لبيد بن ربيعة ( ٥٦٠ – ٦٦١ م / ٤١ هـ )
جاء في تاريخ الأدب العربي لحنا فاخوري عن الشاعر الجاهلي لبيد بن ربيعة ما يلي:
تاريخ لبيد بن ربيعة
هو أبو عقيل لبيد بن ربيعة العامري المُضَري. ولد نحو سنة ٥٦٠ ونشأ في قومه كريماً شريفاً ، وفارساً شجاعاً . دخل في الإسلام نحو سنة ٦٢٩ ، وقضى أيام شيخوخته في الكوفة. توفي نحو سنة ٦٦١ للميلاد وله من العمر أكثر مئة سنة . وكان له أخ اسمه أريد أصابته صاعقة في رجوعه من المدينة فحزن عليه لبيد أشدَّ الحزن ورثاه يشعر حافل بصدق العاطفة وعمق الحسرة .
ا – أدب لبيد بن ربيعة
للبيد ديوان شعر طبع في فينا ثم في ليدن، وأشهر ما فيه المعلقة ، وهي ميمية على البحر الكامل، تقع في ٨٨ بيتاً ، وفيها وقوف بالطلول، وغزل ، ووصف للناقة ، وفخر. أما مطلعها فهو :
عفت الدِّيارُ مَحلُّهَا فَمُقَامُها
تَأَيَّدَ غَوْلُها فَرِجَامُها
لبيد بن ربيعة شاعر الحكمة الدينية :
لبيد رجل الرصانة وقد آلى في الجاهلية ألا تهب الصَّبا إلا أطعم الناس حتى تسكن . وقد ألزم ذلك نفسه في إسلامه. فهو رجل إنساني، وإنسانيته عن عقيدة وتدين .
وحكمته قائمة على إيمان راسخ بالله وبالدار الآخرة ، والله عنده هو الخير الأسمى وموطن السعادة الحقة، وهو الديان الذي يكشف أعمال عباده ويجازي كل عبد بحسب ما أتى من أعمال ، أما الدنيا فزوال وفناءٌ ، وكلّ ما فيها حطام باطل ، والموت قريب ، فعلى المرء إذن أن يعيش لأخراه ، وأن لا يتلهى بدناه ، وأن يقيس دنياه بقسطاس أخراه ، فلا يجزع الفراق، ولا بأسى البلوى، ولا يقنط بسوء معاملة .
شاعرية لبيد بن ربيعة :
شعر لبيد شعر الطبيعة البدوية السليمة، هو شعر التدفق الرصين الذي يجمع الصلابة الى السذاجة ، والمتانة الى السهولة والسلاسة واللفظة عند لبيد دقيقة المعنى حسنة الاختيار ، والتجسيم عنده معقول لا يتراكم كما في شعر زهير ، وهو في تشابيهه واستعاراته لطيف شفاف، لا يُنقل سير القصيدة ولا يُعرقل بنيان البيت ، وشعر لبيد مرآة صافية تتجلى فيها شخصيته البعيدة عن التعقيد والتصنُّع ،
___
تاريخ الأدب العربي