رقصة السّيف
لبس عباءة الدين، ترأس قومه لم يترك فرصة إلا تفاخر بها ببطولاته، حضر إلى دياره قاطع طريق مهدّدا متوعّدا، أعطاه كلّ ماله، حين طالبوه بتفسير، قال بخشوع وهو يطقطق بخرزات مسبحته: ما نقص مال من صدقة.
وثامنهم كلبهم
توعدوا بعضهم عبر “التواصل اﻹجتماعي” بالويل والثبور وعظائم اﻷمور، كانت تلك الليلة، ليلة حشد وإعداد من كلا الطرفين المتنازعين على قطعة أرض الجبل المقابل، ليلة عضّ اﻷصابع وكسر الرّؤوس، تسلحوا بكل أدوات القتل والقتال، توجّهوا في غلس الليل كلّ من طريق، يتهامسون ويتوعّدون بما أوتوا من غضب،هناك ربض لهم جنود الاحتلال، وكل من وصل صادروا سلاحه، وأمروه بالجلوس قرفصاء تحت تهديد السّلاح،أ لقى عليهم الضّابط موعظة مبطّنة، وأخبرهم أن هذه الأرض مصادرة وأنّها منطقة عسكرية مغلقة.
لفافة
كم اشتاق لها، وعدّ السّاعات للقائها، حين أفطر الصّائم، نظر اليها بشوق، شرب جرعة ماء، حملها وخرج بها إلى الشّرفة، قبّلها قبلة العاشق وهو يعلم أن آخر ذلك العشق هو الموت.
مرارة
سأل الطفل أباه المتصابي الذي كان على وشك الزّواج:
أبي لماذا شارباك أسودان مع أن كل شعر رأسك ابيض؟ انفجرت الضّحكة المّرة التي كانت الأمّ تكتمها بعد أن فقدت السّيطرة على مشاعرها المختنقة منذ زمن بعيد.
إخلاص
ذلك الشّاب الذي تاب وأناب، توجّه الى بيت الله ليحس بالطّمأنينة والرّاحة النّفسيّة، صلّى مع الجماعة، بكى واستغفر، ثمّ أسند ظهره إلى اسطوانة المسجد، أخذته سنة من النّوم.. فوجئ بسادن المسجد يركله في خاصرته صارخا اذهب ونم في بيتك، فالمسجد ليس فندقا للنوم.
شرف
تلك الشياطين التي كادت تفجر رأسه، وتتهمه بالجبن والعجز عن غسل العار الذي لحق بشرفه، هي نفسها التي تزوره في زنزانته كلّ ليلة، وتصمّ أذنيه بضحكاتها لبلاهته، واصفة أخته بأنّها بطهر المطر.