كتبت خلود فوراني سرّية-
أقام نادي حيفا الثقافي يوم الخميس 20.02.2020 أمسية ثقافية مع الباحثة والشاعرة إيمان مصاروة، احتفاءً بكتابها ” تاريخ أدب السجون الفلسطيني “.
افتتح الأمسية مؤهلا بالحضور والمشاركين، رئيس النادي المحامي فؤاد مفيد نقارة. قدم شكره بعدها للمجلس الملي الأرثوذكسي الوطني- حيفا، لرعايته نشاطات النادي. ثم استعرض الأمسيات الثقافية القادمة في المشهد الثقافي داعيا لحضورها.
اعتلى المنصة بعد ذلك الشاعر أنور خير ليتولى إدارة الأمسية فكان له تقديم أنيق للمحتفى بها وإصدارها، مستهلا بقصيدة نظمها وألقاها على شرف الأمسية، تفاعل معها الحضور.
أشار بعدها إلى طبيعة هذا الأدب الذي يمس الانسان وتجربته الخاصة على مر العصور حتى سجل أدب الأسرى الفلسطيني المعاصر حضورا ملموسا ابتداء من فترة الانتداب ومرورا بنكبة فلسطين، فالنكسة والانتفاضة وتوقيع اتفاق أوسلو وقد أفرزت هذه الأحداث شعراء وأدباء فلسطينيين قدموا أروع أمثلة الأدب المقاوم.
ثم قدّم للفنان التشكيلي مبدّا ياسين من بلدة طمرة. حيث زينت أعماله الفنية الأمسية والمكان.
أما في باب المداخلات، فقد قدم د. محمد حمد مداخلة استهلها بذكره لبحث ودراسة سابقة بموضوع أدب السجون لد. لينا الشيخ حشمة وريادتها في البحث والكتابة بموضوع أدب السجون.
مشيرا إلى أن الكتاب الذي بين أيدينا طبعة معدلة لإصدار سابق وقد زادت الباحثة عليه أمورا جديدة مثل استعراض عدد كبير من الشعراء الذين كتبوا في أدب السجون، إضافة أدب الشهادة وأدب المذكرات وأدب الرسائل والدراسات النقدية.
هنالك أهمية للمقارنة بين المسودات وكيف ان النصوص تتطور، ومن خلال النقد التكويني يمكن تتبع سيرورة الكتابة والخرائط المفاهيمية للأفكار.
تبنت الباحثة منهجيات عديدة منها النقدي والاستقرائي التحليلي والتأريخي التسجيلي، واعتمدت الدراسة الميدانية وعددا من المقابلات النقدية وقامت بتوثيق رسائل وقصائد لم تنشر بعد.
الدراسة مرجع أساسي لكل من يرغب بدراسة أدب السجون وفيها قائمة بكم هائل من المصادر الأدبية التي كتبت خلال عدة عقود.
وأضاف، بحمل الكتاب رسالة وطنية في ظل الظروف الراهنة والتحديات التي يواجهها الشعب الفلسطيني.
يجدر بالذكر أن في الكتاب نصوصا شعرية لأسرى لم تصدر حتى الآن بمجموعة شعرية، كأشعار للشيخ رائد صلاح.
تلاه د. محمد سعيد الذي تطرق إلى مسيرة الباحثة مصاروة في الدراسات والتي ميزتها عن غيرها ممن كتب في الابداع، مثمّنا هذا العمل الجاد.
ومن خلال مكالمة هاتفية – لتعذّر حضوره – أكّد الباحث الأستاذ محمد عدنان بركات على أهمّية البحث الذي اعتمد على مصادر ووثائق كثيرة، في مرحلة نحن احوج لأن نصنف هذا الموروث الأدبي الذي عرفه العرب منذ القدم ليخص التاريخ الحديث بما يليق.
يجدر بالذكر أنه قرأت الطفلة الموهوبة روشان عدوان مجموعة من ومضاتها من ديوان “رمادي عمري”.
وفي الختام، قدمت الباحثة والشاعرة مصاروة كلمتها التي وصفت فيها تجربتها مع هذه الدراسة تحديدا، منوهة إلى أنه يشكل أدب الأسر وثيقة تاريخية ترصد أبرز الأحداث في مسيرة النصال الوطني، حيث تتماهى ذات الشاعر الأسير مع هموم الجماهير خارج الأسر، والذي عبر عن نبضهم رغم وجوده في الأسر حيث رسم طريقا للخلاص واصرّ على الحرية.
فتح بعدها باب النقاش أمام الحضور، وبالصور كان الختام.
أمسيتنا القادمة يوم الخميس 27.02.2020 مع د. نبيه القاسم وإشهار ” رحلة في غوايات الإبداع” و”نبيه القاسم، رائد النقد الواقعي الفلسطيني”.
بمشاركة د. رياض كامل، د. راوية جرجورة بربارة، د. صفا فرحات وعرافة الكاتب سهيل عطا الله.