بقلم: راوية خوري، مشروع “نكسر السقف الزجاجي، معًا”
للمرأة مكانتها في المجتمع وهي من تصنع تلك المكانة وترتقي بنفسها وثقافتها، عليها أن تكون حاضرة فكريًا اجتماعيُا وسياسيًا. أن المرأة تلعب أدواراً عدّه فهي الام الأخت الحبيبة الممرضة وغيرها…
تكافح المرأة وتجاهد حتى تصل إلى ما تصبو إلية لتحقيق ذاتها وكيانها ووجودها في المجتمع. فتكون عنصرًا مؤثرًا وفعالاً تدأب على فعل ما يميزها عن غيرها وتثبت قدراتها. هناك من ينظر الى المرأة على انّها ذات كيان محدود للأسف، وعلى الرغم اننا في القرن الواحد والعشرين إلا اننا مازلنا مجتمعًا ذكوريًا بامتياز يحد من قدرات المرأة وطموحها ويقمعها وينظر إليها على أنها مجرد غرض أو هدف معين، لا وألف لا فالمرأة لم تخلق فقط لتكون أماً وربة منزل فكما قال نابليون “أن المرأة التي تهز السرير بيسارها تهز العالم بيمينها “.
هذا يدل على أن للمرأة تأثير كبير جداً في شتى مجالات الحياة الاقتصادية الاجتماعية والسياسية، وهي قادرة على أن تقوم بأمور عدّة على خلاف الرجل.
هناك من يؤمن بها بدعمها يشجعها ويدفع بها نحو الامام، وهناك من الطرف الآخر من يقف لها بالمرصاد ليحبطها ويحد من طموحها.
الأسوأ من ذلك كله عندما تكون هذه العرقلة من نساء اخريات من بنات جنسها والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: لماذا تعادي المرأة، المرأة الناجحة وكيف تتجسد هذه الغيرة.
نجد هنا أننا بين نوعين من النساء
- المرأة المتحررة فكرياً ثقافياً اجتماعياً وسياسياً.
- المرأة العدوانية المعادية للنسوية التي تحمل بجوفها الحقد العنف الغيرة والغضب.
فالمرأة بغرورها وعنفوانها تستطيع أن تهدم تلك المرأة المثابرة التي عملت ومازالت تعمل على رسخ قواعدها وتحقيق طموحها على غرار الغيرة البناءة التي تسمو بالمرأة وتجعلها تحاول التمثيل بغيرها من النساء الناجحات والمبدعات فتسعى بكل طاقاتها للتفوق والتميز.
المرأة تحارب أي شخص من أجل البقاء والاستمرار فكيف أذا كانت من ترأسها امرأة آخرى، امرأة آخرى من جنسها لنا أن نتخيل ما يدور في ذهنها من أفكار جمّه محاولة الحصول والوصول إلى الأفضل وأن تحل مكانها الأخرى.
محاربة المرأة القابعة في المنزل التي تنظر الى المرأة العاملة وكأنها صفرة وراثية مهملة، بحجة أنه بخروجها إلى العمل فأنها تهمل واجباتها كأم جانياً وتحيد عائلتها وكأنهم ليسوا في سلّم أولوياتها وبهذه الحالة تكون المرأة منقوصة العرفان، لا تُشكر من قبل المجتمع ويعزون ذلك إلى كونها هي من اختارت هذا الدمج بين دورها كأم وخوض سوق العمل.
هذه الحرب الباردة التي تتمحور وتدور حول المرأة ويتم قصف جبهتها بها بطريقة غير مباشرة، تتمثل باغتيابها سراً والمراهنة على فشلها وعدم صمودها في مضمار العمل والتوفيق في كلا الامرين. تأتي هذه الغيرة في ضل التنافس الشديد في عالم الإناث على الدخول إلى سوق العمل بأوسع أبوابه. اختيار المرأة للمجال الذي تريده دون الاهتمام للضغوطات الاجتماعية التي تواجهها وتعاني منها هذا بحد ذاته تحدي وإصرار وتحرر من القيود الاجتماعية. أن غيرة النساء لمثلاتهن اللواتي يصلن إلى مراتب عالية وشعورهن بالغيرة وعدم دعمهن لها فمثلا، انخراط النساء في المجال السياسي وخاصة ما نشاهده اليوم على الساحة السياسة من انضمام نساء إلى الأحزاب العربية وخوض المعركة السياسية وعدم دعم النساء لهن بل على العكس تلمس الغيرة في حديثهن وعدم ايمانهن بقدارتهن ومقدرتهن على الصمود وتحقيق ما يطمحون إليه والصمود في هذا المضمار السياسي على الرغم من أن المرأة اثبتت نفسها في الدور القيادي. كيف للمرأة أن تكون هكذا؟ أن تساهم في عرقلة واثباط مسيرة نساء أخريات يحاولن وبجد الوصول إلى المبتغى.
بين التحدي والطموح بين الإصرار والرغبة ما بين الأنا والأخر تجد المرأة نفسها حائرة متمردة غاضبة وكأنها حبات قهوة تتحمص ونطحن ويضاف عليها الهيل لتحصل على اطيب رائحة وألذ نكهة.
عزيزتي المرأة توقفي للحظة وانظري أين انت ماذا تريدين إلى اين وصلت وإلى اين ستصلين.
انتفضي ثوري اغضبي كوني أنت كوني كالريشة والاعصار كوني برداً وسلاماً كوني ناراً وبركاً
كوني أنت.