خلود فوزات فرحات ياسمينة شامية من قرية قنوات التابعة للسويداء عاصمة جبل العرب، تكتب الشعر المنثور المتنوع الموضوعات والاغراض، وتنشر كتاباتها في العديد من المواقع الالكترونية وعلى صفحتها في الفيسبوك، وصدر لها ديوان “نثريات روح”، وشاركت في عدد من المجموعات الشعرية المشتركة.
والشعر بالنسبة لخلود هو المتنفس الوحيد الذي تجد فيه وجودها، وتعبر من خلاله عن لواعجها وما يعتمل ويجيش في أعماقها ودواخلها من مشاعر وجدانية وهموم ذاتية.
خلود تعيش غربة الروح وغربة الوطن، لذا نجد الوطن هو الحبيب الدائم الحاضر في ذهنها، وتعالج غربتها بفيض حب، ويجيء بيانها سهلًا مكثفًا بصور رقيقة وعميقة مؤثرة في النفس، بسيطة المدلولات، وتتنوع موضوعاتها ضمن نسيج ذات وحدة منتظمة ومتراصة كخلية النحل.
شعرها فيه نزعة رومانسية وإنسانية واضحة، وتتميز نصوصها بوضوح المعنى مع التسامي عن الوقوع في فجاجة الدلالات المرجعية، ويعود الفضل في ذلك إلى اعتماد الومضات المباغتة على نحو مكثف داخل القصيدة الواحدة، فهي تجيد السهل الممتنع، ويغزو كتاباتها أسلوب مغلف بالمحسنات اللفظية البديعة والاختيار الدقيق للمفردات، وتمتاز بالسلاسة وانسياب المعنى بشكل متسلسل، وتهتم اهتمامًا فائقًا ببناء النسيج والحبكة الداخلية للقصيدة، وما يلفت النظر لغتها التي تقترب من تكوين الصورة الفنية النابضة بالرقة والجمال.
فلنسمعها تقول في هذه القصيدة:
أشهى القصائد
تلك التي تأتي مستعجلة،
على هيئة وجبة عالية الدسم
لا لتسدد الشرايين،
فيها ما يكفي من الصور المشْبعة بالخيال،
القاهرة لتصلّب الواقع
لا وجود إلا ..
للحبر الصحي بين خلايا الروح
خفيفة كنسمة عابرة
كوجعٍ متوارٍ خلف ضحكة مجروحة
فلا بد أن ..
يتماثل قلب الرتابة للشفاء
على مرمى القصيد ولو بعد حنين
وأشهاها لم يُكتَبْ بالحبر
لم يُنْسبْ لمواسم المهرجانات
ولا لفصول جافة في رواية يتيمة المشاعر
لم يُحسبْ على أحد ولا لأحدْ
لا يحتاج لختم تشهير أو تصريح ..
ما يعزيني
أن تجد نفسكَ بين كلماتي
كما رائحة الصباح العالقة،
في أكمام الوقت،
وتبقى مشدوهاً برائحة حبري الطازج
دون أن تقرأني
خلود ذات حس مرهف وشجي، تجمع بين الفكرة واللفظة وجمال الصورة الشعرية، وتعتمد أسلوبًا سهلًا وسردًا تصويرًا عميقًا، وهي تبهج القارئ بومضاتها السهلة الممتنعة ونصوصها ذات الصبغة الرومانسية الوجدانية العاطفية الوطنية.
فللصديقة الشاعرة خلود فوزات فرحات خالص التحيات، ونرجو لها المزيد من العطاء والتطور والتألق والمستقبل الشعري والأدبي الزاهر.