نادي حيفا الثقافي يلتقي مجددا لاشهار كتاب “حياتي معركة لم تنتهِ” لبولس نايف خوري

 

كتبت خلود فوراني- سرية:

بعد سنة ونيّف من إيقاف أمسيات النادي الثقافية في ظل جائحة الكورونا، وبعد عاصفة الاعتداءات العنصرية التي تعرّضنا لها مؤخرا ورغما عنها، ولأن الثقافة وإعمال الفكر فعل وطني بامتياز، يسرّ نادي حيفا الثقافي العودة إلى نشاطاته الميدانية وأمسياته الثقافية في أول أمسية له لهذا العام يوم الخميس 20.05.2021 مع العم بولس نايف خوري ابن قرية إقرث المهجرة -والذي تعذَر حضوره لأسباب صحية قاهرة- من خلال كتاب سيرته الذاتية “حياتي معركة لم تنته”.

افتتح الأمسية مؤهلا بالحضور رئيس النادي المحامي فؤاد مفيد نقارة، حيث استهلّ كلامه بمباركته بعودة أمسيات النادي “عدنا والعود أحمد” وعلى ضوء الأحداث الصعبة والعصيبة التي واجهتنا وما زالت، أكّد أن شعبنا أثبت أن هويته وجذوره أكبر وأقوى من أية مخططات.

وتأكيدا على أننا أصحاب الأرض والبيت والمكان، قال: الوادي ليس لنا بل نحن الوادي ونحن الحجارة.

أشار أيضا، أنه فعّل صفحة النادي على الدوام بما فيها نشره عن زياراته البيتية ” زيارات محبّة واحترام” لمبدعات ومبدعين من أبناء شعبنا في مختلف القرى والبلدان .

شكر بعدها أصدقاء النادي روّاده والمشجعين، كما شكر المجلس الملي الوطني الأرثوذكسي – حيفا على دعمه المستمر لنشاطات النادي.

تولى عرافة الأمسية الكاتب والإعلامي نايف خوري فرحّب بالمشاركين والحضور، ثم قدّم لمحة عن الكاتب والكتاب لا سيما أنه من قام بتحريره، وتربطه علاقة قرابة بصاحبه العم بولس نايف خوري.

أما في باب المداخلات فقدم الكاتب سهيل عطا الله قراءة في نصوص الكتاب وهو نتاج تجارب حياتية مشيرا إلى أنها قصص من وعن قرية مهجّرة (إقرث)، فصول من سيرة ذاتية لرجل يحمل قصص التهجير ومجموعة وقائع دون فذلكات. هي ذكريات أرادها أن تبقى في ذاكرة أجيالنا حاضرا ومستقبلا. عملا بمقولة طيب الذكر سلمان ناطور “إن فقدنا الذاكرة أكلتنا الضباع”. فأرادها قصصا يتنفسها أبناؤنا في مجابهة مكائد المخادعين.

وبما أن الكتاب ينتمي لأدب السيرة الذاتية، أشار عطا الله أننا في هذا الكتاب نلتقي محدّثا يرسم الواقع كما هو بروح وثّابة نابضة بصدقها، بعيدا عن النرجسية لدى كتّاب السيرة الذاتية.

ونلتقي بذكريات يردّدها أباء وأمهات وأجداد الفلسطينيين لتكون غذاء لذاكرة كل فلسطيني لا يعرف إلا التشبّث بأرض الوطن. فيبقى كتاب صخرة تتحطم عليها مكائد الظالمين.

تلاه بروفيسور عماد قسيس في مداخلة عن التداعيات التاريخية والفلسفية للكتاب من وجهة نظره كقارئ. فأشار إلى أن هذه السيرة قصة واقع معاش وشهادة تاريخية تروي تغريبة بني إقرث لتبقى على صدور من تنكّروا لضميرهم. العم بولس خوري بكتابه شاهد على العصر عاين الأحداث وكتب بذاكرة تفتت الصخر عن التهجير القسري وعن أهل لنا أحببناهم ورحلوا عنا.

وعن الجانب النفسي أشار أن الكتاب بمثابة جلسة مع معالج نفسي واستعادة الذكريات وملأ الفراغات في السيرة الذاتية والجماعية، وفسيفساء الذاكرة ليقول الكتاب مقولته: نحن هنا وباقون رغم محاولات الطمس والتهجير والاقتلاع.

في الختام قدّم الدكتور في طب الأعصاب سليم توفيق خوري إضاءة على الجوانب الخفية للصراع والتهجير والصحة العقلية. مستشهدا بأشعار محمود درويش من ديوانه حالة حصار ليشرح عن موضوع الأمل أنه حالة ذهنية إذ نحن نربي الأمل.

وبقصيدته “أحد عشر كوكبا على آخر المشهد الأندلسي” والتي نظمها في ذكرى مرور 500 عام على سقوط غرناطة.

أمسيتنا القادمة يوم غد الخميس 27.05.2021 مع الكاتبة المقدسية ناديا عصام حرحش وإشهار كتاببها “على درب مريم” و ” نيتشه في القدس” بمشاركة د. لينا الشيخ حشمة، د. أليف فرانش وعرافة الناشطة الثقافية ناهدة يونس.

خلود فوراني- سرية

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .