عقد مساء أمس الثلاثاء في مدينة الناصرة، يومًا دراسيًا بعنوان “التربية الجندرية في المجتمع العربي إلى أين؟”.
وذلك بمبادرة من مركز الطفولة (مركز نسائي-تربوي متعدد الأهداف)، وجمعية نساء ضد العنف، ووزارة التربية والتعليم، والسلطة لتطوير مكانة المرأة.
وافتتحت اللقاء وأدارته مرشدة موضوع “المساواة بين الجنسين” في وزارة التربية والتعليم مروة شيخ أحمد –قسوم، حيث أكّدت أهمية هذا التعاون من أجل طرح موضوع التمثيل الجندري والتربية للمساواة في المجتمع العربي، إذ أنه يؤثّر على مجتمعنا وعلينا كأفراد.
تلتها كلمة لمديرة قسم التربية والتعليم في المجتمع العربي، في المعارف، المربية شيرين ناطور-حافي، والتي أكّدت بدورها دور ومسؤولية الوزارة وطلبت من الجميع أخذ دور فعّال في الانتباه للنصوص في الكتب المدرسية ولفت نظر الوزارة في حال وجود نصوص ترسّخ التمييز الجندري. وتابعت حول العلاقة بين تفشي العنف والتمييز على خلفية جندرية.
ثم رحبت مديرة جمعية “نساء ضد العنف” نائلة عوّاد بالحضور، وتحدّثت عن الشراكة التي أثمرت عن البحث بعنوان “التمثيل الجندري في الكتب المدرسية والتربية للمساواة الجندرية على أرض الواقع”، ولفتت إلى مسؤولية وزارة التربية والتعليم في ترسيخ موضوع الجندر وتكافؤ الفرص في المنهاج الرسمي وفي السيرورة التربوية وليس فقط في الكتب المدرسية.
وقامت أوشرا يوسف – فريدمان، نائبة السلطة لتطوير مكانة المرأة، بعرض النموذج لتجذير مفهوم التربية للمساواة الجندرية في جيل الطفولة المبكرة.
ثم عرضت أوشرا ليرر-شايب مسؤولة الوحدة للمساواة بين الجنسين في وزارة التربية والتعليم، بعرض سياسات الوزارة التي تهدف لتجذير خطاب المساواة الجندرية.
وقامت نهى حاج من مركز الطفولة بعرض البحث الذي أشرفت على إعداده، والذي رصدت من خلاله التمثيل الجندري في الكتب المدرسية المستخدمة في جهاز التربية والتعليم العربي في البلاد. كما استعرضت سيرورة معالجة الموضوع في الوزارة ابتداءً من العام 2002 وحتى اليوم.
واختتمت نهى حاج مداخلتها بالتوصيات المنبثقة عن البحث حول الحاجة لإجراء فحص معمق للمواد التعليمية من قبل الوزارة. كما طرحت ضرورة توسيع نطاق نشاط الوحدة للمساواة الجندرية وبلورة سياسات لتجذير المنظور الجندري في برامج تأهيل الطواقم التربوية، والعمل على بلورة خطة عمل استراتيجية وعدم الاكتفاء ببرامج آنية مؤقتة.
واختتم اللقاء بتلخيص قدّمته مديرة مركز الطفولة نبيلة إسبانيولي، تطرّقت خلاله لسيرورة العمل على البحث، ولفتت إلى التغيير الذي حدث في السنوات الأخيرة. كما أشارت إلى أن القضية لا تقتصر على شرعنة الصور النمطية في الكتب المدرسية، بل الأمر يتعدى ذلك، فقد وجدت الأبحاث أن كتبنا المدرسية لا تتحدث عن المشاعر الأمر الذي يؤدي حتمًا لشعور الطلاب والطالبات بغربة وغياب الانتماء.
وتابعت نبيلة إسبانيولي حول أهمية تكاتف الجهود من أجل تذويت قضية المساواة الجندرية وتكافؤ الفرص كقيمة نحو بناء مجتمع أفضل.