خلود فوراني سرية –
أقام نادي حيفا الثقافي مؤخرا أمسية ثقافية على شرف ” المنارة” جمعية لدعم أصحاب الإعاقات، تم فيها إشهار المجموعة القصصية ” بين الغمام” حكايات بقلم ذوي تحديات صادرة عن دار المنارة.
افتتح الأمسية مرحبا بالحضور والمشاركين في الأمسية الأولى لهذا العام رئيس النادي المحامي فؤاد مفيد نقارة، ثم قدم شكره للمجلس الملي الأرثوذكسي الوطني- حيفا، لدعمه أمسيات النادي كل خميس.
استعرض بعدها برامج الأمسيات القادمة داعيا الجميع لحضورها.
وفي لمسة وفاء، اعتلى المنصة الشاعر أنور خير قدم خلالها مرثية لصديقه الشاعر المرحوم مفيد قويقس في ذكرى مرور عام على وفاته. فكان إلقاؤه مؤثرا نابعا من شعور العرفان والوفاء لمن رحلوا.
تولت عرافة الأمسية باقتدار، الناشطة الثقافية والكاتبة رنا أبو حنا.
استهلت الأمسية بعرض فيلم قصير عن جمعية “المنارة” ومشاريعها التي هدفها الأساسي هو توعية المجتمع في احتواء أبنائه أصحاب الإعاقات. وقد تحدث مؤسس ومدير جمعية المنارة، المحامي عبّاس عبّاس عن الجمعية التي هي مشروع حياة بالنسبة له. كما أشرك الحضور بقصة نجاحه وصولا لجمعية ومكتبة المنارة وتطورها لتكون رافعة أولى لأصحاب التحديات أمثاله.
أما في باب المداخلات حول المجموعة القصصية فقد قدم د. صفا فرحات مداخلة بعد أن تناول تسمية المجموعة وعنوانها “بين الغمام” أنها أعمال أدبيّة، مهما كانت مسميّاتها، تستند على التّرميز والتّكثيف، وتعتمد على تقنيّات فنّ القصّة في كثير من الأحايين، وترتبط فيما بينها برباط الرّفض والقبول.
ويظهر الرّفض في تهرّب بعض أطياف المجتمع من ذوي الإعاقات وعدم تقبّلهم بين ظهرانيهم ، وقد يصل الأمر حدّ الفظاظة المصحوبة بالسّخرية والإحباط.
وفي الاتّكاء على نظريّة الأنساق الثّقافيّة، وفي محاولة تعرية المظاهر الاجتماعيّة واستكناه الشّخصيّة الثّقافيّة للأمّة، نجد عدم تقبّل مجتمعنا العربيّ لذوي الإعاقات، وظهر صارخا بأقسى درجاته، عندما جاء على لسان شريحة المتعلّمين، الّذين يفترض، أن يتعاملوا مع المختلف بعين التّعقّل والتّفهمّ والقبول، فنجدهم قد لبسوا رداء الرّفض، وهو أمر يشير إلى طريقة التّفكير تجاه بعض الأمور المغايرة، هذا مقابل نسق ثقافيّ لمجتمع آخر، ينطلق من ثقافة مغايرة، ترى في ذوي الإعاقات جزءا مكمّلا للمجتمع، يساهمون في تحصينه ورقيّه
أما د. رباب سرحان، فجاء في مداخلتها أن كل ما يطلبه ويريده صاحب التحديات أن يتقبله مجتمعه، أن يتعلم هذا المجتمع كيف يتقبل الآخر ويضمه ويحتويه. صاحب التحديات لا يريدنا أن ننظر إليه بعين الشفقة، بل أن نتحدث إليه ونتعامل معه كإنسان عادي. المطلوب منا أن نغير نظرتنا إلى الانسان صاحب الإعاقة، أن نتحرر من مفهومنا الخاطئ حول الإعاقة وذوي الإعاقة، وأن نؤمن بهم وبقدرتهم على النجاح والمساهمة الفعّالة في المجتمع فإذا فعلنا ذلك نكون قد أزلنا عنهم نصف المعاناة. أما من لا يملك القدرة على ذلك فهي الإعاقة بعينها التي تعيق تفكيره وتحدده وتكبله وتمنع انفتاحه وانطلاقه في كل مجالات الحياة.
بقي أن نذكر أنه زين الأمسية معرض لوحات فنية للفنانة التشكيلية مريان فرحات. فنانة يافعة تحلم بالعالمية.