آن الأوان
شعر: مالك صلالحه
(هذا أوان الشدِّ فاشتدي زِيمْ *
قد لفَّها الليلُ بسوَّاق حطَمْ )
يا أصحاب الضمائر المستترةْ
الغائبة فيكم والمنفصلةْ
قد بكى النيل والنخيل في العراقْ
ماتت النخوة عندكم والهممْ
يا من تفعلونَ عكس ما تقولونْ
بات الوضع لا يُحتملَ لا يُطاقْ
من ثقل الأحمال قد ناخ الجملْ
حتى ضاعت البوصلة والاملْ
يكفي تزلّفا يا باعة الذِمَمْ
من فعلكم قد بتنا في ادنى الهرمْ
بين كل شعوب الأرض والأممْ
يا من نبتم فوق خضراء الدِمَنْ
يا ويلاه (قد بلغ السيل الزبى )
من ذل صمتٍ وسكوتٍ عندكمْ
عن سنّ قانون القومية المجحفْ
نحن أبناء الأرض أحفاد الوطنْ
من أجله للروح لا يوجد ثمنْ
سمسرتم بالأمس ثم تآمرتمْ
قد بعتم أنفسكم للشيطان الرجيمْ
جاءوا سحبوا البساط من تحتنا
حتى صنّفونا في ارضنا ضيوفْ
جاعلينا سقائين وحطابينْ
حتّى حُرمنا من الماء والهواءْ
صرنا ما بين ليلة وضحاها
خُدّاماً ومسّاحي جوخٍ وحذاءْ
نستقبل الجلادين في بيتنا
في وقت فيه يُهدم بيت الجيرانْ
هلّا من بعد هذا ذلٍّ وهوانْ
أمسينا وماء الوجه فينا يُراقْ
ما الفرق بيننا والخيل في الأسواقْ
ننحني ونُقَبِّل يدَ الجلادِ
ندعو له في كلِّ صُبْح ومساءْ
ندّعي العيشَ في رغدٍ وهناءْ
تُشترى كسلعةٍ كل الكراماتْ
في يد تُجّار الضمير والأصواتْ
همّنا أكلٌ وشُرْبٌ كالحيواناتْ
نهدس ..نُفكر فقط في الحاضرْ
ننسى الماضي بسرعةٍ والمخاطرْ
نستسلم ..ندعي انه القدرْ
يبكي و يسْخَرُ منّا حتى الحجرْ