كتب شاكر فريد حسن:
أقيمت يوم الجمعة الأخير في بلدة عرابة البطوف في الجليل، أمسية شعرية للشاعر البقيعي مروان مخول، بمناسبة صدور ديوانه الجديد، ودعيت للمشاركة في الأمسية فرقة محلية لتقديم عرض فني آخر، وحضر الأمسية المئات من الحضور الذي تفاعل مع كلمات الشاعر مخول، وانصتوا لإلقائه على وقع الموسيقى والرقص المرافق له.
وكالعادة لمن لا تروق لهم مثل هذه العروض والأمسيات الفنية التي يشارك فيها الشباب من الجنسين، فقد خرج الظلاميون المتعصبون المتشددون الاقصائيون، أعداء الحياة والجمال والنور والفرح، وأعداء الفن والثقافة والابداع والنور، ببيان تكفيري مسيء يهاجم الأمسية، تم توزيعه في البلدة، يصف عضوات الفرقة بانهن يرتدين لباسًا ” فاضحًا ” مخالفًا للموروثات والقيم المجتمعية والعادات والتقاليد وخادش للحياة العام ..!!
وفي حقيقة الأمر أن المشكلة غير متعلقة بالزي واللباس، وانما تنبع وتعود لفكر ظلامي متشدد وعقيم، وثقافة اقصاء على أساس منطلقات ومعتقدات جندرية، تمارسها بعض أوساط وقوى التعصب والانغلاق والتأسلم السياسي. وكنا شهدنا قبل فترة من الزمن الغاء عرض فني للفنان تامر نفار في أم الفحم وكابول. وهذه الممارسات والمسلكيات تدل على انغلاق فكري وعداء تاريخي للثقافة والمعرفة والتنوير والفكر التحرري.
ولكن الرد على هؤلاء الظلاميين المعادين لحرية الفكر والتعبير والرأي، جاء على لسان رئيس بلدية عرابة الأخ عمر نصار، الذي قال ” إن من يحمل آلة موسيقية لن يحمل آلة حادة، وإن من يمارس الرياضة لن يمارس العنف “، وهو رد واضح على للثقافة والفن مكانة في عرابة التي اعتادت على حرية التعبير والتعدد الفكري كالسياسي والثقافي والديني وغيره.
من حق أي فرد أو أي جهة في المجتمع أن تؤمن وتمارس قناعاتها الفكرية، ولكن أن تنصب نفسها وصية على الأخلاق العامة، وتمارس الاقصاء والتكفير، ومحاولة فرض معتقداتها وآرائها السياسية والفكرية بالقوة فمرفوض جملة وتفصيلًا.
علينا احترام التعددية ووجهات النظر المختلفة، حتى لو كنا نرفضها، فالحرية الفكرية هي أساس المجتمعات الحضارية الراقية، وبها تزدهر وتتطور وترقى.
فكيف لنا أن ننهض كشعب ما دامت ثقافتنا تخضع لقوانين ” العيب ” وما يرافقها من تكفير واقصاء ورجم، قد يؤدي ما لا تحمد عقباه من عنف وشجارات وإزهاق أروح، وتهديد للسلم الأهلي المجتمعي..؟!
الصور بلطف عن موقع كل العرب
إكتظت قاعة مركز محمود درويش الثقافي في عرابة بحضور الاهالي كباراً وصغاراً للمشاركة بالأمسية الشعرية “كاتاباز” للشاعر مروان مخول والتي نظمها بلدية عرابة، مركز محمود درويش الثقافي بالتعاون مع نادي أطياف النسائي وسلطة مكافحة الكحول والمخدرات.
أفتتحت الأمسية بكلمة ترحيبية من عريف الحفل الشاب دوخي طه شكر الحضور وكل من ساهم بنجاح الامسية حيث اكمل كلمته. أمسيتنا هذه تأتي كجزء بسيط من مسيرة تربويّة ثقافيّة تعصف في مدينتنا عرّابة في السنوات الأخيرة، البلد الذي لفظ العنف المستشريّ في مجتمعنا العربيّ وقرر السير بمسيرة الثقافة والفنّ.
وقد القى رئيس بلدية عرابه الأستاذ عمر واكد نصار كلمته تكلم عن مشاريع تطوير البنى التحتية في البلدة أكد أن هذا مهم جدا ولا مساومة فيه،وتابع بأن عملنا في سلطة ال محلية يجب ان لا يقتصر على ذلك فقط لاننا رفعنا منذ البداية ايضا شعار بناء الانسان وهذا لا يعني ان نهمل بناء الجدران ولكننا رأينا ان بناء الانسان اهم بكثير سيما ازاء ما وصلنا اليه من ظاهرة إنتشار العنف في مجتمعنا.