جميل السلحوت بدون مؤاخذة: المضحك المبكي

من طال لببه ساء أدبه: جاء هذا القول في خطبة الحجّاج في الكوفة، و “اللَّبَب ما يُشَدُّ في صدر الدابّة ليمنع تأَخُّر الرّحل والسَّرج”. تذكّرت هذا في المناطق التي لا سلطة فيها، عندما يقود البعض سيّارته بعكس حركة السّير فيحشر نفسه وغيره في أزمة خانقة، إن لم يتسبّب بحادث قد يودي بحيوات بريئة.

يحزنني: أشعر بالغثيان عندما يقوم البعض بنشر صور موائد الطّعام على صفحت التّواصل الاجتماعي، لكنّي أحزن عندما أرى أكّاديميّين يفعلون الشّيء نفسه.

عجبي: أعجب ممّن يردّدون كلمات لا يفهمون معناها، ومنها من يهتفون أثناء تشييع جثامين من ارتقوا سلّم المجد: “بالرّوح بالدّم نفديك يا شهيد”! فكيف سيفدون من صعدت روحه إلى خالقها؟ ويحزنني أكثر عندما يدفعون والدة “خير من فينا” لتشارك في حمل نعش فلذة كبدها مبتسمة مزغردة.

أستغرب: يزعجني من يشعرون بعقدة النقص عندما يكتب أحدهم مثلا:” نريد مليون صلاة على النّبيّ، وبالتأكيد فإنه لو كان المطلوب الإعجاب بصورة فنّان أو فنّانة سنجد ملايين المعجبين! أو من ينشر صورة لمكان جميل في وطنه ويكتب: “هذا في بلادي”….” وليس في سويسرا أو فرنسا…إلخ”! ويبلغ الجهل مداه عندما ينشر أحدهم صورة لطفلة حافظة للقرآن الكريم ويكتب:” هذه فلانة حافظة لكتاب الله وليست هيفاء وهبه فادعموها”! أفلا يدركون أن هكذا مقارنات مرفوضة تماما.

أغضب: يغضبني عندما يقوم بعض سائقي الشّاحنات بشحن الأتربة والصخور والقمامة من المستوطنات، ويلقونها على أرصفة بلداتهم، وكذلك من يلقون قمامة بيوتهم بجانب حاويات القمامة بدلا من رميها في الحاوية.

انفصام: لا أستوعب أن يقوم البعض بصفحات التّواصل الاجتماعي بتهديد أصدقائه الوهميين بالحظر إذا لم يتفاعلوا ولم يعلّقوا على منشوراته، وكأنّه المالك الوحيد للحقيقة، بينما هو يعفي نفسه من التعليق على منشوراتهم.

“كلّنا روس ما فينا كنانير” مثل شعبي: لا أستوعب بيانات بعض الفصائل الفلسطينية عند استشهاد أو اعتقال مواطن بوصفه “بالقائد”، حتّى لو كان طفلا، فإذا كان شعبنا كله قيادات فأين الجنود؟ وأين المواطن؟

خيبات: يوجعني قلبي عندما أسمع أنّ أحدا من محبّي الألقاب قد ابتاع شهادة عليا، وصار”د………..” يعمل في إحدى جامعاتنا المحلّيّة، أو يتربّع على منصب رفيع.

المضحك المبكي: أضحك من باب “شرّ البليّة ما يضحك” من بعض المؤسّسات الوهميّة، التي توزّع ” الشّهادات و”التّكريمات الخياليّة”  فيتلقّفها البعض وينشرها في صفحات التّواصل الاجتماعيّ، والمضحك أكثر هم من يقبلون هكذا أمور ومن يعقّبّون عليها مهنّئين مباركين.

قلّة أدب: ومن المضحك المبكي أنّ بعض مدّعي الأدب ممّن لا يميّزون بين الفاعل والمفعول به يكذّبون فيصدّقون أكاذيبهم ويعتبرون أنفسهم أدباء يتربّعون على عرش الأدب، فيتطاولون على الأدباء الكبار. والأقلّ أدبا منهم من يتساوقون معهم “لأغراض مكشوفة” ويحسبونها تنطلي على الآخرين.

فرح ووجع: أفرح لقانون منع معاقبة التلاميذ جسديّا أو لفظيّا، فأبناؤنا يستحقّون الخير كلّه، وأغضب عندما أسمع أنّ تلميذا اعتدى على معلّمه، وأُصعق بضمّ الهمزة عندما يفزع أولياء أمور لضرب معلّم أو يعتدون على مدرسة، وهم لا يعون أنّ من يعتدي اليوم على معلّمه أومعلّمته سيعتدي غدا على والديه. ويوجعني عدم وجود قوانين لحماية الهيئات التّدريسيّة والمدارس من عُنف التّلاميذ.

استياء: أستاء من بعض خطباء المساجد التّكفيريّين أو “الجاهلين” عندما يدعون الله قائلين:” اللهمّ عليك بيهود ونصارى، اللهمّ خذهم مددا ولا تبقي منهم أحدا”، أفلا يدركون أنّ مسيحيّي الشّرق إخوتنا في العروبة والوطن، لهم ما لنا وعليهم ما علينا، وأنّ عداءنا ليس مع الدّيانتين اليهوديّة والمسيحيّة، بل مع الامبريالية العالمية والصّهيونيّة كحركة عنصريّة تعمل على سلب وطننا منّا وطردنا منه.

10 سبتمبر 2022

 

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .