تُقبِلُ أنفاسُ زيتونِ
“الطّوَّال”
و”أبو خير”
و”المـــُصرارة”
و”اغبار”
هاشَّةً باشَّةً
تتراقصُ محمولةً
بسواعدِ فجرِنا المتلألئة
بندى أيّار
فرحةً بالزّرزور
يخبّئُ حبَّهُ في قلبِها
متحمّلًا أعباءَ
الأسفار
***
رقصةُ عروسٍ
تمتّعت بحمّامها
وسطَ أغاني الخليلات
السّعيدات
اللّواتي أفقدْنَ
شباط
رشدَه
فبكى وهو يضحك
وضحكَ وهو يبكي
فتيقَّنَ من جنونِهِ
جارُهُ
آذار
وجَدّي يطردُ بفأسِهِ
وحميّةِ بأسِهِ
من حولِ فستانِكِ
الشّفّاف
المكلّلِ بالعفاف
عيونَ الشّبابِ الطّائشة
وفضولَ
الصِّغار
***
تعطّرتِ العروسُ
وأكثرتْ
وتفتّحَ العطرُ
في نيسانَ
ألوانًا تزهو على وجوهِ
الأزهار
يناجي أسرابَ الزّرازير
تحملُ من عريسِها
المنتظر
أجملَ الأسرار
وفي كلِّ أيّار
كان جدّي يذبحُ عامًا
قِرًى لأيّامِهِ
لآخرِ المشوار
***
شابت عروستُنا
وهي شابّةٌ
وتشبّبت
وهي شائبة
وكلّما هاجرَ الزّرزورُ منها
زقزقَ في عليائِه
بأفراحِها
مودّعًا جدّي
وكلّما عادَ إليها
رقصَ على غنائِها
فاردًا جناحيهِ
يُحيّي والدي
ويعانقُ
خُضرةَ
الانتظار