بُكَائِية إلَى رُوحِ زَوْجَتِي لَمياء كَمَال إغْبَارِية فِي ذِكْرَاهَا الخَامِسَة
فِي الخامِسِ والعِشْرِينِ مِنْ حُزَيْرَانِ الحَزِيِنِ المَشُؤُومِ عَامَ 2015، أغمَضَت عَينيّهَا، لفَظَتْ أنفَاسَهَا الأخَيرَةِ، وارْتَقَتْ لِعليَاءِ السَمَاءِ، ” لَميَاء”، الزَوْجَة وَشريِكَة الحَيَاة، التِي شَارِكَتْنِيِ هُمُومهَا وأفرَاحهَا، وقَاسَمَتنِي حِلوْها ومُرّها، وبَادلَتنِي مَشَاعِرَ الحًبِّ الدَافِئَةِ بِالتَوَازِي. كانَتْ أعْظَم وأجْمَل اْمرَأة فِي عِيُونِي، وَأرَق إنسَانَة، وَزوجة صَالِحَة وَمُخْلَصَة، وَصَاحِبَة قَلْب طَيِّب، وَأمًا حَنَونَة.
فِي ذِكْرَاهَا الخَامِسَة أقُوُلُ فِيهَا :
طَيْفُكِ أمَامَ نَاظِري لا يُفارقني
وَصُورتكِ لا تَبْرَح خَيَالِي
حُبُّكِ متغلغلٌ فِي صَدْرِي
ومتأصِّلٌ فِي وَرِيِدِي وَشِرْيَانِي
وَفِي كُلِّ خَلايَاي الظَمْآى
حَاوَلْتُ كَثيِرًا أن أنْسَى وأتناسَى
وَحَاوَلْتُ أن أمسَحَ الأحْزَانَ
عَنْ وَجْهِي
وأتَجَاوَز عَذَابَ الفِرَاقِ
وإطْفَاء نَار الاشْتِياقِ
وَلَهِيب الْبِعَادِ
وأرْمِي شُجُونِي خَلْف
الأسْوَارِ وَالْجُدرَانِ
لَكِنْ عَبَثًا
الْجُرْحُ عَمِيقٌ
وَالْوجَعُ شَدِيدٌ
والدْمْعُ مُلازِمٌ
يَتَناثَرُ علَى الْخَديْنِ
فَكيْفَ أنسَى أيَامًا عِشْنَاهَا
مَعًا
وَلَياَلِي عِشْقٍ تَتُوقُ لَهَا
الْرُوحُ
وتَحِنُّ إليْها الْمَآقِي
وَالْعُيُوُن
فَمُنذُ رَحِيلكِ غَابَتْ
النجمَات
وَتَلاَشَى الفَرَحُ
وَرَغْم السِنِين التِي مرَّت
فأنتِ عِدّتي وَعَتَادِي
وَأيقُونَتِي الأغْلَى
يَا أمّ آلاء وَعَدَن
طَالَ الليْلُ عليَّ
وبَاتَ يسْكُنُ أنَاتِي
ويُمَزِقُ أضْلاَعِي
غَدوْتُ أكتوِي بِنَارِ الفِقْدَانِ
وأرتِلُ مَا كُنَّا تَبادَلَنَاهُ
مِنْ كَلِمَاتِ الحُبِّ والغَزَلِ
علَى شَبَابِيكِ الْرُوحِ البَاكيةِ
وأغُوصُ فِي الذكْرَى
وَحِكَايَاتِنا القَدِيمَةِ
فَيَا أيتُّهَا الكِنْعَانِية المُقِيمَة
فِي الوِجْدَانِ
المَوْتُ في عَيْنيّكِ وَطَنٌ
وَوَطَنِي فِي عَيْنْيّكِ بَشَائِرٌ