جاءنا من النّاطق الرّسميّ للاتّحاد القطريّ للأدباء الفلسطينيّين، الشّاعر علي هيبي: غصّت قاعة المركز الجماهيريّ الثّقافيّ في قرية “الفريديس” يوم الجمعة الفائت الموافق لِ 9/9/2022 بجمهور غفير من قرية “الفريديس” السّاحلية ومن القرى والمدن المجاورة من المثلّث والجليل، ففي أمسية تراثيّة وفنيّة وأدبيّة راقية وبمبادرة رابطة “أطياف الودّ للتّراث والإبداع” وعلى شرف انعقاد المؤتمر التّأسيسيّ يوم الجمعة القادم تألّق حضور وفد كبير من قيادة الاتّحاد القطريّ للأدباء الفلسطينيّين، وكذلك وفد كبير من أعضاء الرّابطة، كان في مقدمتهم مؤسّس الرّابطة ورئيسها الفنّان الكاتب كمال درواشة، وهي الّتي رعت الأمسية والاحتفال، وقد احْتفيَ أيضًا بصدور باكورة إنتاجه حول التّراث الفلسطينيّ وبخاصّة “الدّبكة”، كتابه تحت عنوان “فزعة عرب”. وقد ضمّ وفد الأدباء من الاتّحاد القطريّ: الأمين العامّ د. محمّد هيبي وأعضاء اللّجنة التّأسيسيّة: الأديب د. أسامة مصاروة والفنّان الشّاعر يوسف أبو خيط والكاتبة أسمهان خلايلة والشّاعرة أسماء نعامنة والشّاعرة وفاء حزّان والكاتب صالح أسدي والشّاعر علي هيبي. ويشار إلى أنّ المحتفى به كمال دراوشة هو عضو في الاتّحاد القطريّ للأدباء الفلسطينيّين.
وقد استهلّت الأمسية وأدارتها باقتدار ولياقة الأديبة شفاء رابوص ابنة قلنسوة العضو المؤسّس لرابطة أطياف الودّ للتّراث والإبداع داعية الشّيخ عمر دراوشة لقراءة ما تيسّر من سورة “الرّحمن”، ومن ثمّ وفي كلمة ترحيبيّة رقيقة، حيّت الحضور من أعضاء الاتّحاد وأعضاء الرّابطة والحضور عامّة، مشيدة بدور مؤلّف كتاب “فزعة عرب” وتفانيه في تأسيس الرّابطة والسّهر على إدارتها وتفعيل نشاطاتها الكبيرة. ومن ثمّ حيّت المجلس المحلّيّ ورئيسه السّيّد أيمن يونس مرعي الّذي تعذّر حضوره ومدير المدرسة الثّانويّة المربّي حسني أبو داهش على دعمهما الدّؤوب لنشاطات الرّابطة وفعاليّاتها.
وكانت كلمة الافتتاح لرئيس الرّابطة وعضو الاتّحاد القطريّ، الفنّان كمال دراوشة، فرحّب بالأعضاء من الاتّحاد والرّابطة، ونوّه بدعم أفراد أسرته له في مشواره الفنّيّ وبالمربّي حسني أبو داهش، والمجلس المحلّيّ وإدارة المركز الجماهيريّ، وقد قدّم كفنّان للدّبكة والرّقص الشعبيّ وصلة فنّيّة راقية لاقت استحسانًا كبيرًا لدى الجمهور الّذي تفاعل مع الحركة والموسيقى.
أمّا الأستاذ أبو داهش فقد أشاد بالفنّان دراوشة ودور الرّابطة في صيانة التّراث الشعبيّ الفلسطينيّ، هذا التّراث الّذي يعمّق الانتماء ويصون الهويّة، وتطرّق في كلمته إلى المباني القديمة في الفريديس الّتي تؤكّد عروبة هذا الوطن، وقد قدّم الأستاذ أبو داهش هديّة رمزيّة للمحتفى به ولكتابه المميّز.
وفي كلمة للأديبة عبيدة بلحة عضو الرّابطة أشادت بها بالرّابطة واهتماماتها الثّقافيّة والفنّيّة والوطنيّة، ودعت أعضاءها للمسرح لصورة جماعيّة تذكاريّة، ومن ثم غنّت الفنّانة الواعدة فدوى بلحة أغنية “بكتب اسمك يا بلادي ع الشّمس الما بتغيب”، وقد شاركها الحضور الغناء الجميل. ويشار إلى أنّ وصلات فنيّة كثيرة تخلّلت التّحيّات والكلمات، كان أبرزها وصلة غنائيّة ودبكة جماعيّة وسط نغمات الموسيقى وقرع الطّبول وملاعبة السّيوف، من كلمات شفاء رابوص وألحان محمّد زرقاوي وإنتاج يوسف هنداوي، وكذلك تخلّل الأمسية معرض لوحات ورسومات تراثيّة وطنيّة للفنّانة سلوى عثمان ابنة الدّامون المهجّرة، والتّي تقطن في كابول. وقد حظيت الغوّاصة الماهرة حمامة جربان ابنة جسر الزرقاء بلفتة كريمة من رئيس رابطة أطياف الودّ للتّراث والإبداع على إنقاذها لكثيرين من الغرق المحتوم. وقد ألقت الرّوائيّة رلى غانم من طولكرم تحيّة قصيرة.
وفي فقرة الشّعر قدّم الشّعراء قصائد تليق بالمناسبة، فألقت الشّاعرة د. ميساء الصّح والشّاعرة وفاء حزّان والشّاعر د. أسامة مصاروة والشّاعر علي هيبي، كذلك قدّمت الكاتبة أسمهان خلايلة كلمة قصيرة عبّرت فيها عن استعداد الاتّحاد القطريّ للتّعاون مع مؤسّسات الفريديس بلا استثناء في فعاليّات ونشاطات ثقافيّة مختلفة. أمّا كلمة الاتّحاد القطريّ فقد ألقاها الشّاعر علي هيبي فبارك هذه الأمسية الفريدة وصاحبها، وتطرّق إلى دور الاتّحاد القطريّ في رفع مستوى الحراك الأدبيّ ودوره في تنظيم الحركة الأدبيّة على أسس من الدّيمقراطيّة والشّفافيّة والمودّة، وعدّد الرّسائل الوطنيّة والاجتماعيّة والثّقافيّة الّتي يؤمن بها الاتّحاد وبضرورة نشرها في مجتمعنا العربيّ الفلسطينيّ، وقد أشار هيبي إلى أنّ الاتّحاد ينوي عقد اجتماع اليوم الثّلاثاء القادم في مقرّ انعقاد المؤتمر في طمرة، ليختتم آخر استعداداته للمؤتمر، وقد دعا جميع الحضور للمشاركة في جلسة الافتتاح الاحتفاليّة يوم الجمعة الموافق لِ 16/9/2022 السّاعة الثّالثة والنّصف بعد الظّهر.
وعلى مواويل اللّهجة العراقيّة والنّغمة الرّقيقة الّتي قدّمها بصوته الجميل الفنّان محمّد زرقاوي أقفل الاحتفال ومشاعر الفرح وأحاسيس الابتهاج تغمر المكان والنّفوس.