شعر المتنبي في فضاء مدينة بئر السبع

 

خلود فوراني – سرية

تواصل مجموعة “اللغة العربية ومهمة الفكر- زاد المسافر في عالم سافر” في نشر رسالتها لإحياء اللغة العربية وإعمالها في الفكر والحيز العام في مدن البلاد من الشمال إلى الجنوب، لا سيما المدن المستهدفة منها وذلك من خلال جداريات في الحيز العام لهذه المدن.

فكان لهم قبل ثلاثة أشهر تتويج لمشروعهم الذي امتد على مدار سنتين تمثل بتدشين جدارية في مدينة عكا شمالا، تحمل شعرا بموضوع الصداقة والصدق للإمام الشافعي: ” سلام على الدنيا إذا لم يكم بها صديق صدوق صادق الوعد منصفا”.

ثم في مدينة يافا- في المركز، جدارية أخرى تم تدشينها في مطلع شهر آذار، بموضوع اللغة العربية وعراقتها لشاعر النيل حافظ إبراهيم: “أنا البحر في أحشائه الدر كامن فهل سألوا الغواص عن صدفاتي”.

وختاما لهذا المشروع الملهم والذي يرجى منه الانتشار والتوسع، كان يوم الجمعة الأخير 19.03.2021 حفل تدشين جدارية للشاعر العبّاسي أبي الطيب المتنبي في المدرسة الرسمية ثنائية اللغة في مدينة بئر السبع جنوبا، بموضوع السعي وراء المجد والسمو الأخلاقي والفكري: “إذا غامرت في شرف مروم فلا تقنع بما دون النجوم”.

وقد حضر التدشين بأجواء تفاعلية واعدة، أفراد من المجموعة وممثلون عن معهد فان لير- القدس إلى جانب مديرة المدرسة وعدد من الطاقم التربوي ولفيف من طلاب وطالبات المدرسة.

فاستُقبلت المجموعة بحفاوة واستُهلّ البرنامج بكلمة ترحيبية قدمتها مديرة المدرسة أفيطال بن شالوم معبرة فيها عن لهفتها وسعادتها بأن تكون المدرسة ثنائية اللغة التي تديرها، عنوانا لجدارية للشاعر العربي المتنبي بشعره الذي يحثّ على السعي للمجد والرقي فيلهم طلابها على اختلاف لغاتهم ويفتح آفاقهم لكسب المعالي.

تلاها بنبذة عن شعر المتنبي وحياته قدمها الطالب منذر علي بالنيابة عن الطلاب، ثم المربية هديل أبو جوهر بكلمة عن معنى بيت الشعر  في الجدارية، والتي دأبت بدورها على تعليم الطلاب عن الشاعر وتعريفهم بشعره وحياته من خلال فعاليات صفية مشوقة خلال الأيام السابقة، وقد تجلى اهتمام الطلاب بالحدث والجدارية من خلال أسئلتهم وتفاعلهم الرائع مع بيت الشعر وصاحبه والفن الذي كتب به.

تلاها رئيس المجموعة د. خالد فوراني شاكرا المدرسة ومديرتها على احتفائهم واحتضانهم للغة العربية، خاصة تحت وطأة قانون القومية وجو عام يحيطه يستهدف إقصاء العربية، فحياها على الشجاعة التي تنطوي على إشهار جدارية المتنبي في مجتمع لا ينفك زعماؤه وسياسيّوه في الحطّ من قيمة العربية. واستشهد د. خالد  فوراني بمقولة مدير معهد فان لير، بروفيسور شاي لافي، بأن العربية هي “لغة هذا المكان” وبالتالي العربية لا تنحصر على دين، أو بشرة أو عرق أو طائفة أو جيل أو جنس ما بل هي أم لكل آدمي يريد أو  آدمية تريد البحت عن أسباب التميز والامتياز فيها ومن خلالها في هذا الكون.

أما عن سبب اختيار المتنبي في هذا الشعر بالذات وفي مدينة بئر السبع وفي مدرسة ثنائية اللغة فتحدثت عضو المجموعة خلود فوراني مشيرة إلى أهمية انكشاف الآخر على اللغة العربية لا سيما من خلال شاعر  وُصف بأنه نادرة زمانه كالمتنبي، والذي عرف عنه أنه من أفضل من استخدموا اللغة العربية وأعرفهم بها، ولا يزال حتى يومنا هذا مصدر إلهام للكثير من الأدباء والشعراء.

وفي كلمة للفنان محمد قندس، أجاب على اسئلة الطلاب حول سيرورة تنفيذ الجدارية فشرح لهم عن مراحل تصميمها وتعليقها، وقدم شكره للزميلة بيلا الكساندروف على توجيهها ومساعدتها السخية في فتح باب التواصل مع مديرة المدرسة.

 

وبهذا أتت هذه الجدارية الثالثة بعد سابقتيها والتي صمّمها وأعدها الفنان أحمد زعبي، ختاما لهذا المشروع الفكري على أمل أن تكون انطلاقة منه وامتدادا له في مدن أخرى بأشعار وأقوال في الحكمة والقيم والأخلاق تستوقف الرائي وتدعوه للتفكر والتأمل.

يجدر بالذكر، أنه على ضوء الإعلان عن المشروع والجداريات وحال تدشين هذه الجدارية تلقينا أصداء مشجعة من مختلف المدن كالقدس واللد وقرى المثلث الجنوبي مطالبين بتعليق جداريات مماثلة في مدارسهم وحيزها العام.

 

بقي أن نذكر أعضاء مجموعة “العربية ومهمة الفكر” وهم:

  • د. خالد فوراني- رئيس المجموعة والمبادر للمشروع
  • حنان السعدي- منسقة المجموعة ومساعدة تنظيمية /فان لير
  • الفنان محمد قندس- يافا
  • الشاعر حسين مهنّا- البقيعة
  • د. لينا الشيخ حشمة- شفاعمرو
  • خلود فوراني سرية- حيفا
  • فادي كنعان- طالب دكتوراة، كفر قرع
  • المحامي علي حيدر- عبلين
  • لؤي وتد- طالب دكتوراة، جت المثلث
  • د. عايدة فحماوي- باقة الغربية
  • د. نزيه قسيس- الرامة
  • د. أحمد اغبارية- أم الفحم
  • مصطفى قصقصي- شفاعمرو

ومن الجدير بالذكر ان المشروع من أوله لآخره تم برعاية ودعم معهد فان لير- القدس.

خلود فوراني سرية

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .