من المحراث الفلسطيني إلى البندقية الإسرائيلية، الصادر في بيروت عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية هادي زاهر فتحت حاسوبي ذات يوم وإذا برسالة تثني على مواقفي من شخص يدعى امير خنيفس، تواصلت معه ، فاعلمني بأنه يُعد أطروحة الدكتوراه في لندن، وتكونت بيننا صداقة وأخذنا نتبادل وجهات النظر، والحقيقة هي إني انبهرت من مدى غيرته على مصلحة أهلنا. وذات يوم التقيت بأحد الأصدقاء من مدينة شفاعمرو فقلت له بأن هناك شابًا من مدينتك يدعى أمير خنيفس سيعود قريبا ويسهم إسهاما كبيرًا في دفع وضعنا الى الأمام.. ضحك صديقي وقال لي: إن لهذا الشخص يوجد دور وظيفي محدد وهو ذهب ليعود بعد فترة كمحترف سياسي، سوف يتراخى في مواقفه رويدًا رويدًا كلما اقتربت عودته ليستقر في حزب العمل، وهو كمن يقف في أعلى السحسلية المتواجدة على شاطئ ليتسحسل مستقرًا في البركة المتواجدة في أسفل السحسلية. قلت لصديقي: يا لهذا الخيال الذي تملكه من غرابة، ان عليك ان تتخلص من نمطية التفكير القديم ونظرية المؤامرة، فأجابني بقول طرفة بن العبد: ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً ويأتيك بالأخبار من لم تزود وجرى حوارا حامي الوطيس بيني وبين صديقي، وقلت له: أنك تتجنى وانصرفت بعد ان تكهربت صداقتنا. ومرت الأيام إذا بالأخ امير يُسوق حزب العمل، هذا الحزب اللعين الذي سلب ونهب وقتل وأبدع في ارتكاب الموبقات، هذا الحزب المحتال، المدرسة التي تخرج منه كل المجرمين والذي يمكن تلخيص ممارساته ب المثل الشعبي القائل: ” اللسان يمدح واليد تذبح” وهنا أقول للأخ أمير بصراحة مطلقة مع بالغ محبتي له: لن يعفيك دعمك لهذا الحزب وان انتهجت في تسويقه ثيابًا تقدمية، عليك أولا أن تنسحب من هذا الحزب لتكتسب مصدقتيك. ومن هنا انطلق، خاصة بعد التهجمات على طيّب الذكر المرحوم البروفيسور قيس فرو والذي رفع اسمنا عاليًا في الاكاديمية العالمية، لقد أزعج امير وغيره ممن يدورون في فلك الأحزاب الصهيونية كشف الحقائق التي أظهرها البروفيسور في كتابة “الدروز في زمن الغفلة” وأزعجهم صدور الكتاب في بيروت على يد مؤسسة ثقافية فلسطينية. ازعجه ازدياد الوعي وافتخار شباب درزي بالانتماء القومي والفلسطيني فوصفهم بـالقومجين.. وكآن الدنيا وفقًا لأهوائه، او انه آلة القياس التي يستطيع بواسطتها تصنيف الناس؟ ثم ماذا نحن في الحقيقة؟ صهاينة؟ هل الصهيونية تراك بعد ان تنتهي مهمتك، إن لم تضع القنبلة المفخخة في سيارة رئيس بلدية في الاراض المحتلة وترسلك لتفكيكها، او ان تتركك تنزف حتى الموت في “قبر يوسف” بالقرب من مدينة نابلس وفي أحسن الحالات تضعك على الرف كما رأينا في قانون كامينتس وقانون القومية، وهنا أقول لك، إن محاربتك لقانون القومية ضمن هذا الحزب ما هي ألا مهزلة وعليها شهود، مهما بالغت في إظهار حماسك عبر وسائل التواصل، إن الامتحان الحقيقي هو ان تكون مع شعبك ليس إلا. وأتذكر في هذا السياق الشيخ أبي حيدر من قرية يركا، عندما أراد بعض المشايخ اقصاءه، قال لهم:” شو كل اللي في الجنة مباي”.
لم اشأ في البداية التطرق للكتاب واردت ترك الأمر للمؤرخين ولكن الأخ امير تخطى ما هو مقبول وتمادى عندما ألقى محاضرة في ” نادي المنزول للمسنين” في قرية عسفيا حين وصف البروفيسور بالسطحية؟! ويطرح السؤال، هل قدمت حضرتك ما قدمه البروفيسور قيس الذي وصفت الاكاديمية البريطانية أحد كتبه كواحد من أفضل 5 كتب صدرت حول الشرق الأوسط، بالإضافة لعدة ابحاث كتبها بعدة لغات وعشرات المقالات العلمية التي عمت مختلف المجلات العلمية في العالم.
فهل أثارك الحسد.. هل تتهجم على الكبار كي يعتقد البعض بانك أحدهم.. هل تكسر مزراب عين البلد كي ينتبه الناس إليك، ام انك لم تستطع أن تطول قطف العنب فزعمت أنه حصرما؟! ثم هل تعلم بان أجهزة الظلام استدعته للتحقيق بعد ان صرح بان الحرب الكونية على سوريا ستستمر عقد من الزمن في حين ان الأجهزة المذكورة قالت ان النظام هناك سيستمر كحد اقصى مدة شهر. وهذا ينطبق مع أولاد جدك صالح، اذكر منهم فرج الذي أراد تعزيز الانتماء القومي للدروز فأصدر كتابه” الدروز والثورة” والذي سجن بسبب نضاله حوالي العامين، وابنه الذي هو عضوا في المبادرة العربية الدرزية التي تناضل ضد المظالم التي تتعرض لها الطائفة الدرزية. والجريمة التي اقترفتها تتلخص بقولك بان قيس أراد ان يصفي حساباته مع الشيخ لبيب معتقدا بأن قولك هذا يدغدغ مشاعر ابنه الشيخ حسين أبو ركن ، الإنسان الراقي والمثقف الذي لا تلعب عنده مثل هذه الالاعيب فالشيخ أبي مزيد يدرك كغيره موقف والده حين صعد إلى الباص واقنع عدد من سكان عسفيا المسيحيين بعدم الهجرة إلى لبنان والبقاء في بيوتهم، خاتما قوله الذي ما زال يرن في أذان المواطنين: “اللي بصير فينا بصير فيكم”. وبذلك يكون قد استطاع أن يلعب على ” دوف هوز” و”آبا حوشي ” اللذان كانت مهمتهما في الحركة الصهيونية تهجير أهالي عسفيا ودالية الكرمل.. هل ازعجكم نشر هذه الحقيقة وغيرها، ومن ماسينا أنه اطلق على الشارع الرئيسي في عسفيا اسم من كان يخطط لتهجيرنا!. أخي العزيز امير لقد استعملت عبارات سوقية لا تليق بمقامك، أقول له بكل محبة: إن قولك ” إن قيس أراد تصفية حساباته مع الشيخ لبيب أبو ركن” يعبر عن نزق فكيف سمحت لنفسك بهذا الانزلاق، الا تعلم أيها (الأمير) بان تصفية الحسابات من صفات الهمج وعصابات العالم السفلي، فهل استاذنا الكبير من هؤلاء؟ ثم تدعي بانك صديقه، اي صداقة هذه التي تجيز لك بمثل هذا الحديث؟.. عيب. وأخيرا اخي العزيز اطلب منك تقديم الاعتذار لأن الاعتراف بالخطأ ليس استصغارًا في شأن الذات كما يعتقد البسطاء، وإنما فضيلة.