على حينِ غرّةٍ
غالكَ الموت يا
أبا خالد
يا صاحب الذوق والخلق
والأدب
أيُّها الصالح في هذا الزمن
غير الصالح
الهادئ كسكونِ الليلِ
الحاد كالسكينِ
النقي كالماءِ
المتزن والعقلاني
الواقعي والحكيم
المتمرد على القهرِ
والظلمِ
والمحتلين
أيها الشيوعي العريق
والأصيل
الإنسان الإنسان
ملح الأرض
وبوصلة العمل الوطني
والثقافي
عاشق الحياة
المؤمن بالكلمة الوطنية
والثقافة الانسانية
والفكر التقدمي المتنوّر
يا نبض القصيدة وضوعها
وعبقها
يا منْ كنتَ تحمل غمام المطر
لتروي ظمأ وسغب الكادحين
المنغرسين في الوطن
فلماذا يا أديب
تركت ناصرتكَ ثكلى
وحزينة
هكذا دون ميعاد ؟!
ولماذا تركتَ مؤسسة زيّاد
للثقافة والابداع
التي صنتها كرمش العين ؟!
ستفتقدك مدينتك
التي طالما أحببت
وكنتَ من ملامحها
وامتدادها
ستفتقدك شوارعها
أزقتها وأحيائها
أسواقها ومقاهيها
وستفتقدك ساحات
وميادين الكفاح والنضال
وداعًا أيها العكاوي/ النصراوي
المسافر إلى البعثِ
وستُبعث في الندى
الصباحي
والزعتر الجليلي
والزيت الفلسطيني
وستظل في ذاكرة الوطن
وسجل الخالدين
ولكَ وللأرض
التي تحتضنك الآن
الوفاء الأبدي