باقة ورد وريحان، ولمسة وفاء إلى الشيخ نمر محمد نمر (أبو فكري)  بقلم: شاكر فريد حسن  

الشيخ نمر محمد نمر(أبو فكري) المولود والمقيم والباقي في بلدته حرفيش العامرة بأهلها، في أعالي الجليل، هو مربٍ متقاعد، وكاتب وأديب ومثقف واسع المعرفة والاطلاع، ومتحدث لبق، ومرشد سياحي عالم بالتاريخ والآثار والجغرافيا، وعارف بكل نبتة وكل بقعة ومكان في أرضنا ووطننا وبلادنا، وإنسان محب لبلده وشعبه ووطنه وأرضه ومجتمعه.

عرفت الصديق الأستاذ نمر نمر في السبعينات من القرن الماضي، من خلال ما كان يكتبه في مجلات دار النشر العربي “لأولادنا” و”مجلتي” ومجلة المعلمين “صدى التربية”، ثم أخذت اقرأ له من خواطر ومقالات وكتابات متنوعة، في مجلة “الشرق” و”المواكب” و”الاتحاد” و”حديث الناس” وسواها، واعجبتني مبادئه وطروحاته ومواقفه الجريئة وأفكاره الملتزمة في قضايا مجتمعه وشعبه ووطنه، ورفضه التجنيد الاجباري المفروض على أبناء الطائفة المعروفية، وتمسكه واعتزازه بانتمائه القومي العروبي، وبتراثنا العربي الإسلامي الخالد، ونشاطه الدؤوب المفعم من أجل السلام والتعايش على أساس الكرامة والاحترام المتبادل والمساواة التامة الحقة والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته الوطنية المستقلة.

وكان لي الشرف الكبير بالتعرف على أبي فكري حين قام بزيارتي قبل سنوات عديدة في بيتي بمصمص، مع الرفيقين نايف سليم وغالب سيف.

وما يميز أبو فكري خلقه ورزانته وتواضعه الإنساني الجم، وشجاعته في طرح مواقفه بكل وضوح ولباقة وإقناع، ودون تأتأة أو غمغمة.

ولأبي فكري مجموعة من الإصدارات والمؤلفات منها:” الشهيد كمال جنبلاط، ألف شخصية عربية، رسالة إلى قداسة البابا من الشيخ محمد أبي شقرا، ورواية ميشيل عزرا سفرا وأبناؤه (أمنون شموس)مترجمة من العبرية للعربية، المحاولة الثانية (قصص)، معالم بلدنا (قصص للأطفال)، حكايات قروية، شخصيات من الجليل (بالعبرية)، حكايات للصغار، وجناح الأم بيلم، طبق مشكل عربي، في حرش كرملي، صفد في عهد الانتداب، وبيادر قروية”.

وفي كتاباته يعكس أديبنا نمر محمد نمر الموروث الشعبي التراثي الحضاري لأبناء شعبنا العربي الفلسطيني. وفي قصصه يتناول موضوعات اجتماعية وسياسية حساسة للغاية، ويطرح محاور وأجندة عن الصراع العربي الاسرائيلي، ويجري مقارنات بين المجتمعين العربي واليهودي.

وتطفو على كتاباته روح السجع والبيان والبلاغة في انتقاء الكلمات والجمل ووحدة المعاني والنص.

وفي كتابه “طبق مشكل عربي” يقدم لنا تشكيلة مختارة شهية وطيبة المذاق، تنم عن فكر وذوق راقٍ، من انتاج اثنين وعشرين كاتبًا وشاعرًا من البلاد العربية.

ولعل ما اختتم به هذه اللمسة من الوفاء لأديبنا الأصيل نمر نمر، ما قاله فيه صديقنا الشاعر الراحل بروفيسور فاروق مواسي من كلمات صادقة ورائعة:

هذا النمر صال في حرفيش يصحبه الشمم

إذ جال خلقا صب في نهر القيم

كوفيّة بيضاء رمز وهي تزأر لا تهاب

بأصالة ظلت شبابا في شباب

 

أهديه خالص ودّي الغادي إليه

ليروح يبحث عن وفاء قد تكلل في الجبين

حرفيش فيها اخوة فيها الحنين

 

حييت فيهم عشق للأدب

ما زلت أذكرهم وقد جاءوا إلي

وفدوا شذا

ومن الجليل

في باقة الأزهار يحدونا الطرب

 

يا أيها النمر الجميل

إني سمعتك عندما صمتت رجال

نمرًا، وكنت الصوت لا تخشى الدجل

حييت منافحا او ذائدا

عنا، وهذا الشوك يوخزنا

فتحيله شوقا إلى ضوء الأمل

ألف تحية وباقة ورد وريحان للصديق الشيخ نمر محمد نمر( أبو فكري)، متمنيًا له عمرًا مديدًا وحياة مكللة بالصحة والعافية، مع دوام العطاء الأدبي والاجتماعي والوطني والنضالي.

 

 

[الرسالة مقتطعة]  عرض الرسالة بالكامل

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .