بقلم : نهاية كنعان- عرموش
مختلفٌ أنت يا صديقي عن هذا الواقع الذي نحياه بكل تناقضاته من صدق ونفاق . مختلف وأنت تقوم بتكريم المبدع وهو ما زال على قيد الحياة، ينبض على غير عادة، وخاصة لأننا وبشكل عام تعودنا على أسلوب التكريم وإعطاء القيمة وشد القامة عند الرحيل وشد الرحال نحو الموت !! أو ربما لا نعطيه حقه في كلتا الحالتين أيضاً. لأن النقد لأي عمل فني أدبي يأتي من باب العلاقات والمصالح الشخصية والشكلية التي نراها بكل أسف…
مختلفٌ في عطائك السخي، الذي لا يشبه أي عهد وزمان ، لتأتينا كريماً سخياً مجرداً من الأنا والمصالح والاهداف ، وقد تحولت إلى بطل الغوص في البحث عن الحقيقة لتضفي على المشهد الثقافي رونقاً يانعاً وخصباً وهو مازال على قيد الحياة بعكس غيرك! تفهمك وإدراكك وفكرك المستنير لم يذهب هباءً منثورا، في ظل هذا الضجيج من حب الأنا والنرجسية الصاخبة والسقيمة.. فأنت تخاطب دون مقابل.. وتخط الأسطر دون انتظار لأي تلميع لجوهرك.. لتكتفِ بكلمة شكر فقط، وتغنيك حينها كي تثري قلبك الناصع..
أما مليحك هذا الغير عادي لن يذوب ملحاً في البحر ويتلاشى بل سيضحي كنوزاً ولآلئاً تشع في ملامح صيتك وتفاصيل سمعتك..
يا صديقي انا أقرأ ما يجول في خواطرك، وأحتار في هذه البحار التي تسكن حضورك وغيابك… وأنت تلمع معادن غيرك وتصقلها من خلال وقتك، وأعصابك، وجيبك.. لتغرسها نخيلاً وزيتوناً وأزهاراً كي يفوح عبقها بين السنين وبين لحظاتها الحزينة!! أنت تصقل الحرف كي تجعله كياناً متكاملاً متناسقاً عائماً بين السطور والكلمات والفواصل والنقاط، تجذف أمواج التيه والضياع لتصنع منه سلاماً ووئاماً وعشقاً ليصبح القيمة والقامة والمكانة… وإن تم تهميشه بقصد أو دون قصد لتكون أنت رفيق المظلوم والمغيّب والمغمور والمطمور دون “مسح جوخ” لأي أحد! لكني أوصيك يا صاحب القلم الحر، والقيَم والمبادئ الصادقة بانتقاء الذين يكتبون نصوصهم من موهبتهم الحقة فعلاً، وقد بتنا نرى الكثير من الزيف والتسلق والعلاقات التي تسيء لسمعة الأدب بشكل خاص وعام أيضاً !!!
إليك كل محبتي وتقديري على هذا النقد القيّم بروائع فكرك المستنير الذي قمت بتقديمه هدية باهظة لديواني الجديد”عتبات الحنين” ولك مني أعطر التحيات وأرقاها وأجمل الامنيات وأصدقها لك بالصحة والرضا والإيمان والعطاء الدائم.
دمت ناقدا رائعاً وإنساناً مميزاً راقياً…
(طمرة)