زمن ليس عادياً
ليس طبيعياً، زمن أعادنا للمحاسبة الذاتية أعادنا لجلسات هنيه أعادنا لنفتح ملفات قديمة من عمر الزمن
وها هو يعيد صفاء الذهن
يعيد نقاء السريرة
يعيد ماضٍ كان الأجمل
يعيد برمجة العقل ويغربل ما به من شوائب
بعيد للطبيعة توازنها وجمالها الآخاذ يزيل غيوم سوداء وتلوث عكّر مزاج الطيور والحيوانات لتصبح السماء لازوردية أكثر
ها هو ينفض غبار المصانع التي علقت في طبقة الأوزون لتنفرج أسارير الصباح وينقي غبار اللقاح ويعيد ترنيمة الفجر الآتي
ها هو يعيد للبحر نسيمة وأمواجه الهادئة ويعيد الحياة المائية
ها هو يعيد بناء الأنسان من جديد
ها هو يعيد ترتيب الوقت
ها هو يعيد الهدوء والسكون للطبيعة فلا صوت إلا تغريد العصافير وخرير الماء المتدفق من الشلالات والسواقي والأنهر المتعرجة
ها هو يمر عبر الغابات الشائكة يتمتع بهواء عليل وأكسجين أكثر، يستمع لشدو البلابل وحفيف الأشجار ومغازلة الحساسين ودفئ شمس النهار
مر َزمن مذ بكى الكون معاملة الأنسان ،،مر زمن والطبيعة مهمشة حائرة عكّروا مزاج البحر وأصدافه ، قطعوا الأشجار الخضراء الباسقة فانتحب الطير واخفض جناح الحزن والأسى بفقدان أعشاشه والعبث ببيئته، فمن يعيد للأرض رونقها، ومن يساعدها على أعادة نشاطها وأستعادته
مرَ زمن ودخان المصانع يصعد ويصعد ليشوه معالم الجمال الكوني ..
مر زمن..
والبشر تحولت لهياكل تخلو من الرحمه والأحتواء
عقولها المادية سلخها عن واقعها كما ينسلخ الصخر عن الجبال في عمليات الطقوس المناخية المتقلبةَ
مر زمن..
والبيت يشتاق للمة الأهل حيطانه الدافئةَ تجلدت وأصابها الوجوم فمن كان يمنح الدفء تفرقوا ولم يعد الواحد يعرف الأخر غرباء رغم قربهم…
مر زمن…
والبسمة في وجه الفقير أنعدمت والنظرة لليتيم فُقدت والسؤال عن المريض بات في صوت الهاتف
مر زمن…
والأم لم تحتضن أبنها وتشبعه تقبيلا ولم تغدق محبتها عليه ولم تطعمه من حليبها الذي أُعد له ليكون غذاءً ودواءً في ذات الوقت
مر وقت..
ولم تجلس العائلة تتناقش وتتجادل وتضحك وتمزح وتمرح
وتحتوي بعضها بعضاً ولو في أيام العطل..
مر زمن..
لم ننظر لأنفسنا كما يجب ولا لمن حولنا قتلنا الجشع والطمع والعدو وراء المادة ونحن على علم أن المادة وسيلة وليست هدفاً وعلينا أن نكون منصفين في حقنا كبشر وحقنا كعمال لنبني أوطاننا ونحسّن أقتصادنا ونقوّي ثقتنا بأنفسنا
مر زمن..
ونحن نؤذي الطبيعة تلك الأم الحانية علينا في كل حالاتنا النفسية…
فشكراً أيها الفايروس شكرا كورونا لهذه الصحوة التي أيقظت سباتنا ،كم كنت عادلاً كم كنت رائعاً كم جعلت نظرتنا إيجابية. كم كنت منصفاً يا سيدي القاضي…
آمال قزل…