كتب نور عامر:
كان للكاتبة والفنانة التشكيلية تغريد حبيب رواية سابقة بعنوان ” هل الحب خطيئة ؟ ” * وها هي اليوم تجود علينا بروايتها الجديدة ” القبلة السوداء ” ، أفضل رواية محلية قرأتها منذ سنتين ** كُتبت الرواية بأسلوب سردي جميل أبتدأ مع البطلة ” عبير ” الشخصية المحورية والركيزة التي تفرعت عنها ومنها الأحداث الضاجة بالحياة والديناميكية ، تحركها الشخوص أو الشخصيات ، منها شخصيات معقدة وشخصيات مسطحة بلغة النقد ، وكل شخصية قامت بدورها وحسب ثقافتها وتكوينها البيولوجي *
من المفترض في الشخصيات ان تتكلم كي يتعرف عليها القارئ ، وهذا يتم بطريقة الحوار * في رواية تغريد أتخذ الحوار طابع المرونة وحقق الملامح المطلوبة في الأعمال الروائية : الإيجاز ، التوقف أو القطع ، التدارك ،الاستطراد ، التأكيد *
من المتبع في الرواية ان تجمع ما بين الواقع والخيال ** يقول ( همنغواي ) ان ضعف الخيال في الرواية يفسدها ” ** في رواية تغريد انخفضت نسبة الخيال ، والسبب كما أرجحُ ان الأحداث كانت واقعية أكثر منها مُتخيلة ، فأعادت الكاتبة تدوير الاحداث وتوظيفها من جديد *
في مسارنا المترع بالمتعة عبر مُناخ الرواية لا بد وأن نلحظ حضور الكاتبة المكثف ترافقنا في كل الفصول ** يُقال ان رواية ” الجحر ” لكا فكا استمدت بعض قوتها من عُزلة المؤلف ** لكن ملاحظتي حول الحضور المكثف هي ملاحظة عابرة وليست ذات بال بالقياس مع جودة هذا العمل بمكوناته المختلفة والمستحسنة ، منها : المفاجأة ، المصادفة ، التناقض ، المفارقة ، ولا سيما عنصر التشويق ، الشحنة الأكثر تحفيزا للقارئ على المتابعة *
ويصل التشويق الى ذروته حين نصل الى ( الحبكة ) أو العقدة ، والصراع الناتج عن العقدة ، والحل الناطح عن الصراع ** وهنا تبدأ الدراما الهائلة المثيرة ، درامة نشطة تحمل في أجنحتها معظم المواقف الدرامية المُتعارف عليها : خطر مادي وخطر معنوي ، عاطفة مكبوتة ، انتقام وخوف ، الجريمة والتضحية *
وبعد : لا أزعم أنني بهذه العُجالة قد أوفيت هذه الرواية حقها من التقيّيم ، لكنني خلصتُ الى نتيجة مُفادها : ان كاتبتنا تغريد حبيب قادرة عل صنع الرواية وبمواصفات تناسب ذوق العصر ولغة العصر ** ولنا ان نبشر بولادة روائية جديدة في ديارنا المعطاء ** تهانينا *