بالتعاون بين المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها في النقب والمركز العربي للتخطيط البديل مؤسسة شتيل، عقد في المركز الجماهيري تل السبع، مساء الثلاثاء 3.12.2019 مؤتمر “مواجهة مخططات الترحيل”، بمشاركة ممثلي اللجان الشعبية في القرى غير المعترف بها والعديد من النشطاء والمهنيين وممثلي الجمعيات الاهلية. ويأتي المؤتمر في ظل تداول المخطط الترانسفيري لإخلاء القرى غير المعترف بها ونقل سكانها الى ما يسمى بمناطق إسكان مؤقتة.
تولى عرافة المؤتمر مدير مؤسسة “شتيل” في النقب سلطان أبو عبيد. وفي كلمته قال رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها عطية الأعسم، ان هذه الفترة العصيبة بحاجة الى تعزيز وحدة الصف والعمل المشترك بين كافة الأطر والمؤسسات لمواجهة الأخطار والمخططات المتعددة التي تستهدف عرب النقب، وبذل جهود أكبر لمواجهة مخططات سلطة تهجير البدو التي تعمل على وضع المخططات لتهجير قرانا، والعمل مع المجلس الإقليمي بشكل دائم لتعزيز وحدة العمل.
أما د. حنا سويد رئيس المركز العربي للتخطيط البديل شدّد على أنّ تثبيت حق أبناء النقب العرب في قراهم وبلداتهم هو حق أساسي، كما لكل مواطن آخر في هذه البلاد، ونحن نواصل معًا النضال من اجل تثبيت هذه الحقوق.
ومن جانبه تحدث النائب سعيد الخرومي من القائمة المشتركة عن مخطط التهجير الذي يستهدف القرى غير المعترف بها، وعن النتائج الإيجابية التي حققها نضال أهل النقب بتحصيل الاعتراف للعديد من القرى، وضرورة الاستمرار بنهج الصمود والنضال من أجل الاعتراف ورفض كل مخططات التهجير.
وفي الجلسة الثانية تحدث معيقل الهواشلة، المركز الميداني للمجلس الاقليمي للقرى غير المعترف بها، مستعرضًا خرائط المخططات التي تستهدف هذه القرى مثل شارع رقم 6 وخطوط الكهرباء وسكك القطار. وتحدث ممثلو اللجان المحلية حسين الرفايعة ولباد أبو عفاش ود. كايد العثامين، حول تعزيز صمود الاهل في قراهم، وأهمية التنسيق بين كافة اللجان مع المجلس الإقليمي وعدم إتاحة المجال لما يسمى بسلطة البدو بدس مخططاتها والتفرد بكل قرية وكل مجموعة بإغراءات وهميّة. كما وأكدوا على أهمية إطلاق مبادرات التضامن والاحتجاج لدق ناقوس الخطر ضد مخططات التهجير والاقتلاع التي تستهدف عرب النقب.
وأدار شادي خليلية مدير المشاريع في المركز العربي للتخطيط البديل الجلسة الثالثة بعنوان “مخططات الترحيل: تفاصيل وأرقام”، مؤكدًا على أهمية التشبيك بين المؤسسات الأهلية وباقي الأطر الفاعلة في قضية النقب.
وخلال الجلسة عرض فارس أبو عبيّد من جمعية بمكوم، نماذج من المخططات التي يطلق عليها مسميات مختلفة كالمناطق العسكرية والطبيعة وغيرها التي تستهدف الوجود العربي في النقب. وتحدثت المحامية المتدربة عدن طاطور، من مركز عدالة عن مخطط “الكرفانات” وتأثيره على سكان القرى غير المعترف بها، ونقلهم إلى مبان متنقلة في مناطق غير مطورة ولا تلبي الاحتياجات الأساسية ما يحول هذه التجمعات إلى “مخيمات لاجئين.
ومن جانبه أكّد أمجد شبيطة، المدير العام المشارك لسيكوي، في مداخلته على أهمية العمل المهني لمؤسسات المجتمع المدني كرافعة للنضال الشعبي من أجل الاعتراف والتصدي لكافة المخططات الاقتلاعية في النقب. واستعرض شبيطة المشروع الذي تقوم عليه سيكوي بالتعاون مع المجلس الاقليمي للقرى غير المعترف بها لتوفير المزيد من الخدمات لسكان القرى غير المعترف بها في مجالات التعليم، المواصلات العامة والمياه.
وفي الجلسة الاختتامية تحدثت د. عناية بنا-جريس، المديرة لمهنية في المركز العربي للتخطيط البديل، حول أهمية اشراك الكوادر المحلية في طواقم العمل المهني لتعزيز نضال اهل النقب، مُشيرةً إلى ضرورة تجنيد السلطات المحلية لمواجهة مخطط “الكرفانات” الذي سيؤدي إلى أضرار جسيمة على التخطيط المستقبلي للبلدات القائمة المعترف بها، عدا عن كونه مخطّطًا تهجيريًّا ضد أهل القرى غير المعترف بها.
وأكد النائب سعيد الخرومي على متابعة التواصل مع رؤساء السلطات المحلية العربية في النقب لتحفيزهم على معارضة مخطط الترحيل المزعوم بشكل معلن، والعمل على إفشاله، وتنسيق الخطوات الاحتجاجية بالتعاون مع الأطر السياسية ولجنة التوجيه ولجنة المتابعة.
وقال عطية الاعسم في اختتام المؤتمر أن التوصية الأولى لهذا المؤتمر هي تعزيز صمود أهالي القرى غير المعترف بها على أسس الوحدة، وتنظيم العمل والنشاطات المختلفة على المستوى الشعبي والبرلماني والدولي، بين كافة الأطر والمؤسسات وتنسيق كافة الخطوات مع المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها.
واختتم عريف المؤتمر سلطان أبو عبيد الجلسة الاختتامية بالتأكيد على تنسيق العمل والاستعدادات لمواجهة مخطط الترحيل السلطوي، والاستعداد لتحشيد الحراك الشعبي واعداد الاعتراضات، ورفع المطلب الأساسي بالقبول بالمخطط البديل للاعتراف، واعداد وثيقة باسم عرب النقب ضد مخطط الترحيل.