نظرة على ديوان” حصار العقول وقتل القلوب” للشاعر عمر رزوق الشامي يتيهُ بها ” الشّاعرُ” طوراً ويهتدي

( مع الاعتذار للشاعر طرفة بن العبد على الاقتباس والتغيير دون إذن).

عرفتُ شاعرنا منذ أيّام الدّراسة الثانوية وعضوية الشبيبة الشيوعية ، حيث كان وما زال متميّزاً بحسّه الوطني وصراحته مع حدّةِ طبعه أحياناً، الأمر الذي انعكس على أشعاره وأثّر في أسلوبه .

تشرّفتُ أن أكون أول من قرأ ديوانه الجديد :

” حصار العقول وقتل القلوب ”

أحسستُ في البداية أن شاعرنا فقد بوصلته وتاه في متاهات الأحداث التي تعصف بنا، ولكني سرعان ما اكتشفت أنّي أمام رسّام محترف استعمل جميع الألوان لإتمام رسمه، يتيه الناظر ويحتار في فهم أسلوب هذا الفنّان .

يبدأ الشاعر ديوانه بتبرئة نفسه وشعبه من النّكبة ويتنصّل من مسؤوليتها ويضع النقاط فوق وتحت الحروف ويشرح مسؤولية وتآمر الرّجعية العربية مع الحركة الصهيونية على شعبنا، ثم ينتقل ليصوّر لنا مشاعر اللاجئ وحنينه إلى الوطن، بعدها نخاله وصل إلى طريق مسدود وفقد بوصلته وأخذ يلوم بالظاهر – بأسلوب بليغ جداً – الضحايا أبناء غزّة ويحمّلهم مسؤولية موتهم أمام أداة الدّمار الصهيونية ، وبَعد تمعّن نفهم قصده ونعرف أن شاعرنا قد وضع القدس مركزاً لبوصلته ، فلا مجال للضّياع .

تمرّ أمامنا عبر قصائده أحداث الربيع ” الحريق العربي ” وصفقة القرن وخذلان حكّام العرب المتواصل لنا، لكنه يرى الأمل في مظاهرات اليمن ودمشق وبيروت دعماً لقضيتنا، فكان من الطبيعي أن يقف جانب هذه الشعوب ضد المؤامرات التي ضربت أوطانهم .

وفي النهاية يضع إصبعه على الجرح ويعطينا الدّواء، ما سبق محرقة الوطن العربي من حصار للعقل وشلّهِ عن التفكير وبعد موت العقول سَهُلَ عليهم قتل القلوب وما أسهل عمى البصر عن عمى القلوب والبصيرة، وللخروج من واقعنا الأسود يرى شاعرنا بصيص الأمل والنور في انتصارات حماة الدّيار رجال الجيش العربي السوري وحلفاؤه على الإرهاب والمجموعات الظّلامية وتوجيه البوصلة نحو القدس ومن كانت القدس بوصلته حتما لن يضيع .

 

دكتور محمد غضبان

أبوسنان

خونةٌ لِئام

للخائنينَ عداوةٌ وخصامُ

لبّوا نداءَ الاحتلال خِدامُ

صفةُ الخيانةِ قد بَدَتْ بوجوههم

فإلامَ تنظرُ تنطقُ الأزلامُ !

في عُرفهم فعلُ الجريمةِ جائزٌ

ما دامَ عرشٌ للرئيسِ سلامُ

ان كان قتلُ الأبرياءَ محلّلٌ

فتحُ المعابرِ مُنكرٌ وحرامُ

صهيونُ قال: قِفوا، أجابوا: أمركم

إن اقتداؤكَ يا يهودَ “قيامُ”

جعلوا الخيانةَ منهجاً حتى غَدَتْ

كلُّ السّطورِ نِعالها الأقلامُ

فالعينُ: عادٍ قد تمجّدَ إنّني

أخشى لحرفي أن يَرِدْه لئامُ

لكنّ عُذري أنْ يُشَنَّعَ فعلُهم

كي لا ينالَ الحقَّ منه ظلامُ

والميم: مضْحٌ (1) من يُشيعُ بأنّه

يأبى الرضوخً لربّهَ العلّامُ

سُئلَ الخؤونُ أتعرفوا مَن شيخكم

فيجيبُ سهواً: رابنا الحاخامُ

والياء: يبغون الحياة وما دروا

أن الحياة بنهجهم أوهامُ

واللام: لوم الحاقدين بغلّهم

نالوا الحقارةَ والعُلا قد لاموا

1 ) شانَ وعاب

 

عمر رزوق الشامي – أبو سنان

 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني .