كتب شاكر فريد حسن:
أهدتنا مشكورة الكاتبة القصصية والروائية الصديقة حوا بطواش، ابنة بلدة كفر كما الشركسية، مجموعتها القصصية الجديدة “حياة جديدة” الصادرة عن دار الهدى للنشر والتوزيع ع. زحالقة في كفر قرع.
حوا بطواش تهوى كتابة القصة والرواية، وتكتب أيضًا الخاطرة والمقالة الأدبية، سجلت اسمها على صخرة الإبداعي وأثبتت حضورها في المشهد السردي والثقافي في هذه البلاد، وهي تنشر نتاجها الأدبي في الصحافة العربية والمواقع الالكترونية المحلية والعالمية ومواقع التواصل الاجتماعي، وسبق أن صدر لها مجموعة قصصية بعنوان “الرجل بالخطأ”، ورواية ” حب في العاصفة”.
تقع مجموعة “حياة جديدة” في 126 صفحة من الحجم المتوسط، وجاءت موزعة إلى 16 قصة قصيرة كتبتها حوا ونشرت بعضها خلال السنوات السبع الأخيرة، وأهدتها إلى “الذين لا يملّون من البحث عن طريق جديد، مهما قست عليهم الظروف، وتاهت بهم الدروب”.
تعالج قصص المجموعة قضايا اجتماعية وعاطفية ومسائل شائكة، وتعرض لوحات ومحطات ومواقف إنسانية من واقع الحياة وأحداث المجتمع، وأغلبها ما يمت بالعلاقة بين المرأة والرجل.
ونجد عناصر القصص واضحة ومحددة، ويميزها واقعيتها، وتتمحور حول الحب والخيبة الأمل والخيانات الزوجية والطموح والصداقات والرجل المثالي، وهي تصوغ الحوار والخطاب، وترسم الأحداث بمنطق متسلسل وتصوير الحالات النفسية والوعي الباطني للشخصيات، وعوالم البناء السردي بدقة وعفوية، وبلغة منسابة بهدوء وسلامة.
جاءت قصص حوا بطواش بلغة سهلة وواضحة وأفكار متسلسلة، وبأسلوب ممتع وشائق، واستخدمت نهجًا سرديًا يقارب الأسلوب الروائي، وعمدت إلى تعزيز الحدث وذلك بالسير باتجاه توسعة مساحة القصة زمنيًا ومكانيًا، وتوسيع مساحة العلاقات بين شخوص القصص، المرأة والرجل.
والإحساس بالكلمة لدى حوا عميق جدًا، وكل نص لا يخلو من ارهاصات الذات بكل اختلاجاتها. وتحمل القصص مادة متنوعة الأغراض والمضامين، اتقنت عناصرها وصبغتها بمختلف الألوان ، ما يشير على أننا أمام قاصة تحترف كتابة القصة، وتتمتع بموهبة من المهارة والمعرفة بالفن السردي، تمكنها اتحاف القراء بالمزيد من الأعمال القصصية الاجتماعية والواقعية الرائعة الشائقة، ولكنها تحتاج إلى طرق ثيمات وموضوعات أكثر تنوعًا، ومعانقة الهم الإنساني عمومًا والقضايا الوطنية لشعبنا، ويمكنها أن تثري تجربتها أكثر في هذا الجانب، بالاطلاع المكثف على النتاج القصصي والروائي الفلسطيني والإنساني الكوني الملتزم بقضايا الناس الكادحين والمسحوقين.
ولعل مأخذي على المجموعة هو في الطباعة حيث جاء الخط صغير الأمر الذي يتعب ناظري وعيني القارئ، وكان بالإمكان طباعتها بصورة أفضل وحلة أجمل.
وفي الختام، أهنئ الصديقة الكاتبة الشركسية حوا بطواش بصدور مجموعتها القصصية “حياة جديدة” متمنيًا لها مستقبلًا أدبيًا مشرقًا، ومزيدًا من العطاء والتألق، وأترك للقراء الاستمتاع بقراءتها.