ملعب قطر
أعلنت العاصمة الفرنسية باريس انضمامها إلى عدة مدن في الامتناع عن عرض مباريات “مونديال قطر 2020” الذي ينطلق الشهر القادم، على شاشات عملاقة أو تخصيص أماكن للمشجعين. وبرر رؤساء بلديات المدن الفرنسية قرارهم بمسألة حقوق الإنسان وما يشاع عن أعداد كبيرة من الوفيات بين العاملين في منشآت المونديال القطري وملاعبه الثمانية، فضلًا عن توفير الطاقة في وقت تمر فيه أوروبا بأزمة غاز بسبب الحرب في أوكرانيا.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن نائب الرئيس المسؤول عن الرياضة في بلدية باريس بيار رابادان قوله” “بالنسبة لنا، لم يكن واردًا إقامة أماكن مخصصة لنقل المباريات لعدة أسباب: الأول هو شروط تنظيم كأس العالم هذه، سواء من الناحية البيئية أو الاجتماعية. والثاني هو التوقيت”.
وسارت باريس على خطى مدن فرنسية عدة مثل مرسيليا وبوردو وليل وروديه التي اتخذت قرارًا مماثلًا بشأن الحدث الذي تنظمه قطر بين 20 تشرين الثاني و18 كانون الأول.
وعللت بلدية مرسيليا التي يرأسها الاشتراكي بينوا بايان وبمشاركة تحالف كبير من اليساريين والبيئيين، قرارها بالقول إن “هذه البطولة تحولت تدريجيًا إلى كارثة إنسانية وبيئية لا تتوافق مع القيم التي نريد أن نراها تُحمَل من خلال الرياضة لا سيما كرة القدم”.
وفي سياق متّصل، قرر المنتخب الدنماركي أن يرتدي لاعبيه قمصانًا باهتة في مونديال 2022 كوسيلة احتجاج “ضد سجل قطر في حقوق الإنسان ومعاملتها للعاملين المهاجرين”.
وكشفت شركة “هامل” الدنماركية للملابس الرياضية، التي ترعى وتصمم قميص المنتخب الدنماركي، بأن شعاراتها ستختفي من القمصان التي ستُورِّدها للمنتخب خلال مشاركته في مونديال قطر. وأعلنت الشركة عبر حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي، عن قميص أحمر بالكامل، وأبيض بالكامل، وقميص أسود بالكامل يمثل “لون الحداد”، وقد طمس شعار الشركة، وقالت: “لا نريد أن نظهر (شعارنا) في بطولة كلفت حياة الآلاف من الأشخاص”، في إشارة إلى وفاة عمال خلال بناء المنشآت الرياضية والبنى التحتية للمونديال، وهو أمر تنفيه قطر تمامًا.
وكانت صحيفة غارديان البريطانية قد ذكرت العام الماضي “أن 6500 عامل مهاجر لقوا حتفهم في قطر في السنوات العشر الأخيرة، وكان معظمهم منخرطًا في أعمال منخفضة الأجور وخطيرة، وغالبا ما تتم في ظروف شديدة الحرارة”.
ورد منظمو البطولة: “نرفض بشدة التقليل من أهمية التزامنا الحقيقي بحماية صحة وسلامة 30 ألف عامل قاموا ببناء ملاعب كأس العالم لكرة القدم ومشاريع البطولة الأخرى، هذا الالتزام نفسه يمتد الآن إلى 150 ألف عامل عبر خدمات البطولة المختلفة و 40 ألف عامل في قطاع الضيافة”.
وصرّح رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، في أيّار الماضي، عندما سئل عما إذا كان الاتحاد سيقدم أي التزام تجاه عائلات الأشخاص الذين لقوا حتفهم في الاستعدادات للبطولة، إن المنظمة الرياضية تحقق في “كل هذه الأمور” وأن ثلاثة أشخاص فقط ماتوا.
وتعد قطر أول دولة عربية تستضيف وتنظّم مباريات البطولة العالمية، ومنذ الإعلان عن هذه السابقة عام 2009 وهي تواجه تساؤلات حول مدى استجابتها لـ”التصورات الغربية” في مسائل عدّة. الأمر الذي جعل لهذا المونديال تداعيات غير مسبوقة في مجالات عديدة، بعضها بعيد عن الرياضة. كما أن المونديال هذا العام قد يتأثّر، على ما يبدو، بالحرب الأخيرة في أوروبا وأزمة الغاز.