–
( أجرى اللقاء : الشاعر والإعلامي الدكتور حاتم جوعيه – المغار – الجليل – فلسطين )
مقدمة وتعريف ( البطاقة الشّخصيَّة ) : الشاعرةُ والأديبةُ الشابَّةُ المبدعةُ والمتألقة ” ميساء موفق صِح ” من سكان مدينة عرابة البطوف – الجليل، متزوّجة وأم لأربعة اطفال ، أنهت دراستهَا الإبتدائيَّة والثانويّة في عرابة مسقط رأسها..وبعدها التحقت بكلية إعداد المعلمين بحيفا وأنهت فيها اللقب الأول البكالوريوس (b.a ) في موضوع اللغة العربيَّة وعملت في مهنة التدريس وأكملت بعد ذلك دراستها للقب الثاني ( m.a ) باللغة العربيَّة في نفس الكليّة .. وهي تعمل الآن مُدرِّسة في مدرسة حسين ياسين الإبتدائيَّة التي تعلمت فيها في المرحلة الإبتدائية .
وميساء شاعرة وأديبة قديرة ومبدعة كتبت وأبدعت في معظم المجالات الأدبية : الشعر القصَّة، المقالة والمسرحيّات وغيرها.. وأصدرت العديد من الكتب الأدبيَّة والدواوين الشعريَّة وقصص الأطفال .. واشتركت في الكثير من الندوات والأمسيات والمهرجانات الأدبيَّة والثقافيَّة المحليَّة وخارج البلاد …وقد تمَّ تكريمها من قبل العديد من المؤسّسات والهيئات…وقد أجريت معها هذا اللقاء الصحفي المطول والشائق في بيتها في مدينةعرابة البطوف.
سؤال1 ) متى بدأتِ تمارسين الكتابة الأدبيَّة (الشعر والنثر ) وكيف كانت بداياتكِ الأولى ومن الذي شجعك في بدايةِ المشوار وهل كانت هنالك عراقيل وصعوبات في البداية ومن أيَّة جهات ؟؟
– جواب 1 – ابتدأتُ بكتابة الشعر منذ أن كنتُ طفلةً صغيرة في الصف الثالث الإبتدائي ، كان هنالك في بيتنا ثلاثةُ دواوين شعريَّة وكنتُ أقرأها ليل نهار إلى أن حفظتها غيبا وهي ( لسميح القاسم وسعود الأسدي وشاعر المرأة نزار قباني) والدواوين ما زالت عندي وهي الدواوين التي أحضرتها أمي في جهاز العروس إلى بيتها ، وحينما تزوَّجتُ أنا أخذتها فيما يُسمّى جهاز العروس أيضا.
كان يقض مضجعي كلَّ ما أشهده حولي من مظاهر سيئة أو…فأحاولُ أن أغيرَ الأمور السلبيّة الموجودة في المجتمع إلى الافضل عبر كلماتي ، وذلك لأنني لم أكن أجرؤ بأن أغيِّرَها على أرض الواقع..، والكتابة بالنسبةِ لي تنفيس عن الذات وتفريغ الطاقات وتوصيل رسالة تهدف البناء .
وكأي إنسان يطمحُ بالتقدم كانت هنالك بعض العقبات ، ولكن بفضل شخصيَّتي القويَّة التي تربَّيتُ عليها وثقتي بنفسي لم أكترث بتاتا لكلِّ هذه العقبات ولم أرَهَا، وهي ما زالت موجودة إلى غاية اليوم ، ولكن هي لا ولم ولن تؤثِّر عليّ في يوم من الأيام وإنما أعتبرها المحرك نحو التقدم السريع. اسيرُ نحو تحقيق نفسي بقوَّة وعزم وصمود وإقدام، فالله يحبّ المؤمن القويّ فقد جاء في الحديث النبويّ الشريف” ان المؤمن القويَّ خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ” ولذلك عزمتُ على أن أسير بصمود وعزم.. والآيةُ القرآنيَّة تقولُ : ( وإذا عزمت فتوكّل على الله) .. وأنا دائما أتوكَّلُ وأتكلُ على الله واثقة بما منحني إيّاه من مواهب متعددة.
سؤال 2 ) المواضيع والقضايا التي تُعالجينها في كتابتك الشعريَّة والنثريَّة؟؟
– جواب 2 – من لا يحيا واقع شعبه ومجتمعه فهو يحيا غريبا في بلاده وأنا لست بغريبة بل أنا جزء لا يتجزّأ من بلادي ومجتمعي وأهلي وأضمّ بكلّمة أهلي الجميع على الإطلاق، اشعر إنني صاحبة رسالة سامية أقدِّمها للجميع على حدّ سواء ، ولذلك علي أن أعالج همومَ شعبي وأهلي ومجتمعي كافة فيما أكتب..لذلك لا اكتب عن موضوع محدد فكلُّ ما يقضُّ مضجعَ أيِّ طفل أو امرأة او رجل أو شيخ يقضُّ مضجعي ….مؤمنة أنني عبرَ كلماتي أستطيع أن أغيّرَ ولو القليل.. وأعرف أنَّ الكثيرَ من الأصدقاء يقرأون كلماتي لتزرعَ لهم أملا لغد مشرق، ولا أشعر بأنّني أحيا من أجل نفسي إنّما من أجل الجميع وذلك لما أراه من تأثير لكلماتي في نفوس الجميع ، لذلك فأنا أكتب في المواقف والمواضيع المتعدّدة، الإنسانيَّة والإجتماعيّة والوطنيَّة، أكتب عن الطفولة وعن المحبة والطبيعة والجمال والمستقبل المشرق .
سؤال 3 ) كم كتاب وديوان شعر أصدرتِ حتى الآن ؟؟
– جواب 3 – أصدرتُ حتى الآن أربعة دواوين شعرية ، وهي :
1 – سرّ الحياة ، سنة 2010
2 – فيض من الروح ، سنة 2017
3 – ترانيم الفجر ، سنة 2017
4- عربية هذي انا , سنة 2019
وأصدرتُ خمسة قصص للأطفال ، وهما :
5– قصة بعنوان : مفاجاة سعيدة ، 2017
6- قصة آدم والألعاب الالكترونية ، سنة 2017
7- قصة أبناء صفي لا يحبونني,سنة 2018
8- قصة اكتشفت شيئا ,سنة 2019
9-قصة مصابيح الامل,سنة 2020
10- كتبت الكثير من المسرحيّات والتمثيليّات التي تعالج قضايا يتمّ تناولها في المدراس
سؤال 5 ) التكريماتُ التي أقيمت لكِ والجوائز التي حصلت عليها ؟؟
– جواب 5 – هنالك الكثير من التكريمات التي أقيمت والجوائزالتي حصلت عليها تقديرا لعطائي وجهودي وانجازاتي الإبداعيّة المتواصلة ، مثل : تكريم الدكتورصلاح الجرار وزير الثقافة الأردني السابق ..حيث تمّ اختيار شاعر أو أديب من كلّ ِ دولة وأنا تمَّ اختياري وتكريمي كمندوبة عن الشعراء الفلسطينيين.
وتمَّ تكريمي أيضا في حفل تكريم المعلمين المميَّزين عام 2016 .. وقد كرَّموني في كليَّة أعداد المعلمين بمدينة سخنين إضافة لتكريمات عديدة ومختلفة على مستوى الوطن العربي.
سؤال 6 ) المهرجاناتُ والأمسيات الأدبيَّة التي شاركتِ فيها محليًا وخارج البلاد ؟؟
– جواب 6 – لقد شاركتُ في الكثير من الندوات والامسيات والمهرجانات الأدبيَّة والثقافيَّة فالداخل وخارج البلاد أيضا ، ومنها :
1- شاركتُ في مهرجان أدبي ثقافي كبير في جامعة بير زيت ..
2 – شاكتُ في طولكرم بمهرجان ثقافي كبير.
3 ) شارتُ في عسفيا ودالية الكرمل وحيفا وعكا وباقة وغيرها من بلداتنا العربيّة ضمن أمسيات عملت عليها مؤسّسات ومنتديات مختلفة في بلادنا ..
4)شاركت في الكثير من المحاضرات في الكلّيّات والمدارس .
5)وفي مهرجانات عديدة أخرى،مثل :مهرجانات على المستوى المحلي والعربي
6)شاركت في فعاليات خاصّة بالاتحاد العام للأدباء الفلسطينيّين الكرمل 48 كوني عضو إدارة في الاتحاد…وغيرها الكثير..
7) وقد شاركت خارج البلاد عدة مرات وذلك في الأردن في مهرجانات وأمسيات عديدة ..وتمَّت دعوتي لمصر ولم يتسنّى لي الذهاب والإشتراك ، وهنالك الكثير من الدعوات للمشاركة في أمسياتٍ محليَّة ولكنني أعتذرت في الفترة الأخيرة عن المشاركة فيها لأسباب وظروف خاصّة… ومن هنا أعتذرُ لجمهوري الذي يحبُّ سماعي ورؤيتي على منصّات عديدة ..وأعدهم انني سأشارك في ندوات وأمسيات قادمة إن نشاء الله ..
سؤال 7 ) ما رأيُكِ في مستوى النقد المحلي ومقارنة مع مستوى النقد خارج البلاد ؟؟
– جواب 7 – لدينا نقّاد يشار إليهم بالبنان وهذا يساهم في تقدُّم وتطوُّرالشاعر والأديب في مسيرته ..وهناك النقّاد الغير موضوعيّين أيضا
سؤال 8 ) رأيك بصراحة في ظاهرة الفوضى والتسيُّب الموجودة على الساحة الأدبيَّة وتكريم كلّ من هبَّ ودبّ وأشخاص بعيدين مسافة مليون سنة ضوئيَّة عن الأدب والثقافة والإبداع من قبل بعض المؤسَّسات والجمعيَّات، وفي نفس الوقت هذه الجمعيّات والمنتديات التسكيفيَّة تعتم على الشعراء والكتاب الكبار والعمالقة الوطنيين الشرفاء الملتزمين ؟؟ ؟؟
– جواب 8 – لا شكَّ أنَّ هذه الظاهرة موجودة منذ فترة ليست طويلة .. ومن المؤلم حقا أن يكرَّمَ من لا يستحقّ ، ولا يمكننا أن ننفي بأنَ هنالك العديد من الشعراء والأدباء الذين تمَّ تكريمهم باستحقاق .. ومن المؤسف جدا اننا شعب يكرمُ بعض من يستحقون التكريم هنا بعد رحيلهم ومماتهم وليس في حياتهم..ويا حبَّذا أن يكرم من يستحقُّ في حياته،وربَّما هذا الأمر يحفزُهُ على العطاء وعلى الإبداع بشكل أكبر وأشمل .
سؤال 9 ) رأيُكِ في الصَّحافةِ المحليَّةِ على أنواعِها ونزاهتها في تغطية الأخبار وفي تعاملها مع الشعراءِ والكتاب والفنانين والمبدعين المحليين ؟؟
جواب 9 – لا نستطيعُ أن نجزمَ أنَّ الصحافة المحليَّة جميعها عادلة وتفتح المجال وننشر حقًّا لكلِّ من يستحقُّ ، وأتوقّع أنّ هناك أمور خاصَّة ومحسوبيَّات ومصالح تؤثِّرُ في عمليّة النشر لدى البعض، ومتأكّدة أنّ الكلمات الصادقة والشاعريّة حقّا سرعان ما تصل حتّى لو لم تساهم الصحافة بإيصالها فهناك من الشعراء الذين لا يبالون بهذا الموضوع ولكنّ كتاباتهم تصل بسرعة البرق وتدخل قلب القارئ دون استئذان…
سؤال 10 ) حظُّكِ من الصَّحافةِ والإعلام وتغطية أخباركِ ونشاطاتكِ الأدبيَّة والثقافيَّة .. ومن من الصحفيين والإعلاميين المميزين الذين أجروا معك اللقاءات الصحفيَّة المطوَّلة ؟؟
– جواب 10 – لقد تمَّت دعوتي للمشاركة في العديد من اللقاءات عبر محطات تلفزيونيَّة المختلفة المحلّيّة والعالميّة وفي الإذاعات المحليَّة وعلى المستوى العربي أيضا بين كلِّ فترة وفترة ، مثل : تلفزيون هلا , تلفزيون مساواة وتلفزيون أضواء تلفزيون الأردن والتلفزيون الأردني الرافدين وغيرها….، وهنالك الكثير من المواقع المحليَّة والعالميَّة تنشر كتاباتي وقصائدي بشكل مستمر .. وبالإضافة لهذا اللقاء الهام الذي تجريه معي يا أستاذ حاتم .
سؤال 11 ) النقاد الذين كتبواعن إصادراتكَ الأدبية والشعريَّة ؟؟
– جواب 11 – لقد كتبَ عن إصداراتي الناقدُ والاديبُ الاستاذ محمد علي سعيد والشاعر والناقد الأردني ( محمد خالد النبالي ) والشاعر والاديب الدكتور علي الصِّح وأنت الأستاذ حاتم جوعيه والشاعر السوري جوزيف موسى إيليا وتمت دراسة قصائد عديدة لي في رسائل ماجستير وأطروحة دكتوراة… إضافة للكثير.. .
سؤال 12 ) رأيُكِ في مستوى الأدب المحلي ( الشعر والنثر ) .. إلى أين وصل أدبنا ..ومقارنة مع مستوى الأدب خارج البلاد ؟؟
– جواب 12- بالتأكيد لدينا مستوى جيد ، ولكن بنسب متفاوتة، وهنالك كتاب وشعراء مستواهم الإبداعي يُضاهي مستوى الشعراء والأدباء الكبار وفي الدول العربيَّة، محمود درويش وإميل حبيبي وغيرهم هم خير دليل، فقد عاشوا في هذا القرن وننتظر أمثالهم ونؤمن بطاقات هائلة وقدرات إبداعيّة لدى أبناء شعبنا .
سؤال ) الأماكن التي تُحبِّين أن تكوني موجودة فيها دائما ؟؟
– جواب – كلِّ مكان هو عبارة عن منصَّةٍ للعطاء أكون سعيدةً بوجودي فيه حيث أسعدُ بوجودي أمام جمهوري ألقي الشعر، وأسعدُ بوجودي في المدرسة أعطي وأعلمُ طلابي القيمَ والمبادىء قبل العلوم والمواد الموضوعة في المنهج الدراسي..وأسعدُ بوجودي في البيت بين أبنائي وأمنحهم الحنان فأشعرُ أنني وُلِدتُ من جديد من أجل العطاء وقد اختارني اللهُ لأحققَ السعادة للآخرين وهذا من فضلهِ تعالى. فالحمد لله أولا واخيرا على محبَّةِ الآخرين لي وعلى سعادتي في كلِّ الأماكن التي اقدِّمُ وأمنح بها كلَّ شيء إيجابي وحسن وفيه منفعة وخير للمجتمع .
سؤال ) هل تعتبرين أنَّ مسألةَ الجمال الخارجي قد تؤثِّرُ على مسيرة الشاعر والأديب ؟؟
– جواب – قبل كلَّ شيىء أنا مؤمنة أن الجمال هو جمال الروح ينبع من داخل القلب . الجمال هو جمال العقل والفكر الذي يمَكّنُ حتى الضرير بأن يراهُ ..أي يشعر به . جمالُ الروح هو ما جعلني أدخل قلوب الألوف الذين باتوا كعائلةٍ لي أكنُّ لهم كلَّ المودَّة والتقدير، وأخيرا ليس الجمال بأثواب تزيننا عن الجمال جمال العلم والأدب…وترى الرجل النحيف فتزدريه وفي أثوابه أسد مزير .
*سؤال ) لماذا إخترتِ في دراستكِ لأطروحة الدكتوراة موضوع : تطوير المناهج وأساليب تدريس اللغة العربيّة ؟؟
– جواب – لقد فكرتُ مليًّا لكوني شاعرة وأحبُّ الشعرَ والنقد قبل التحاقي في موضوع ومجال دراسة اللغة العربيَّة والأدب العربي.. هل أدرس فيما يرتبط بطلابنا وفلذات أكبادنا الذين إذا ما غيَّرنا فيهم فإننا نُغيّر في المجتمع للأفضل أم في مجال الشعر والنقد؟!..فوجدتُ انَّ العملَ في مجال المناهج وأساليب التدريس عبارة عن رسالة سامية استطيعُ من خلالِها أن أغيّرَ في المجتمع بصورة أفضل ..إضافةً إلى أن هنالك علاقة خاصة تربطني مع طلابي . ولهذا أنا كتبتُ العديدَ من القصص للأطفال وقصائد ومسرحيَّات للأطفال .
سؤال ) لماذا أكملتِ أنتِ دراستكِ لمرحلةِ الدكتوراة في الأردن ولم تكمليها هنا في البلاد !!؟؟
– جواب – بعد بحثي في مجال دراستي وهو تطويرالمناهج وأساليب التدريس واطلاعي على مستوى الجامعات في تدريس الموضوع قرَّرتُ أن ألتحقَ بجامعة اليرموك في الأردن لكونها جامعة عريقة ، وخاصة في هذا المجال…وأيضا الجامعات والكليَّات في البلاد مستواها عالٍ. .ولكنني أحببتُ أن أكملَ دراستي هناك .
سؤال ) رأيُكِ في مستوى تدريس اللغةِ العربيَّةِ في المدارس والجامعاتِ في الداخل ( في بلادنا داخل إسرائيل ) ؟؟
– جواب 4 – موضوعُ اللغةِ العربيَّة وجميع المواضيع تُدرَّسُ بناء على الأهدافِ التدريسيَّةِ التي تسبقها أهدافٌ تعليميَّة والتي تسبقهُا أهدافٌ عامَّة ..الأهدافُ العامَّة يتمُّ وضعُها من قبل المسؤولين في وزارةِ المعارف وفقا لفلسفة الدولة والمجتمع ، وهي لا تتلاءمُ مع الأهدافِ العامةِ للعرب في الداخل ولا تحلُّ مشاكلهم الخاصَّة ..حيثُ يجبُ على المنهاج الدراسي أن يعالجَ مشاكلَ المجتمع وقضاياه الهامَّة. ومن هنا فإنَّ ما يُدرَّسُ داخل الصفوف التعليميَّة في المدارس لا يتلاءمُ مع احتياجات طلابنا ولا يفي بالغرض المنشود لنهضتنا وتقدُّمنا ولغرسِ القيم التي يجب أن تُغرس ..ولنبذ الظواهر السلبيَّة والسيِّئة التي يجب أن تعالج بالشكل الصحيح والحكيم .. وهذا سبب من الأسباب التي جعلتني أرغب بدراسة هذا الموضوع أيضا .
لا ننسى أنَّه يوجد منهاج خفي يؤثرُ في كلِّ ما يحدثُ داخل الصفوف التعليميَّة ممَّا يؤدَّي إلى فجوةٍ عارمةٍ بين المنهاج الرَّسمي والمنهاج الواقعي . ومن هنا يجبُ التحكُّمُ في المنهاج الخفيِّ لنقللَ الفجوةَ ما بين التي قد تصب إلى حد التناقظ بين ما يحدث على أرض الواقع في الصفوف التعليمية وبين المنهاج الرسمي وذلك باستخدام أساليب وطرق التدريس المختلفة ومعالجة مشاكل المجتمع .
*سؤال 5) أنتِ قبلَ فترةٍ قصيرةٍ بدأتِ تعملين في تلفزيون ( هلا ) المحلِّي وتقدِّمين برنامجًا ثقافيًّا ادبيًّا .. حبَّذا لو تُحدِّثيننا عن هذا البرنامج بتوسِّع ..وكيفَ وصلتِ إلى تلفزيون هلا ؟؟
– جواب 4 – إنَّ تقديمَ البرامج عبارة عن هوايةٍ من هواياتي المُتعدِّدة .وأنا كنتُ أمارسها عبر طلابي حيث كنتُ أدَرِّسُهُم وأعطيهم دورَ مقدِّمِ البرنامج والضيف .. والآن أنا أمارسها بنفسي ونجحتُ فيها لأني أحبُّ هذا المجال .. ولطالما كنتُ أنتظر هذه الفرصة متيقنةً أنها قادمة .. فبعد أن دُعيتُ لإجراءِ مقابلاتٍ ومشاركتي كضيفة في التلفزيون عُرضَ عليَّ العمل في هذا التلفزيون..وسعيدة طبعا بشهاداتٍ أسمعُها بشكل يومي ممَّا يزيدني دافعية وحماسا للعمل . والجديرُ بالذكر ان تلفزيون هلا هو تلفزيون عريق ويصلُ إلى قلوبنا جميعا ويصلُ إلى كل بيت .ولذلك فيسعدني جدا وفخر وشرف لي بأن أعملَ في هذا الصرح الإعلامي الراقي.
وهدفُ البرنامج هو الإطلاع على خيرة الناجحين والمبدعين في مجتمعنا للتعلم منهم ولإثراء ودعم المشد الأدبي في الداخل وفي المجتمع كافة والرجوع بالفائدة على الجميع. وكذلك من المهم جدا دعم المواهب الجديدة حتى ترتقي لينعكسَ هذا على مجتمعنا كافة
*سؤال5 ) هل لإلقاءِ الشعر وجمالِ الصَّوت والأداء تأثيرٌ مُباشرعلى نجاح الشَّاعر؟؟
– جواب – بالطبع لا نستطيعُ أن ننكرَ بأنَّ لهذا التأثيرالكبير في نجاح الشاعر .. ولكن هنالك أساس يجب أن ننطلقَ منه وهو القصيدة ومستواها وما تحملهُ من معان وجماليَّات وأبعادٍ أساسيَّة وغيرها وأثرها في نفس ووجدان المُتلقّي .
وبالنسبة لي شخصيًّا أنا أعتبرُ الإلقاءَ هو موهبة ربَّانيَّة حيث تدرَّبتُ عليهِ منذ أن كنتُ طفلةً صغيرة . وأرى انهُ لا فائدة للعلم والمعرفة بدون نقلهِ للآخرين ، ولهذا فقد سعيتُ وأسعى دائما من أجلِ تعلُّيم وتدريب طلابنا كيفيَّة الإلقاء السليم والراقي .. وأيضا كيفيَّة بناء خطاب يُؤثِّرُ في نفوس الناس والمجتمع ..واستخدام لغة الجسد المناسبة والحركات التعبيريَّة.. وأرى أنّ هذا واجبٌ عليَّ بأن أقومَ بهِ لأنّ الله وهبني ايَّاهُ.
سؤال 15 ) طموحاتُكِ ومشاريعُكِ للمستقبلِ ؟
– جواب – أنا مؤمنة انَّ الفكرة هي بداية تحقيق الحلم ،وأشعرُ انني متجددة الأفكار دوما ،في كلِّ يوم أحلمُ بتحقيق فكرة معيّنة ، ولأنني أؤمنُ ( تفاءلوا بالخير تجدوهُ ) حيث أحقق أفضلَ من تلك الفكرة التي صورتها كحلم ، ولذلك قررت بأن لا أحجزَ أحلامي أو مشاريعي بفكرة معيَّنة . ولكنني أنتظرُ بأن يتحقق الكثير الكثير أكثر حتّى مما أتوقع وهذا ما يحدث دوما إذ ما تفاءلنا واتّكلنا على الله.وجاء في الإنجيل:( ألقِ على الرَّبِّ همَّكَ فهو يعولُكَ) ..لا أدري ماذا يحمل لي الغد ولكني أتمنى بأن أجد من أساعده بكلمة أو بعمل أو بعلم أو رسالة لتنعكس سعادته في قلبي فلا سعادة بدون العطاء
سؤال 16 ) كلمةٌ أخيرة تحبين أن تقوليها في نهاية هذا اللقاء ؟؟
– جواب 16 – أتمنى من كلِّ صاحب رسالة أن يقدِّمَها على أحسن وجهٍ .. وأتمنّى قبل أن يتحقق السلام الشامل والعادل والعام بين الدول بأن يتحققَ السلامُ الداخلي بكلّ شخص، السلام في داخلنا وفي قلوبنا . وأتمنّى أن نحبَّ بعضنا بعضا بعيدا عن الأحقاد والعنف بأنواعه،، وأن نجرّب طعمَ السعادة التي لا تأتي إلا من العطاء …من البناء، من التضحية ..لا من الأخذ لأنَّ الأخذ يؤدِّي بنا إلى سعادة آنيَّة مؤقّتة سرعان ما تزول ، وأما العطاء بكافة أنواعهِ فيؤدِّي بنا إلى السعادة الروحيَّة التي لا تتركنا أبدا ..أتمنّى أن نفكّر في قيمة ما منحنا الله إياها ونشكره فقد منحنا الكثير الكثير، شعورنا بالامتنان لله يؤدّي بنا للسعادة التي هي بجوار الكثيرين منا لكنّهم لا يرونها ويبحثون عنها بعيدا ولن يجدوها ما داموا يبحثون عنها بعيدا.
أتمنّى أن لا تؤلمنا قضية فرديّة بل نتركها للباري فهو خير وكيل وإن كان لنا همّ بأن يكون همُّنا جماعيًّا وقضيّتنا إنسانيّة واحدة . أي بما معناه أن نحملَ هموم بعضُنا بعضا..وأن نحيا جميعنا من أجل تحقيق فكرة، وعندما نتعاونُ ونكونُ حقا مع بعضنا البعض كما ينبغي حينها سنحقق الكثير ..
وأخيرا وليس آخرا أشكركَ على هذا اللقاء الممتع.