لل
هادي زاهر ـ عسفيا
قم واجعل صوتك صوتين
سيكون لي صوت
سُرَّ صداهُ في تراب الحقولْ
في جذور النباتات
في تفتّح الأزهارْ بكلِّ الفصولْ
في مرج السنابل.. في طرقات السهول
سيكون لي صوت.. كي يفهم الموتْ
ماذا أقولْ
أنا هنا ما زلتْ..
كما انجبتني البلادْ
وأني على ميعادْ..
في الثبات والصمود.. وأنّ لي بيتْ
ولي في السماء ما يعادل الوطنْ
لي الماضي والحاضر وكل الزمنْ
هذا هو صوتي
يسْتَنْبئ الغبارَ عن وقتي
لأن الموتَ في صمتي
لذا سأرسم مسارًا فوق هذه الأرضْ
هنا ترعرع أهلي
وشيدوا داري
هنا قمر ليلي
وشمس نهاري
وكلّ هذه الأنفاس
يتردد صداها في أركان بيتي
يجلجل بالصمود والرفضْ
ولي الخلودْ..
على أرض الجدودْ
لن أترك الساحة والميدانْ
للصوص هذا الزمانْ
يقرّرون عني كيف أتنفسْ
وكيف أفتح فمي ولا أنبسْ
ولو بكلمة..
إلّا كما يريدون لي أن أقول.
وأنا لن أقولْ لّا كما أريدْ
وهنا حقي الوحيدْ
صوتي الانتخابي
به حريتي في الاختيار
وفي حضوري أقتل غيابي
حين أمتلك ناصية القرارْ
أبدا على هذا المسارْ*
سويّا رجالا ونساءْ
سنخرج وندلي بصوتنا الحرْ
ليس حبّا بهم.. هم الجلادونْ
ولكنْ حبنا بنا.. نحن الفلسطينيونْ
سنخرج بكلّ هذا البهاءْ
وأمام ذاتك تقدم وسِرْ
وإلى كلٌ هذا البهاء العربي دُرْ
وقل: أريد كينونتي شامخة العلو
بصوتي وصوتكَ وصوتها
نرقى ذروة هذا السمو
هنا سنكون كما يجب ُ أن نكونْ
رفقاء على هذا الدرب.. ولا نخون
**
هل تدركون يا سادتي خطورة هذه المرحلة
قوميّة الدولة.. دولتهم?!!
لنا الكدحُ في الحقولِ.. ولهم السنبلة
ولا شيء يفسدُ جولتهم
ويحبطُ :ضُباح صولتهم
سوى جموعنا المقبلة
اعبروا هذا الزحام..
وجودنا في الأمامْ
فلنا فيه مكانْ..
آخره يفضي إلى أوّله
لن نبقى نيامْ
الله قد بارك في أمتنا القيامْ
قم واجعل صوتك صوتين
صوت حضورك وصوت غيابكْ
آن الأوانْ
لنشعل شمعةً في هذا الظلامْ
ليدل ضواؤها علينا