كتبها: سهيل مخول – البقيعة
بنيت القلعة على القمة الشرقية لكوكب الهوا التي ترتفع عن سطح البحر 312 متراً وترتفع عن غور الاردن الذي يقع شرقها 550 متر تقريباً . يعتقد بأن هذا المكان هو “يرموتا”، المذكور على نصب مصري قديم وُجد قرب مدينة بيسان، ويعود تاريخه إلى أواخر القرن الثالث عشر قبل الميلاد.
ويعتقد البعض أنها مقامة على أنقاض مدينة كنعانية تدعى “رمّا” أي الهضبة أو المرتفع. ثم بعد زوال حكم الكنعانيين أقام عليها يهود من سبط جلعاد قرية دعوها “كوخاف” أي النجم، لكن هذه القرية اليهودية تم تدميرها على يد الرومان الذين بنوا بقربها قلعة عرفت باسم “أغربينا” .
بنى الصليبيون هنا هذه القلعة وهي من أشهر قلاعهم وأمنعها، وسموها قلعة بلفوار
“Coquet Belvoir”
تشرف القلعة، شرقاً على وادي الأردن، و وتطل شمالاً على بحيرة طبرية. و جنوباً على بيسان.
حتى سنة 1168 كانت في المكان مزرعة لعائلة فرنسية في هذه السنة اشترى فرسان الإسـبتارية الفرنسيون المزرعة وبنوا القلعة على مساحة 12 ونم تقرياً.
أول خطوة قام بها الإسبتارية عند بناء هذه القلعة كانت حَفر الخندق المحيط بها، حيث استعملت الصخور المستخرجة منه لبناء القلعة. ويبلغ عمق الخندق 10 أمتار وعرضه 20 مترا، ينتهي من الداخل بأسوار القلعة التي ترتفع 10 أمتار إضافية. ويتم الوصول إلى القلعة من الجهة الغربية عبر جسر فوق الخندق الخارجي، والجسر قسمان، قسم حجري ثابت من الخارج، وقسم خشبي متحرك من الداخل يمكن رفعه وفصله عن القسم الآخر فيتعذر الوصول إلى القلعة. وبوابة القلعة مكونة من سبع بوابات، واحدة تلو الأخرى، وبعد العبور من البوابات السبع يضطر الداخل للانحراف بزاوية قائمة إلى اليمين للدخول إلى القلعة، مما يمـَكّن حماة القلعة من السيطرة التامة على الداخلين إليها.
بنيت القلعة سنة 1168 وسقطت سنة 1189 على يد صلاح الدين الايوبي،وكانت هذه القلعة من أقوى وأمنع القلاع الصليبية في فلسطين، فظلت صامدة حتى بعد سقوط القدس وعكا وحكم الصليبيين في المشرق كله، ولم تتمكن الجيوش الإسلامية من احتلالها إلا بعد معركة حطين بعامين.
بالقرب من القلعة كانت قرية كوكب الهوا الفسطيية، في سنة 1596 كان عدد سكانها 50 نسمة و في عام 1931 كان في القرية 220 شخصا (كلهم مسلمون) يعيشون في 46 بيتاً، وفي عام 1948 كان فيها 348 شخصا و 54 بيتا. لكوكب الهوا أراض مساحتها 9949 دونماً، منها 163 للطرق والوديان و 600 مزروعة بأشجار الزيتون، وتحيط بأراضيها أراضي قرى البشتاوية والبيرة وكفرا وجبول.
في شهر أيار سنة 1948 احتلت قوات جولاني القرية بعد معارك ضارية وجاء في إحدى المصادر ما يلي: “بان كلوب باشا قائد الجبهة الشرقية كلف الجيش العراقي بتحرير قلعة كوكب الهوا وهي منطقة وعرة ومرتفعة ونجح الجيش العراقي بتحريرها لفترة وجيزة ،واستشهد في المعركة نحو ثلاثين شهيداً من الجيش العراقي ومن اهل البلد”
بعد الاحتلال ازيلت كل معالم القرية قرية كوكب الهوا، وأصبحت اليوم حديقة وطنية .
المصدر:
- الموسوعة الحرة
- منشورات الحديقة الوطني كوكب الهوا
- د. مصلح كناعنة