كتب هادي زاهر:
نشر كاتب سعودي مقالا زعم فيه بأن المسجد الأقصى ليس في القدس وإنما يقع في منطقة تدعى الجعرانة بين بمدينة الطائف غربي المملكة، طبعا مثل هذا الادعاء لا يسرب أبدًا وإنما يندرج ضمن تهيئة الرأي العام العربي، او حتى صهينته، لتقبل عملية التطبيع، والحقيقة هي أن أنصار التطبيع ذهبوا بعيدًا، لينسجموا مع المتطرفين اليهود الذين ينفون إعجازية الإسراء ويزعمون بأن المسجد أقيم على أنقاض الهيكل، من هنا جاء زعمهم بأن مسرى الرسول (صلى الله عليه وسلم) هو الحائط الجنوبي المتبقي من الهيكل المزعوم وقد حاول في السابق البارون روتشلد وغيره شراء الحائط وفشلوا، وكانوا قد استعطفوا العثمانيين للسماح لهم بالصلاة مقابل حائط البراق فسمح لهم سليمان القانوني بالصلاة وقوفا فقط، وعندما تم احتلال القدس عام 67 قاموا بهدم 1012 بيتا واقعة قبالة المسجد.
وما هي الحقيقة، إن اعتقادهم بأن المسجد أقيم على أنقاض الهيكل دفعهم إلى العمل على تقدمة الدليل فاخذوا ينبشون تحت المسجد وكلفوا كبير علماء الآثار البروفيسور يسرائيل لفكنشنك للأشراف على عمل طاقم البحث وفي النهاية خرج بتقريره الذي يقول:
“إننا نبشنا في كل الاتجاهات وإلى العمق ولم نجد أي آثار للهيكل، ويبدو أننا لم نكن هنا أبدا”.
وهنا من نصدق؟ عالم الآثار الإسرائيلي أم الكاتب السعودي؟
شخصيا أصدق العالِم الإسرائيلي الذي يملك الاستقامة العلمية التي أثبتت كذب المؤسسة الإسرائيلية.
وحول التطبيع، أقول إن إسرائيل وجريا مع سياسة فرق تسد كانت قد فرضت التطبيع على أبناء الطائفة الدرزية وجندتهم ضمن جيشها، (طبعا هناك رفض ومقاومة من قبل عدة تنظيمات تعمل ضد هذا التجنيد ولا تحظى بالأغطية الإعلامية؟!!) تمامًا كما فرضت الولايات المتحدة على دول في الخليج التطبيع مع إسرائيل، ضد رغبة الشعب مما (أثمر) مزيدا من العدوان على شعبنا، من هدم بيوته ومصادرة أراضيه وزيادة في بناء المستوطنات والاعتداء على سوريا ولبنان، بدلا من أن يكون التطبيع فاتحة خير لسكان إسرائيل العرب ولأهلنا في أراضي التي احتلت في 67
وماذا كانت النتيجة من تطبيعها مع الدروز في إسرائيل، لقد حجبت الكثير من مستحقاتهم العائدة من الضرائب المختلفة وقامت بمصادرة أراضينا وعندما أردنا أن نتصدى لذلك دفعت بأولادنا الجنود لقمعنا، إنه منظر وواقع تراجيدي من الطراز الأول، أن يجد الأب الذي يريد أن يورث ابنه الأرض الذي ورثها عن والده، يقف أمام ابنه الذي أمر بقمع والده، هكذا هو الأمر، إسرائيل ليس لديها حدود أخلاقية تردها عن مبتغاها، وهي لا تشبع ولا تقنع أبدًا، إنها تريد البئر وغطائه وإذا أركبتها على الحمار مدت يدها إلى الخرج، يجدر بالدول العربية المطبعة أن تعرف الحقيقة وتستنتج من تجارب الآخرين في تعاملها مع هذا المحتل الجشع الذي يتحدث بأجمل الكلمات عندما يريد أن ينال غرضه منك، وما أن يحصل عليه حتى يركلك.