خلود فوراني سرية-
أقام نادي حيفا الثقافي أمسية ثقافية خاصة وفاء لذكرى المناضل الفلسطيني طيب الذكر حنا إبراهيم ميخائيل (أبو عمر) ولإعلاء إرثه الفكري والنضالي المميز من خلال مناقشة وإشهار كتاب سيرته الذاتية “غُيّب فازداد حضورا”، والذي عملت على إعداد وجمع مواده وتحريره، زوجته الكاتبة والناشطة السياسية جيهان حلو.
افتتح الأمسية رئيس النادي المحامي فؤاد نقارة فأهّل بالحضور واستعرض النشاطات الثقافية القادمة بما فيها نشاط “عشق الوطن يجمعنا” داعيا الجميع للمشاركة. ثم قدم شكره للمجلس الملّي الأرثوذكسي الوطني- حيفا لرعايته الأمسية.
دعا بعدها الناشطة الثقافية خلود فوراني لتقرأ نصّا من الكتاب كتبه د. يوسف عراقي بعنوان ” ما بين أبي عمر ومخيم تلّ الزعتر”.
تولى إدارة الأمسية المحامي علي رافع مشيرا إلى أن الكتاب سيرة ذاتية هامة جدا. وتطرق لحادثة اختفاء القارب الذي كان أبو عمر عليه بصحبة رفاقه المناضلين ذاكرا أسماءهم.
وفي مداخلة للمؤرخ د. جوني منصور استهلها بتحية محبة واحترام لزوجة حنا ميخائيل -ابنة مدينة حيفا- جيهان حلو، التي كتبت سيرة زوجها مقاومة تغييبها لأن في قصة حياته ما يمكن أن يتعلمه كل فلسطيني في معنى الوطن وحب الوطن. وعن حنا ميخائيل ذكر أنه آمن أن القضية الفلسطينية التي تكالبت عليها الدول العربية بتواطئها مع الصهيونية، عادلة من الدرجة الأولى. وعن إدوارد سعيد في شخص حنا ميخائيل قال إن حنا نموذج لدور متميز لم يحط من شأن نفسه وشعبه وهو رجل عاش من أجل قضيته وأفكاره ومات في سبيلها. وكان كيميائيا آمن بقوة المعرفة، علما أنه ترك العلوم وتعمّق في دراسة تاريخ العرب والإسلام وفلسطين.
عاش متمسكا بالثوابت، بالقيم الإنسانية والأخلاقية وقيم العدالة. وختم باقتباس عن حنا ميخائيل: “إن الثوري ليس من يتكلم عن الثورة بل من يصنع الثورة”.
تلاه الباحث أنطوان شلحت فجاء في مداخلته أن أبا عمر غُيّب مرتين، مرة باختفائه جسدا وأخرى بتغييب سيرته في خطاب حركة فتح التي انتمى إليها.
وعن الزوجة جيهان الحلو جاء أن نكبتنا مستمرة ويعود ذلك لإهمال نضالنا التحرري الي كان أبو عمر عنوانا له. ووضع أبو عمر الإنسان بالمركز.
وبعبارات مقتبسة عن أبي عمر ختم ” إننا على يقين أن شعبا يفقد ماضيه لا يمكن أن يصنع مستقبله”.
وفي مداخلة أخيرة قدمها الباحث والإعلامي وديع عواودة، جاء أن سيرة حنا ميخائيل الذاتية تتطابق مع سيرة الشعب الفلسطيني بحلوها ومرّها. واللافت في الكتاب ” غُيب فازداد حضورا” البعد الإنساني، تتحدث فيه الزوجة جيهان عن زوجها الذي ولد في رام الله في ثلاثينيات القرن الماضي وهُجّر كأبناء شعبه وكان شاهدا على الكثير من المآسي الفلسطينية فكان لها أثر بالغ في نفسه. ترك جامعات أمريكا وتبع قلبه وضميره وحسّه الوطني لينخرط في صفوف المقاومة الفلسطينية. مع التركيز على إيمانه المطلق بأن الثقافة هي خط الدفاع الأول في الثورة الفلسطينية.