قبل أيام قليلة صدرت للكاتب المقدسي جميل السلحوت قصة للأطفال بعنوان “زغرودة ودماء” عن دار “إيلياء للنّشر والتوزيع” في أبو ديس القدس.
ذلك التناقض في عنوان القصة لافت للكبير قبل الصغير… وهي وإن جاءت بلغة بسيطة وبحلة طفولية توجه رسالتها للأهالي، فهم من يحتفون بنجاح أبنائهم وهم من يغدقون الأموال على شراء المفرقعات، التي لا تضيف لفرحتهم شيئا.. عدا عمّا تسببه المفرقعات في الأفراح من حوادث أليمة.. كما جاء في هذه القصة.
فالأمّ التي تودّ التعبير عن فرحتها بنجاح ابنها، تطلب من ابنها الصغير الذي لم يتجاوز التاسعة من عمره إطلاق المفرقعات ابتهاجا بنجاح أخيه، دون أن تدرك ما في ذلك من خطورة عليه.. وكأن الفرحة أنستها أمومتها وأنستها حرصها الشديد على أبنائها.. ثمّ تكون الفاجعة ..فالصغير ابن التاسعة بترت أصابعه الثلاثة.. ونطق عبارته التي أدمت القلوب جميعا “هل ستنبتُ لي أصابع جديدة؟”‘
ونرى أن العائلة التي غمرها الفرح ذلك النهار لوهلة أمضت ليلتها في المشفى ما بين حزن وبكاء وقلوب كسيرة دون جبيرة.
أتمنى أن يعتبر الكبار من هذه القصة.. فكثيرا ما انقلبت أفراحنا أتراحا نتيجة للجهل وعدم المسؤولية والمباهاة والتقليد الأعمى… ونحن في ظروفنا وما نعانيه اشدّ ما نكون للسعادة والفرح.
وأودّ أن أقول لنا من التراث الذي نعتز به الكثير الكثير من الأغاني والأهازيج المعبرة عن الفرح.. ليتنا نعود إليها فنحيي تراثنا الذي أوشك، أن يضيع أو يُنسى
في النهاية القصة تحمل رسالة تربوية توعوية موجهة للجميع.. أشكر الكاتب جميل السلحوت على إبداعه وطرحه لقضايانا الاجتماعيه التي قلّ تناولها…بأسلوبه السهل الممتنع وبلغته الشيقة.