ماذا تُرى قد جرى
معَ شعبي.. قد نامَ
بعد أن كنّا نوراً
عندما كان الناسُ
في عصورِ الظُلمةِ
ماذا جرى بعدَهمْ
إلا قلّة فينا
قدّمت فنّاً رفيعْ
أسألُ نفسي دوماً
ماذا قدّمنا عِلْماً
للعالمِ وللناسْ
غير مِحراثٍ وفاسْ
كل الناس قد سارتْ
قد فاقتنا قُدُما
أما أّمّتي فهيَ
سارعت الى الوراءْ
تُحسن فن الخُطَبْ
مِن على المنابرَ
تُحسن فنّ الدعاءْ
تُحسن مَضْغَ الكلامْ
تُتقن فنّ النّفاقْ
سُنّة على الآنامْ
تُتقن شيء واحدْ
“أكل الهوا والشرا”
لا خجَلَ..!! لا تهتمْ..!!
ماذا يجري أو جرى
تدفن الرأس في الرملْ
مِثْلها مِثْل النعامْ
“لا من شافَ أو درى”
يُبْصقُ في وجهها
لا تهتمْ !! لا تخجلْ !!
تحسبَهُ كالندى
كالقُطعانِ تُساقُ
للمرعى ثم للذبحْ
لا تهتز شعرةً
من كرامةٍ فيها
تمهطُ يدَ الجلادْ
شاكرةً فضلَهُ
أنه أبقى الأولادْ
تعْلمُ في سرّها
أن نهايتهمْ
مثل نهايتها
تُلقي ملامتها
فوق كاهل القدرْ
لا تبغي أن تؤمنَ
أنّ بإمكانها
تغيير مجرى الزمانْ
فالله خلقنا
أحراراً ليس عبيدْ
كي نحيى بعزةٍ
كي نحيى بعنفوانْ
كي نقف كالسدّ
كالسيف من الحديدْ
في وجه كلّ طغيانْ
أن نذود عِرضَنا
أن نحمي أرضَنا
أن نموت وقوفاً
كالجبال شموخاً
أن نموت أحراراً
لا أن نموت عبيد ْ