السفر: يدل على الانتقال من مكان إلى مكان وعلى الانتقال من حال إلى حال وعلى المساحة، فمن رأى كأنه يسافر، فإنه يمسح أرضاً كما لو رأى أنه يمسح أرضاً، فإنه يسافر.
وأما الرجوع من السفر فيدل على أداء حق واجب عليه، وقيل إنه يدل على الفرج من الهموم والنجاة من الأسواء ونيل النعمة لقوله تعالى ” فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء “. وربما تدل هذه الرؤيا على توبة الرائي من الذنوب لقوله تعالى ” لعلهم يرجعون “. فإن معنى التوبة الرجوع عن المعصية.
ومن رأى كأنه ركب دابة، فإنه يركب هو غالباً، وقيل إن ركوب الدواب كلها نيل عز ومراد، فإن لم يحسن ركوبها، فإنه يدل على اتباع الهوى، فإن ركبها وأحسن الركوب وضبط الدابة سلم من فتنة الهوى ونال المنى.
وأما المشي: فمن رأى كأنه يمشي مستوياً، فإنه يطلب شرائع الإسلام ويرزق خيراً.
وإن رأى كأنه يمشي في السوق دل على أن في يده وصية، وإن كان أهلاً للوصية نالها لقوله تعالى ” مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق “.
وإن رأى كأنه يمشي حافياً دل على حسن دينه وذهاب غمه، وقيل إن هذه الرؤيا تدل على مصيبة في المرأة وطلاقها.
وأما القفز: من رأى كأنه يقفز قفزات في الأرض بفرد رجل لعله به لا يقدر معها على المشي، فإنه يصيبه نائبة يذهب فيها نصف ماله ويتعيش بالباقي في مشقة وتعب.
وأما الوثوب: من رأى كأنه وثب إلى رجل، فإنه يغلبه ويقهره لأن الوثوب يدل على القوة وقوة الإنسان في قدميه.
وإن رأى كأنه وثب من مكان إلى خير منه، فإنه يتحول من حال إلى حال أرفع منه عاجلاً.
وإن رأى كأنه وثب من الأرض حتى بلغ قرب السماء سافر حتى وافى مكة.
وإن رأى كأنه ركب عنق إنسان، فإنه يموت ويحمل المركوب جنازته، وقيل إن ركوب عنق الإنسان يدل على أمر صعب، فإن أسقطه من عنقه، فإن ذلك الأمر الذي طلبه لا يتم.
وأما الهرولة: في أي موضع كان ظفر بالعدو، والقصد في المشي تواضع لله تعالى لقوله ” اقصد في مشيك “.
والغيبة في الأرض من غير حفر إذا طال عمقها وظن أنه يموت فيها ولا يصعد منها مخاطرة بالنفس وتغرير بها في طلب الدنيا أو الموت في ذلك.
والركض: على الدابة أو على الرجلين دال على سرعة ما يطلبه وعلى النجاة والأمن ممن يخافه لقول موسى كما أخبر عنه تعالى في القرآن ” ففررت منكم لما خفتكم “. إلا أن يكون هربه من الله تعالى أو من ملك الموت، فإنه مدرك هالك وبلوغ الغايات والمنى والكمال دال على النقص والزوال.
وأما الطيران: فقد حكي أن رجلاً أتى ابن سيرين، فقال: رأيت كأني أطير بين السماء والأرض، فقال: أنت تكثر المنى.
ومن رأى كأنه طاف فوق جبل، فإنه ينال ولاية يخضع له فيها الملوك، وقيل من رأى كأنه يطير، فإن كان أهلاً للسلطان ناله، وإن سقط على شيء ملكه، وإن لم يصلح للولاية دل على مرض يصيبه يشرف منه على الموت أو خطأ منه يقع في دينه، فإن طار من سطح إلى سطح، فإنه يستبدل بامرأته إمرأة أخرى، وقيل الطيران دليل السفر إذا كان بجناح، فإنه انتقال من حال إلى حال، فإن بلغ طيرانه منتهاه، فإنه ينال في سفره خيراً، وإذا طار من أرض إلى أرض نال شرفاً وقرة عين لما قيل: وإذا نبا بك منزل فتحول، فإن طار من أسفل إلى علو بغير جناح نالت أمنيته وارتفع بقدر ما علا، فإن طار كما تطير الحمامة في الهواء نال عزاً.
وإن رأى كأنه طار حتى توارى في جو السماء ولم يرجع، فإنه يموت.
ومن رأى أنه طار من داره إلى دار مجهولة، فإنه يتحول من داره إلى قبره.
ومن رأى أنه طار عرضاً في السماء دل على أنه يسافر سفراً أو ينال شرفاً، ومن وثب من موضع إلى موضع تحول من حال إلى حالة، والوثب البعيد سفر طويل، فإن اعتمد في وثبه على عصا اعتمد على رجل قوي منيع.