصوت أن ينام الابن “ابن الكاتم” على سرير عامود الخيمة مدة شهر كامل دون أن يصحو، يصحو في نهاية الرواية متخرّجا من جامعة سرير عامود الخيمة باحثا ليحمي الذاكرة ويصونها.
في نهاية كلمتي، أعترف أن الرواية جذبتني رغم الغموض الذي اكتنف بعض الرموز فيها، ووجدت من خلال كلمات الكاتب أن الذاكرة لا تزال حيّة ولا خوف عليها من الضياع وهذه المسؤولية تقع على عاتق كل جيل وجيل.
عمل رائع يضاف إلى مكتبتنا العربية وخاصة الفلسطينية، مبارك وألف لكاتبنا باسل عبد العال مع تمنياتي له بمزيد من العطاء والألق.