وأقبل هذا اليوم، هو يومك أمّاه ويومي
فلولاكِ ما كنتُ ولا كانتِ الامومة.
على العشرين زادت خمسة وصوتك ما زال في البيت، البيت القديم، حيث حبوتُ وبكيتُ، رقصتُ وغنيتُ، حيث عجنتِ فاختمر العجينُ واختمرتْ معه محبّتك عطفك والحنان، خبزتِ فأطعمتنا خبزَ الحياة مغموسًا بزيت العطاء. آهٍ كم أشتاق وأحنّ لخبزك أمّاه .
وفي هذه الأيام أيام الصّوم الأربعيني كنت بارعة في انتقاء المأكولات الصحيّة مثل العلت والخبيزة العكوب والفول الأخضر ، أجل أجل وإن نسيت لا انسى صحن المجدرة والذي فاحت رائحتها في كلّ الاجواء، فطبختِ وأطعمتِ وتركتِ في الفم روعةَ المذاق.
أمّاه ..لا جديد بعد انتقالك فالكل فانٍ وقبض الرّيح، لا لا تسأليني لماذا فهذه ال “لماذا” لها قصّة الفقدان وغصّة الرّحيل، فرحيل الامّ وجع والمسكّن لا يستجيب.
الرّوح قد تدمع مثل العين أحيانًا وها هي روحي تدمع ودموعها تحكي قصّة غربة النّفس عن النّفس، وانزياح الحقّ عن الحقّ.
مهلا أحبّتي فلا اريد بكلامي استدرار دموعكم لا والف لا ولكن هو عهد محبّة بيني وبين العطاء، بيني وبين نبع الحنان اعذروني أحبّتي فجرحي اليوم مفتوح ودمع العين غزير غزير .
ولكلّ الأمّهات الجميلات محبّة، لكنّ أجمل باقة شكر لأنكنّ عنوان الرّبيع والسّخاء.