تقرير : نادرة شحادة
تصوير : سلام ذياب
أقامت جمعية ابداع مساء يوم السبت 2023/5/27 أمسية شعرية تكريمية راقية للكاتب والإعلامي نايف خوري بمناسبة اصدار كتابه ” السيرة الحرفوشية ” وسط حضور ملفت من رجالات مجتمع , أصدقاء , فنانين ومعارف الكاتب من مدينة حيفا , القرى والمدن المجاورة .
افتتح الأمسية العريف الأستاذ عبد الخالق اسدي عضو الهئية الإدارية بكلمة ترحيبية مشيداً بالمحتفى به ومباركاً له بإصداره الجديد قائلاً : تحية إجلال وإكبار من العائلة الإبداعية بإدارتها وفنانيها الى العائلة الحرفوشية وابنها البار صاحب الإنتماء الكبير الى كنيسته وبلده وعائلة الحرفوشي نايف خوري . أهلاً بكم في هذه الأمسية العطرة التي تقام تكريماً للأستاذ نايف خوري
بمناسبة اشهار كتابه ” السيرة الحرفوشية ” ونحن في حضرة كوكبة من الأدباء والشعراء والنقاد الكاتب سهيل عطالله , الشاعر الدكتور عناد جابر والدكتور منير توما .
ان هذه الرواية حقيقية معبرة عن الحياة التي عاشها الخوري سمعان وأهل بلده مستذكراً مسيرة الآباء والأجداد محاولاً من خلالها تدوين شجرة عائلة الخوري في اقرث .
إن السيرة الحرفوشية رحلة طويلة في التوثيق والبحث عن الجذور , وهي نموذج لتعزيز العملية التوثيقية من خلال التاريخ لشجرة العائلة ابتداءً من الأب الأول قدس الأب سمعان حرفوش الرومي الكاثوليكي الذي بنى كنيسة إقرث وكان سانداً وخادماً لرعيتها حتى وفاته .
نايف خوري حارس الذاكرة الإقرثية ومخلداً سيرة سمعان الحرفوش . أحييك على هذا العمل الروائي الوثائقي في البحث عن الجذور ونقله الى الأجيال القادمة .
ثم كانت مداخلة للكاتب الأستاذ سهيل عطالله حيث قال : الكتاب بما جاءت به صفحاته اختلطت فيه أكثر من سيرة .. سيرة الحجر والبشر وتضاريس أكثر من بلد تجسيداً لماضي وحاضر وجودنا هنا وهناك كعرب مسيحيين فلسطينيين .
لقد هندس أبو الياس كتابه هذا ليجعلنا نتفيأ في ظلال شجرة عائلته الباقية في وجدانه ومداد يراعه ندية سامقة منذ إطلاله رمزها ومؤسسها الكاهن سمعان حرفوش طيب الله ثراه .
هذا الكتاب يتعلم أولادنا أهمية وزخم الحنين الى الماضي ولذا نجد باب الحنين أو محطته تتصدر فصول الكتاب .. لقد تدرب التقي النقي سمعان على مناهج التقوى وتعاليم السيد المسيح في أناجيل العهد الجديد في كنيسة خبب وعلى يديّ مطرانها جورج سليم التقي .
سمعان كاهناً رومياً ملكياً كاثوليكياً .. بعد سيلمته استدعاه أسقف صور وعينه بكل حب واحترام .. وكان مع الخورية زوجته مثال العائلة المباركة .. لقد عاش كاهناً ومعلماً ومطبباً لأهل بلده ولكل عائلاتها بدون استثناء .
لقد تدرب التقي النقي سمعان على مناهج التقوى وتعاليم السيد المسيح في أناجيل العهد الجديد في كنيسة خبب وعلى يديّ مطرانها جورج سليم التقي .
في مراجعة لي لتاريخ الحرافشة قرات انهم في اصولهم من قبيلة خزاعة التي جاءت شرقنا من اليمن الذي كان يوماً سعيداً وبلد يمن وبركات . ضريح الب سمعان موجود في كنيسة اقرث .. تاريخ باق ٍ عن الجد ومن الجد للولد .
تحية إكبار لرابطة ابداع إدارة وأعضاء .. برعايتها نكون شعباً يستحق الحياة . تحية إجلال للمبدع نايف . في فصول كتابه نرضع حليب المعرفة والمحبة ولنتذكر ونذكر سوياً أن الله محبة وأن هذه حقاً سيدة الفضائل .
كما كانت مداخلة أيضاً للدكتور عناد جابر قائلاً : بين أيدينا كتاب صديقنا الكاتب والإعلامي نايف خوري بعنوان السيرة الحرفوشية – آل خوري – إقرث . وإذا ارتأينا تعريف هذا المنجز الأدبي وجنسه , ندخل في متاهة من الآراء والتعريفات فهل هذه الرواية تاريخية أم أدبية ويكان الباحثون والنقاد يجمعون على ان العلاقة بين التاريخ والرواية علاقة اشكالية . لكن كاتبنا كان واعياً لهذه الإشكالية حيث يقول : إنها رواية غير توثيقية ولا تاريخية لكنها جاءت من بنات الأفكار والخيال مع الإستناد الى بعض المعلومات التي استقاها من المصادر .
أحداث الرواية متشابكة مع الأحداث التاريخية خلال تلك الفترات , فالأحداث خيالية والشخصيات معظمها خيالي ولكن الخلفية التاريخية التي داب المؤلف على وصفها في عدة مواضع من الرواية أفادت القارئ كثيراً في فهم سيرورة الأحداث وتطورها .
الرواية مقسمة الى أبواب بحسب تحركات آل حرفوش ونزوحهم. الرواية غنية بالمعلومات التاريخية حول الحكم العثماني في فترات النزوح والانتقال , كما أنها غنية بالمعلومات حول الطب الشعبي , وغنية أيضاً بالقيم الإنسانية والإجتماعية العطاء , التعاون , التسامح النجوة والنجدة , الضيافة و الإيمان ( الصلوات والدعاء في عدة مواضع ) .
أبدع كاتبنا في حبك هذه الرواية بطريقة مشوقة اعتمدت على الواقع التاريخي وعلى الخيال في آن واحد . فلكاتبنا الراقي اصدق التهاني والتبريكات لهذا الإنجاز الأدبي المائز متمنياً له المزيد من الإبداع والإصدارات .
أما المداخلة الثالثة فكانت للدكتور منير توما قائلاً :
صدر حديثًا رواية تحمل عنوان “السيرة الحرفوشية/ آل خوري- إقرث” للكاتب والإعلامي ابن قرية إقرث المهجرة الأستاذ نايف فايز خوري الذي أهداني مشكورًا نسخة من هذا الكتاب حيث قرأته باهتمام وإمعان، فقد أراد الكاتب من كتابته لهذا الكتاب الروائي أن يطلِّع الأبناء والأحفاد على جذر عائلتهم المشرِّف الذي يعود إلى الخوري سمعان حرفوش وذلك من خلال روايته هذه ذات الطابع التاريخي متعدِّد الحيثيات والمعلومات التي امتزج فيها التاريخ وتقاليد العهود المختلفة التي مرّت فيها عائلة خوري الإقرثية التي يعود نسبها إلى آل حرفوش من الأصول العراقية السورية، وبالتحديد إلى الخوري سمعان حرفوش الذي بنى كنيسة “إقرت” وكان خادمًا لرعيتها حتى وفاته عام 1886.
وممّا يجدر التركيز عليهِ في هذه الرواية أنَّ أسرة الشيخ نايف حرفوش بما فيهم الشيخة زوجته والأبناء حين كانوا يجتمعون لتناول الطعام يدأبون على الصلاة باسم السيد المسيح إلى الآب والابن والروح القدس مع رسم إشارة الصليب إضافةً إلى ذكر السيدة مريم العذراء والتضرع إليها بالشفاعة في مواقف متعدّدة، وقد لمسنا كل ما ورد من إيمان عائلة حرفوش بهذا الشأن في معظم أحداث الرواية والذي شمل أيضًا أسرة المُطَبّب والخوري فيما بعد سمعان حرفوش.
وقد كان الخوري سمعان إلى جانب خدمته الكهنوتية الكنسية يداوي بالأعشاب والوصفات الطبيّة كلّ من يطرق بابه طلبًا للعلاج وقد أنجب الخوري سمعان بالإضافة إلى ابنه بولس ابنًا آخر هو حنّا، ثم بناته تقلا، نزهة، نجمة وسعدى، الذين تزوجوا جميعًا. وعاش الخوري سمعان حرفوش في إقرث مع زوجته مرتا حتى وفاته عام 1886، ودفن في الكنيسة التي بناها، في الجهة الجنوبية الشرقية من الهيكل داخل الكنيسة.
وأخيرًا وليس آخرًا، نشدّ على أيدي الأستاذ الكريم نايف فايز خوري، مقدّمين له خالص التحيّات وكلمات الإطراء والثناء على الجهد الذي بذله في كتابة هذه الرواية، وله منّا أطيب التمنيات بموفور الصحة ودوام التوفيق والعطاء.
واختتم الكاتب والإعلامي نايف خوري بكلمة قال فيها: نبدأ الحديث عن هذه الرواية من الغلاف، حيث خصّتنا الفنانة المبدعة تغريد حبيب مشكورة بلوحة رسمتها خصيصًا للكتاب، وفقا للرواية وشخصياتها. وأما المقدمة فكتبها الدكتور سليم توفيق خوري، ابن العائلة، وهو من أحفاد ونسل الخوري سمعان. وختمت بنشر شجرة العائلة، وكلمة من الدكتور علي الجريري من رام الله، واما التظهير فللكاتب والشاعر وهيب وهبة من دالية الكرمل مشكورين جداً .
كان القصد من جمع هذه الكوكبة من المبدعين ليكتبوا في الرواية، هو التعددية التي امتازت الرواية وعلاقة الخوري سمعان، كما ظهرت هذه التعددية الدينية لدى من تكلموا على المنصة، الأستاذ عبد الخالق، والدكتور منير توما، وسهيل عطا الله، والدكتور عناد جابر.
بدأ التفكير بوضع الرواية بعدما حدثني جدّي الذي توفي عن 113 سنة عن جده الخوري سمعان حرفوش، القادم من بلدة خبب في حوران مع زوجته وابنه سمعان، إلى إقرث، وحين التقى بالمختار، طلب منه أن يبني الكنيسة، فاستعانوا بأحد البنّائين من صيدا، الذي اشتهر ببناء المساجد والمباني العالية. كما بنى الأنطش، وهو بيت الخوري. فقال جدي إن الخوري كان ضريرًا في أواخر أيامه، وكان يقول لجدي البالغ 3 – 4 سنوات، خذني يا جدي إلى الهيكل، فكان يخدم القداس، وعندما يحين وقت تلاوة الإنجيل كان يفتحه في أي صفحة، ولكن يقرأ إنجيل ذاك النهار.
أحب هذا الخوري جميع الناس بأطيافهم وطوائفهم وديانتهم، فرد له الناس الحب بالمثل، وكرموه، لدى وفاته بدفنه داخل الكنيسة التي بناها في الجانب الجنوبي الشرق من الهيكل. ووضعنا شاهدا فوق قبره، وأشرنا إلى أنه توفي عام 1886.
استطاع الخوري معايشة أهالي المنطقة، وكان يخدم الجميع بما يعرف ويتذكر في مجال الطب الشعبي. كما كان يطبب الحيوانات، ويجبر الكسور نظرا لرهافة إحساسه ورقة عواطفه. وقالوا عنه عندما جبّر ساق الجمل أن كان يذرف الدموع ويقول: لو كان هذا الجمل إنسانًا لبكى هو الآخر لكنه يتألم بالتأكيد.
وختاما، الشكر الجزيل للأستاذ عبد الخالق أسدي الذي أبدع في تقديم الندوة، والأستاذ جورج توما رئيس جمعية إبداع، وأبو الراغب شوقي خوري، والسكرتيرة نادرة التي تعبت وسهرت على ترتيب هذه الندوة، والشكر الجزيل، الجزيل للأساتذة المنتدين، الدكتور منير توما، الدكتور عناد جابر، وأستاذي ومعلمي سهيل عطا الله. ولجمعية إبداع بجميع فنانيها وأعضائها.. لكم مني كل احترام وتقدير.
وقد كرمت إدارة جمعية إبداع الكاتب نايف خوري بمنحه درعًا تكريمية لقاء إبداعه وعطائه للجمعية ، لا سيّما أنه من مؤسسيها الأوائل.