في الشمال الغربي لناميبيا، تعيش قبيلة الهيمبا المعزولة؛ إذ لا تعرف هذه القبيلة شيئاً عن العالم الخارجي من حولها، فالنساء هناك يستيقظن في الصباح تحت أشعة الشمس الحارقة ليبدأن رحلة البحث عن الطعام وحليب الأبقار الذي يعد المهمة الأساسية لنساء القبيلة.
فيما يعرف الرجال في القبيلة بعدم قيامهم بشيء وجلوسهم في مقاهٍ بدائية أو شرب الخمر وفي بعض الأحيان يخرجون للصيد. ولا تعرف النساء في القبيلة شيئاً عن اللباس، فكل ما هو مسموح به يتعلق بتربية الأطفال وتحضير الطعام وتنفيذ قرار الزوج بدون مناقشة أو تفكير.
نساء بين الطبيعة والعادات
في قبيلة الهيمبا الناميبية تهتم النساء بأجسادهن وشعورهن من خلال تصنيع كريم يسمى “المغرة الأحمر”، وهو عبارة عن قطعٍ صغيرة من حجر “الهيماتيت” أو ما يسمى حجر الدم، وهو من بين أشهر الأحجار الكريمة المعروفة، والذي يحتوي على عدة معادن وفوائد.
يخلط النساء هذا الحجر مع الزبد ثم يقمن بتسخينه قليلاً باستخدام الدخان، تضع النساء في القبيلة هذا الكريم على أجسادهن وشعورهن، هذه العادة تعود إلى بعض العادات المتخذة من قِبل شيوخ القبيلة للتفرقة ما بين الرجال والنساء.
حسب تقرير لـ”BBC News” تعيش سيدات “الهيمبا” أغلب الوقت في الهواء الطلق في جوٍ حار، ويحرصن على وضع تلك الطبقة الحمراء على بشرتهن لمقاومة أشعة الشمس الحارقة، بالإضافة إلى أن تلك المادة تساهم في الحفاظ على الجلد نظيفاً ورطباً، وتمنع نمو الشعر على الجسم وتفادي لدغات الحشرات.
من أكثر ما يميز سيدات “الهيمبا” هي تسريحة شعورهن، فهي عبارة عن ضفيرة تختلف على حسب أعمارهن وشكلهن، ويهتممن بارتداء عظام الحيوانات في رقابهن كنوع من أنواع الحُلي.
تحرص نساء القبيلة على تصنيع وجبة واحدة فقط أساسية، وهي عبارة عن “عصيدة”؛ إذ يقُمن بتسخين الماء ومن ثَم يضاف دقيق الذرة والزيت، الاستثناء الوحيد في الطعام خلال حفلات الزفاف؛ إذ تقدم اللحوم كوجبة أساسية.
قبيلة الهيمبا.. والملابس الممنوعة
من بين أبرز سمات “الهيمبا” أنه لا يُسمح للنساء باستخدام الماء للاستحمام ولا يرتدين الملابس؛ لأن القبيلة تحتفظ بتقاليدها القديمة، لذا فالملابس لا تعني لهن الكثير ولا تستر أجسادهن سوى تنورة صغيرة من جلد الأبقار، ويبقى النصف العلوي مكشوفاً لتتناسب مع الأجواء الحارة التي يقطنّ فيها.
يتم استبدال الحمام بالبخار الساخن، من خلال وضع قطع من الفحم المشتعل في وعاء صغير يحتوي على أوراق الشجر والأغصان الصغيرة، وينتظرن حتى يتصاعد بخار الدخان، وتنحني النساء فوق الوعاء، ويبدأن في التعرق لغسل الجسم بالكامل، ويُسترن أنفسهن بقطعة من القماش حتى يحتبس الدخان في أجسادهن.
الضيوف والهدية: الزوجة!
حسب تقرير نشرته “The Guardian” يصل عدد سكان القبيلة إلى 50 ألف نسمة، وهو شعب متعدد الزوجات، يقوم الأب باختيار زوج لابنته فور بلوغها، ولا يحق لها أن تعارض القرار، كما يعرف شعب الهيمبا بعادة غريبة تجاه الضيوف.
إذ يقوم الرجل بإهداء زوجته لتقضي الليلة مع الضيف، وهذا التقليد يُعرف باسم “إهداء الزوجة للضيف”، وفي لغتهم يسمى “أوكوجيبيسا أوموكازيندو”، بينما ينام الزوج في غرفةٍ أخرى، وفي حالة عدم توفر غرفة ينام زوجها خارج المنزل، اعتقاداً منهم أن هذه الحركة “تُقلل من الغيرة، وتعزز العلاقات بين الزوجين”.
يحظر إنجاب التوأم في القبيلة؛ إذ تعتبر علامة شؤم أو نحس، تقوم المرأة الحامل قبل الولادة بالخروج من القبيلة رفقة امرأتين فقط لمساعدتها أثناء الولادة، وتعود بعد ولادتها بيوم واحد إلى القبيلة؛ للاحتفال بالمولود الجديد.
عربي بوست