امي الغالية المدفونة في قلوبنا وتحت التراب.
لا يكن لديكِ ادنى شك، اننا نذكرك فقط، في مناسبة عيد الام، او كونك صورة ثبتناها على جدران بيوتنا، فانتِ تجلسين معي شخصيا، امام مكتبتي، واستمد جمال حياتي ونعيم العيش الكريم من نظرات عينيك، اللاتي تشعان نورا وتبعث الامل والبركة فينا.
ماذا اهديك يا امي في عيد الام، وانتِ التي ما زال احفادك يذكرون تلك الهدايا المتواضعة في كل مناسبة، حتى الجيران والاقارب كانوا يرددون، ان ام شريف حلوة، لا تدخل بيتا و”ايدها فاضي”، لكرم اخلاقكِ وسخاء يدكِ: سلة بطاطا او (أكام) كوز رمان من الحاكورة، او “سطل” من حليب عنزاتنا، او غير هذا متمثلة بمقوّلة “الله اطعمك كول واطعم”، رغم “القلّة” ومصاعب العيش.
فدعيني ايتها الغالية، التي لم تقبل مني، هدية بمثل هذه المنسابة اكثر من “صفط حلوّ”، ان اجمع لك باقة ازهار، من تلك الارض التي داعبت زنودكِ طيبة عبق ترابها، وجمال حصد سنابل قمحها، ومن جلنار رمان حكورتنا، واهديها اليكِ محملة مع اخي عفيف، الذي فارقناه قبل حوالي الشهرين الى جوار ربه، فلا شك ان روحة ترفرف حولكِ، لتلتقي سويا معكِ ومع ابي في جنّة الخلود.
ابنكِ الذي يفتخر بأنكِ امه.. مفيد