كشفت صحفية هآرتس، مساء اليوم الاثنين، أن قيادة الشرطة علموا مسبقًا أن رئيس قسم محاربة الجريمة في المجتمع العربي، اللواء جمال حكروش ، تخطى رجل جريح في مسرح الجريمة ولم يقدم له المساعدة، أثناء تحقيقهم في القضية – لكن تجاهلوا الموضوع.
وبحسب عدد من المصادر في الشرطة، فقد أدركت الشرطة بالفعل أثناء التحقيق أن القائد حكروش، الذي كان حينها مدير دائرة تحسين الخدمات الشرطية لدى الجمهور العربي، كان حاضرًا في مسرح الجريمة ولم يقدم العلاج الطبي للجريح وهو ينزف حتى الموت، وعلمت وأن هناك توثيق من كاميرا مراقبة حيث شوهد وهو يغادر المكان وهو يمر فوق جثة الضحية. وتم نقل هذه المعلومات أيضًا في ذات الوقت إلى مكتب مفوض الشرطة آنذاك، موتي كوهين – لكنه لم يتخذ أي إجراء بشأن هذه المسألة.
وقال مصدر في الشرطة “في القيادة القطرية للشرطة كانوا يعرفون في الوقت الحقيقي عن سلوك حكروش في الحادث والفيديو الإشكالي”. واضاف “لقد كانت حادثة هامشية في التحقيق في جريمة القتل ولكن لايمكن تجاهل الأمر وقد الى قمة التنظيم الشرطة وتوقف الأمر هناك”. كما علم مكتب المدعي العام في لواء الشمال بتورط حكروش في الحادث ، حيث إن جميع مواد التحقيق في القضية قد وصلت إلى حوزتهم لغرض تقديم لائحة اتهام. ومع ذلك، فإن شهادة حكروش حول ما حدث في مكان الحادث لم تقدم إلى المحكمة كجزء من الإجراءات القانونية ضد المتهم في جريمة القتل، ولم يستدعى كشاهد في القضية.
وكشف تسجيل مصوّر، ظهر فيه اللواء جمال حكروش الذي يرأس وحدة “سيف” لمكافحة العنف والجريمة في المجتمع العربي، يمرّ من فوق جثّة الشاب غازي عبّاس أمارة (35 عامًا)، الّذي قُتل طعنًا خلال شجار وقع في المنطقة الصناعية في كفر كنا.
وبحسب ما تبيّن في التسجيل، فإن حكروش لم يقدم المساعدة للضحية، بل مرّة من فوقه سريعًا، وتعثّر بجانبه وتابع المشي، حتّى أنه لم يتولّ أمر الجريمة أو يحاول القبض على المشتبه به.
وقالت الشرطة في بيان مقتضب: إن “جريمة القتل وقعت في ايلول العام 2020 في قرية كفر كنا. وعند استكمال التحقيق، تم تقديم لائحة اتهام خطيرة ضد المتهم بارتكاب جريمة القتل”. وتابعت: ” المحاكمة لا تزال جارية، وحكروش هو شاهد عيان في القضية”.
وأكدت مصادر في الشرطة أنه تمت إحالة حكروش لعطلة من عمله في أعقاب هذا التسجيل، فيما طالب المفتش العام للشرطة كوبي شبتاي، بتشكيل لجنة فحص لسلوك حكروش في مكان الجريمة.
يشار إلى أن الجريمة، وقعت في 12 أيلول من العام 2020، في مصنع “حديد- قانا”، حيث اندلع شجار. وكان في الطابق الثاني للمصنع، مديره غازي، المدان بارتكاب الجريمة، ومحام وصل إلى المكان لعقد اتفاق وتوقيع على ملفات خاصة بأرض متنازع عليها.
في الساعة 12:02، بحسب الكاميرات، دخل مكان الحادث جمال حكروش، حيث دخل لدفع ثمن بضاعة من المصنع، حيث أثار مشهد القتل الذي واجهه، وجوده وتصرفه حينها العديد من الأسئلة بخصوص أدائه كضابط شرطة وكإنسان.
بذل “الضابط الكبير حكروش”، كما أشار إليه أحد الشهود في القضية، قصارى جهده لعدم التدخل. تجاهل تمامًا جريمة قتل ارتكبت بالقرب منه. تخطى جسد الضحية، وتجاهل القاتل الذي ظلّ في الغرفة المجاورة.
في الساعة 12:08، وثقت الكاميرات الأمنية للمصنع التالي: غادر حكروش المكتب ونزل على الدرج، حيث قفز فوق غازي الذي نزف حتى وفاته، بينما كان لا يزال يحرك ساقيه. ولم يتوقف لمساعدته أو مساعدة الحاضرين أو ضبط القاتل الذي اختبأ في المطبخ، بل واصل السير نحو المخرج وكأن شيئًا لم يحدث.
في غضون ذلك، قرر أفراد العائلة عدم انتظار سيارة الإسعاف ونقلوا غازي إلى العيادة، أجرى الطاقم الطبي في نجمة داود الحمراء الذي انضم إليهم عمليات إنعاش ولكن دون جدوى، وتم إقرار وفاته في المستشفى، في حين وصلت قوات الشرطة إلى المصنع، حيث كان الجاني لا يزال في المطبخ.
وبحسب “هآرتس” وصل حكروش إلى الشرطة ليدلي بشهادته، حيث قال إنه لاحظ الجاني وهو يصرخ، وأنه عندما غادر المكان أدرك أن رجلاً كان يختبئ في المطبخ. وأضاف أنه لاحظ شخصًا آخر ينزف في صدره، تم إجلاؤه من قبل شخصين وأنه لا يعرف حالته. ومع ذلك، تقول الصحيفة، هناك شكوك ما إذا كان حكروش على علم بأنه قد تم تصويره.